تحية خاصة إلى جيراننا الأعزاء
قبل أن أبدأ بالتعريف عن هوية الجار العزيز، دعونا أقدم لمحة بسيطة لعنصر حساس ومهم لكل المجتمعات، الدعم الاجتماعي وأبعاده الكبيرة.
أصبح الدعم الاجتماعي ظاهرة اجتماعية قائمة على الشبكات، كان محور اهتمام البحوث العالمية في العقود الثلاثة الماضية تتضمن مؤشرات استشهادات العلوم الاجتماعية للمقالات التي موضوعاتها ”الدعم الاجتماعي“، لم يكن هناك سوى ثلاث مقالات في الخمسينيات وعشرة في الستينيات. وارتفع العدد إلى 76 في السبعينيات. بعد ذلك كان هناك تقريباً 94 مقالة في الثمانينيات، و 1,394 في التسعينيات، و 2,687 في الفترة من 2000 إلى 2008. وقد اجتذب الدعم الاجتماعي اهتماماً متزايداً خاصة في الأدبيات الصحية، ويُنظر إلى الافتقار إلى الدعم الاجتماعي على أنه مشكلة. والسبب الأساسي المحتمل للمرض.
غالباً ما يتحدث علماء النفس وغيرهم من المتخصصين في الصحة العقلية عن أهمية وجود شبكة دعم اجتماعي قوية. عندما نحاول الوصول إلى أهدافنا أو التعامل مع الأزمات، كثيراً ما يناشد الخبراء الناس الاعتماد على أصدقائهم وعائلاتهم للحصول على الدعم. لكن الدعم الاجتماعي ليس بالتأكيد طريقا ذو اتجاه واحد. بالإضافة إلى الاعتماد على الآخرين، فإنك أيضاً بمثابة شكل من أشكال الدعم للعديد من الأشخاص في حياتك.
في إحدى الدراسات التي أجريت على رجال في منتصف العمر على مدى سبع سنوات، كان أولئك الذين يتمتعون بدعم اجتماعي وعاطفي قوي أقل عرضة للوفاة من أولئك الذين يفتقرون إلى مثل هذه العلاقات.
في شهر رمضان المنصرم كنت أتحدث مع عم الوالد الكريم، الحاج. عبدالله بن حسن الخرداوي، عن صعوبة الحياة وقساوتها قبل ظهور الطفرة النفطية، وذكر لي أنهم يشدون الرحال إلى مملكة البحرين عن طريق البحر والتي تستغرق بحدود يوم كامل أو أكثر.
يعتبر عم الوالد، هو عم العائلة بأكملها، وملازم مجالسنا دائماً سواء مجالس دينية وتوعية أو مناسبات في الأفراح والأحزان. فهو الشخص رقم واحد في الحضور ونسأل الله العلي القدير أن يدوم عليه بالصحة والعافية. فعلاقتنا بمملكة البحرين قديمة جداً، وقبل ظهور جسر الملك فهد بفترة طويلة.
بدأ صيد اللؤلؤ في البحرين منذ عام 2000 قبل الميلاد. ويتألف من 17 مبنى وثلاث حاضنات محار تقع بالقرب من البحر وجزء من الساحل وقلعة بو ماهر في الطرف الجنوبي من المحرق. وقد اعتمد الطريق كموقع للتراث العالمي تابع لليونسكو في 30 يونيو 2012 وهو موقع التراث العالمي الثاني في البحرين بعد قلعة البحرين.
كان اكتشاف النفط في الجزيرة العربية للمرة الأولى قد تم في أرض البحرين عام 1932 م ومتزامناً مع انهيار تجارة اللؤلؤ الطبيعي بسبب اكتشاف اللؤلؤ الصناعي وانتشاره، حيث كانت تعتمد البحرين على تجارة اللؤلؤ في اقتصادها الوطني، ففي عام 1925 م منحت الحكومة البحرينية أول امتياز للتنقيب عن النفط، وفي عام 1929 م تأسست شركة نفط البحرين.
ففي ثمانينات القرن الماضي كنت أتذكر أن هناك مناطق ووسائل جذب متعددة، فالبنية التحتية بنيت وتطورت بشكل مدروس جيداً. وفي عام 2003 قررت أن أكمل دراسة الماجستير بمملكة البحرين بإحدى الجامعات الأجنبية بالتزامن مع زوجتي التي درست عدة دورات للغة الإنجليزية. وبعد عدة سنوات، قررت أختي أيضا أن تكمل دراستها الطبية هناك. لدينا أقارب وأصحاب مستقرين ومرتبطين بشكل أسري هناك.
خلال دراستي العليا هناك، وبالتحديد بين عامي 2003 إلى 2005 كنت أسمع أحاديث زملائي الطلبة عن شخصية لها أعمال مشرقة ومؤثرة بمملكة البحرين، سألت نفسي ”ماذا تملك هذا الشخصية حتى تتكلم الناس عنها؟“
تلاشى السؤال والبحث عن الإجابة عليه تماماُ، ودخلت سباق الحياة وتحقيق الذات والنجاح وحماية الأسرة... الخ، تخرجت ودارت الساعات والأيام والسنوات، وصولاً إلى عقدين من الزمن. ثم شاءت الأقدار أن أتشرف اليوم بتقديم كتاب ”ثروات الأجيال القادمة“ إلى سعادة الدكتور. مصطفى بن علي السيد الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمناء في المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية. حقيقة أنا سعيد جداً بهذا اللقاء الرائع.
أستطيع القول خلال تجربتي الدراسية المتواضعة سواء بالولايات المتحدة أو مملكة البحرين، أن جيراننا ووطننا الثاني والشعب البحريني شعب مميز وصاحب ابتسامة جميلة. ولذلك تغمرني السعادة بأن يكون نسخة هذا الكتاب بمملكة البحرين، ونتمنى لهم كل التوفيق والتطور والازدهار.
الجدير بالذكر بأن سعادة الدكتور. مصطفى بن علي السيد هو نائب رئيس مجلس إدارة كل من شركة عقارات السيف وبنك الأسرة ممثلاً عن المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وعضو إدارة مؤسسة ناس وفندق فريزر سويتس السيف - البحرين.
تم تعيينه عضوا في مجلس الشورى من 2002 إلى 2006. شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة نفط البحرين ”بابكو“ من 2004 إلى 2007، ورئيس المهندسين في ”وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني“ والرئيس التنفيذي لـ ”شركة ميدال للكابلات المحدودة“، والمدير العام لشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات - جيبك، كما كان عضواً في مجلس إدارة ”الهيئة الوطنية للنفط والغاز“.
حاصل على دكتوراه في الإدارة الصناعية من جامعة لندن في المملكة المتحدة، وماجستير في الإدارة الصناعية من جامعة دبلن في إيرلندا، وبكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة بورتسموث في المملكة المتحدة.