الأسس البيولوجية للجاذبية والعلاقات الرومانسية
19 يونيو 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 146 لسنة 2024
Biological underpinnings of romantic attraction and bonding
19 June 2024
كشفت دراسة جديدة أن التناغم الفسيولوجي، أي تناسق الاستجابات الفسيولوجية بين الأشخاص، يعزز بشكل كبير الانجذاب الرومانسي الملموس. تبين النتائج أن بعض الأشخاص متزامنون فائقون [1] - وبطبيعة الحال، يتزامنون بشكل جيد في السياقات الاجتماعية وغير الاجتماعية، ويُنظر إلى هذا المتزامن الفائق على أنه أكثر جاذبية من الناحية الرومانسية. وهذا يمهد الطريق لمزيد من الدراسات حول كيف يمكن للتزامن الفسيولوجي والسلوكي أن يؤثر في تشكيل العلاقات الإنسانية بشكل عام.
كشفت دراسة جديدة بقيادة الدكتور سحر أتزيل Shir Atzil وفريقها من قسم علم النفس في الجامعة العبرية عن رؤى مثيرة للاهتمام حول الآليات البيولوجية للعلاقة الرومانسية، مع التركيز بشكل خاص على التزامن الفسيولوجي - أي تطابق الاستجابات الفسيولوجية بين شخصين - وتأثيرها في الجاذبية الرومانسية المحسوسة بينهما.
يرجع التزامن الفسيولوجي إلى مطابقة الاستجابات الفسيولوجية بين الأفراد. يمكن أن يشمل مؤ، شرات مثل معدل ضربات القلب والتنفس وموصلية الجلد [أو النشاط الجلدي الكهربي: وهو إشارة تدل على الإثارة الفسيولوجية أو النفسية ب [2] ]. عندما يصبح شخصان متزامنين من الناحية الفسيولوجية، فإن وظائفهما الجسدية تتطابق بطريقة قابلة للقياس وغالبًا ما تحدث بشكل طبيعي أثناء التفاعلات الاجتماعية.
دمج البحث بين الأساليب التجريبية والرصدية لدراسة مدى تأثير التزامن الفسيولوجي في الجاذبية الرومانسية. بينت تجربة على الإنترنت شملت 144 مشاركًا أن إثارة «إحداث» التزامن بين الممثلين actors أدى إلى تعزيز مستويات جاذبيتهم بشكل كبير. الدراسات الأخرى في سيناريو المواعدة السريعة «اجتماع رسمي معد مسبقًا بين رجل وامرأة لإحداث علاقة زوجية محتملة] في المختبر مع 48 مشاركًا عُرفوا مسبقًا أن لديهم ميلًا طبيعيًا مرتفعًا للمزامنة في كل من السياقات الاجتماعية وغير الاجتماعية، والذين أطلق عليهم ”المتزامنون الفائقون.“ صُنف هؤلاء الأفراد بنحو متسق على أنهم أكثر جاذبية من الناحية الرومانسية، مما يؤكد إمكانية التوافق الفسيولوجي بينهم لتعزيز الجاذبية الملموسة بشكل معتبر.
توضح الدكتور أتزيل: ”تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن القدرة على المزامنة مع الآخرين قد لا تكون مجرد مهارة اجتماعية [3] ، بل يمكن أن تنبثق من القدرات الحسية الأساسية التي تتطلب من الفرد أن يتكيف مع المدخلات الديناميكية «المتغيرة». يُنظر إلى هذه القدرة على التكيف، سواء أكانت استجابةً للتواصل الاجتماعي غير اللفظي «لغة الجسد» أم الأنماط الإيقاعية «التزامنية، مثل دقات القلب والتنفس المتزامنة بين شخصين» على أنها جذابة، ربما بسبب تبعات الاستجابات الفسيولوجية المفيدة التي يمكن أن يحدثها الشريك الآخر المتزامن.“
تقترح الدراسة أن الحالات الفسيولوجية المتزامنة يمكن أن تحسن التنظيم بين أجهزة الجسم المختلفة، مما يجعل لهذه التفاعلات مردودات ايجابية بشكل أكثر. بالإضافة إلى ذلك، قد يشير التزامن الفعال إلى ايجابيات معرفية «إدراكية: كالتحصيل الأكاديمي العالي ومستوى تدهور ادراكي منخفض] وإيجابيات تطورية [سمات وراثية معينة مشتركة وتباينات كبيرة]، مما يشير إلى أهمية بيولوجية أعمق لهذه السمة «التزامن».
وعلى الرغم من هذه الأفكار الواعدة، تشير الدكتور أتزيل إلى أن هناك مقيدات لهذا البحث. تقول: ”إن التصميم المقطعي [4] لدراستنا يحد من قدرتنا على استخلاص استنتاجات نهائية حول ثبات التزامن في الأمد الطويل كسمة وعلاقتها السببية بالانجذاب الرومانسي“. سوف تتناول الأبحاث المستقبلية هذه الديناميكيات بشكل أعمق، خاصة بالنظر إلى آثار التزامن في العلاقات الرومانسية المستدامة.
لا تعمل هذه الدراسة على تعزيز فهمنا للانجذاب الرومانسي فحسب، بل تمهد الطريق أيضًا لمزيد من الاستكشافات حول مدى تأثير التزامن الفسيولوجي والسلوكي في تشكيل العلاقات الإنسانية في سياقات أوسع.
نشرت الدراسة [5] في دورية Communications Phsycology.