الإبداع يبدأ في المهد حيث يتمكن الأطفال من البدء في استيعاب اللغة والأفكار المركبة
Creativity starts in the cradle
July 10,202
يكتسب الطفل كلمات وأعداد ويؤلف بينها من خلال اللعب مع أحد أبويه الإبداع [1] creativity البشري لا مثيل له بين الأنواع الأخرى (غير البشرية). أحد جوانب الإدراك البشري الذي له دور في هذه السمة الرائعة هو الفكر التركيبي (التوليفي)، أو القدرة على تجميع عدد غير معهود من الأفكار المعقدة من عدد محدود من المفاهيم البسيطة. ويبدو أن الفكر التركيبي يرتبط ارتباطًا وثيقًا باستخدام اللغة، مما يجعل تركيب الأفكار المركبة ومشاركتها مع الآخرين أمرًا سهلًا. هنا، أثبتنا من خلال هذه الدراسة أن الأطفال الرضع يمكنهم التوليف بين مفاهيم متكونة من العدد وتمييز العدد [2] (المعدود) المستنبطة من الكلمات المتأصلة في تعبيرات ذات عناصر متعددة (أكثر من عنصر) (على سبيل المثال، ”بطتين“؛ كلمة ”اثنان“ كانت كلمة مختلفة للعدد 2 المستخدم في تعليم الأطفال أثناء التجربة). لذلك، العمليات التوليفية (بين العدد والمعدود) لتطوير الأفكار المركبة تبدأ بالعمل خلال السنة الأولى من سن الطفل وقد لا تكون نتيجة لاستخدام اللغة ولكنها متطلب أساسي للتعلم بشكل عام.
وجد الباحثون أن الأطفال قادرون بسرعة كبيرة على اكتساب كلمات جديدة كوصف بسيط [للمعدود أو تمييز العدد [2] ] - وهو إنجاز مثير للإعجاب - والقدرة على ضمها تلقائيًا (آنيًا) مع كلمات مألوفة لفهم العبارة فهمًا تامًا.
أجرت الباحث الرئيس، الدكتور باربرا بوميتشوسكا Barbara Pomiechowska, الدراسة [3] ، التي نشر في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم PNAS) حينما كانت زميلة ما بعد الدكتوراه في جامعة أوروبا الوسطى (CEU) في بودابست الهنغارية. وهي الآن أستاذ مساعد في كلية علم النفس بجامعة برمنغهام في المملكة المتحدة.
وقالت الدكتور بوميتشوسكا: ”الإبداع البشري ليس له حدود: لقد أخذنا إلى القمر ومكننا من علاج الأمراض الفتاكة - ولكن بالرغم من أهميته، إلا أننا لا نعرف حتى الآن متى وكيف تبرز هذه القدرة الرائعة على التوليف بين (تركيب) الأفكار لاختراع أشياء جديدة“. هذه الدراسة تبين أنه علينا الرجوع إلى بداية اكتساب اللغة لإيجاد حل لهذه الأحجية.
في هذه الدراسة، عمل الباحثون مع مجموعة مكونة من 60 طفلاً، يبلغون 12 شهرًا تقريبًا. بدأوا بتعليم الأطفال كلمتين جديدتين لتعنيا عددًا (كمية معينة): ”mize“ لتعني ”واحد“، و”padu“ لتعني ”اثنين“.
ثم طُلب من الأطفال تركيب (التوليف بين) هذه الكلمتين العدديتين الجديدتين مع أسماء أشياء مختلفة، على سبيل المثال للتعرف على ”بطتين اثنتين“ من بين مجموعة مختارة من الصور. وبتعليم كلمات جديدة ممثلة لكميات (لأعداد) معينة، تمكن الباحثون من اختبار قدرة الأطفال على التوليف بين المفاهيم في الوقت الفعلي، وليس مجرد اختبارهم على تذكر توليفة كلمات يعرفونها فعلًا من السابق.
وباستخدام تقنية تتبع حركة العين لرصد الاتجاه الذي ينظر إليه الأطفال، تمكن الباحثون من إثبات أن بإمكان الأطفال أن يؤلفوا بنجاح بين مفهومين [بين العدد والمعدود في هذه الحالة] لفهم ما يُطلب منهم.
وأضافت الدكتور أغنيس كوفاكس Agnes Kovacs, من قسم العلوم الإدراكية (المعرفية Cognition) في جامعة أوروبا الوسطى ومركز التنمية المعرفية في جامعة أوروبا الوسطى: ”بالنسبة للأطفال، من المرجح أن تساعد هذه القدرة على التوليف بين المفاهيم المختلفة ليس فقط في تفسير مدخلات اللغة المعقدة، ولكن أيضًا في التعرف على جوانب مختلفة من العالم المادي والاجتماعي“. بالنسبة للراشدين (20 سنة وأكبر، بحسب التعريف)، فالإبداع هو القدرة التي تساعد على تجاوز كل ما تم التفكير فيه بالفعل، وفتح الذهن على احتمالات ليست محدودة.