الفاتنة
* بدأت علاقتي بالخبر في المرحلة المتوسطة حين كان يصطحبني آنذاك أخي «أحمد» للتبضع قبل بدء العام الدراسي وكنت أشعر أن «مجمع الشعلة» هارودز الخبر ولم أكن أعلم أن القدر رتب لي فيما بعد أكون من قاطني هذه المدينة الفاتنة..
لطالما تساءلت منذ انتقلت إلى الخبر عن معنى مفردة «الخبر» وأثناء بحثي لفتني مقال للكاتب جبر الدوسري - رحمه الله - بعنوان «الخبر من الخبر» ناقش فيه سبب تسمية هذه المدينة الفاتنة حين تغيرت أحوال المطر وكانت السحب الماطرة تأتي من الغرب بانحراف نحو الجنوب على مدينة الخبر ثم يهطل المطر بغزارة ويعقبه تغير اتجاه الريح من شرقية إلى شمالية تحف فيها الاماكن المرتفعة قليلا من الأرض وتمكث مياه الأمطار في شكل بقع وبحيرات صغيرة وأكثر البحيرات نقاء وصفاء سبع بحيرات تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الخبر وساعد على نقاء وبقاء هذه البحيرات وجود صحون صخرية ملساء تمتد طولا لعدة أمتار وكان الدواسر يأتون في سفنهم للاحتطاب وكانت البحيرات تبدو واضحة لهم وتسمى هذه البحيرات بالخبر لغوياً ومفردها خبرة..وكانت النساء والأطفال يذهبون إلى تلك البحيرات للتنزه.
هذا ليس كل شيء عن هذه الفاتنة..
الخبر مدينة تسودها الألفة تشعر بها منذ دخولك شارع «البيبسي» الذي لازال يحتفظ باسمه الألفة والرحابة التي تشعرك أن هذه المدينة لازالت مؤنسة بأهلها الذين توسعوا وانتقلوا إلى الاحياء الجديدة إلا أنهم لازالوا متآزرين علاقاتهم يغلب عليها التكافل والتجاوز.
هل تعلم عزيزي القارئ ان الخبر هي أول مدينة سعودية نظمت وأسست بشكل عصري وحديث بالمملكة، ففيها جاءات أولى شبكات المياه الحديثة والمطافئ والصرف الصحي والهاتف كما كان في أولى المدارس النموذجية وأوائل المستشفيات الحديثة وكان فيها أول ناد للمارسة الخيل كما كانت تضم اوائل المسارح والطرق المعبدة.
وهذا ليس كل شيء فقد حصلت مدينة الخبر سابقًا على جائزة أنظف مدينة على مستوى الوطن العربي وأخذ جائزة اليونسيكو على هذا التميز.
واليوم تم اعتماد مدينة الخبر مدينة صحية عالمية من منظمة الصحة العالمية عبر تحقيقها ثمانون مؤشرًا مختلفا لتؤكد المتابعة الجلية من القيادة الرشيدة «يحفظها الله» ومن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية «يحفظه الله» وجهود كافة القطاعات التي تعمل لتحسين وتطوير جودة حياة الفرد في مملكتنا الحبيبة..
والخُبر نفس الخبر ماطرى علم جديد.