آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:26 م

وداعاً أيام الحسين (ع)

عباس سالم

أيام حسينية عشنا فيها الحزن والأسى باستشهاد سيد الكلمة الحرة وسيداً من سادات الجنة ”الإمام الحسين “، الذي خاصم الذل والمهانة وارتقى شامخاً بالعز والكرامة، ورسم للإنسانية دروب التضحية والنضال دون خوف وندامة.

يدفع الواقع الذي عشناه على مدى عشرة أيام نلطم ونبكي حسرة على ما جرى في واقعة الطف الأليمة، حيث إن الإمام الحسين خرج مع عدداً قليل من أنصاره وأولاده وإخوته لإصلاح أمة جده ”إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق“ وضحى بكل ما يملك من أجل حفظ الدين وتغيير مسار التأريخ وغرس القيم والمبادئ للإنسانية!!

المبادئ والقيم التي رسمها الإمام الحسين في عاشوراء هي عنوان مكتوب على وجوه عشاقه! الذين عاهدوا الله بأن يسيروا على نهج سيدهم ما دامت الأنفاس باقية، فتركوا كل شيء في أيامك وافترشوا مجالسك سيدي يا حسين، وأن لحظة نقضيها في مجلسك الشريف أحب إلينا من سنين العمر بأجمعها، فما أسعد القلوب التي تعلقت بك يا سيد القلوب بل أنت سيد العقول والأفكار، والسعادة بل قمة السعادة هي في البكاء والأنين والحسرة على الحسين .

فلك الشكر يا إلهي بأن وفقتنا للحضور في مجالس سيدي ومولاي الحسين ، أياماً قضيناها ضيوفاً عندك سيدي وفي رحابك الطاهر نستمع إلى خطبك النورانية التي تغسل القلوب من الخطايا والآثام، وكنا نسكب الدموع ونلطم على الصدور ونعلن الحداد في يوم استشهادك حسرة على مصابك.

إلهي قد نغفل فنذنب ونعصي ونعصي ولكنك أنت الكريم برحمتك ومغفرتك، ويقيني بك يا إلهي وسيدي أن لا ترد مسكيناً لجأ إلى رحمتك خائفاً، مولاي بجودك جد عليي واقبلني وامنن علي، سيدي يا حسين كيف الخروج الآن ووداعك في أيامك التي قضيناها في مجالسك نتعلم من مبادئ ثورتك ونصرخ حسين حسين يا حسين، اللهم تقبل أعمالنا واجعل هذه الدموع والصرخات مسكنات لقلوبنا للسير على نهجك.

ختاماً: خليط من عباد الله جمعتهم مجالسك الذي يعجز من يريد جمعهم في غيرها، عشرة أيام عاشها عشاق الحسين حضوراً في مجالسه بين باكياً ولاطماً وحزيناً على ما جرى لسيدهم في كربلاء الدم سنة 61 هـ، وأن الدموع التي سالت على خده في مناجاة ربه قد اختلطت بدماء نحره الشريف، وهذا الخليط هو رأس مال النجاة لمن كان مع الحسين .