آخر تحديث: 8 / 9 / 2024م - 12:11 ص

الأطفال الذين يعيشون في أحياء أكثر اخضرارا يظهرون وظائف رئوية أفضل

الدكتور حجي إبراهيم الزويد * مقال مترجم بتصرف

وجدت دراسة كبيرة شملت 35000 طفل من ثمانية بلدان صلة ”قوية“ بين التعرض للمساحات الخضراء في مرحلة الطفولة المبكرة وتحسين وظائف الرئة. نشرت الدراسة، بقيادة معهد برشلونة للصحة العالمية «ISGlobal»، في مجلة البيئة الدولية.

استخدم البحث بيانات من 10 مجموعات أوروبية للمواليد من 8 بلدان «الدانمرك وفرنسا وإيطاليا وليتوانيا والنرويج وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة» لإجراء تحليل تلوي. تم إجراء هذا التقييم للبيانات على المستوى الفردي لكل مشارك.

كانت البيانات المتعلقة بالتعرض للمساحات الخضراء متاحة من نقطتين مختلفتين في الوقت المناسب: الحمل والطفولة «من 3 إلى 12 عاما من العمر». لقياس المساحات الخضراء السكنية، استخدم فريق البحث مؤشر الاختلاف الطبيعي للغطاء النباتي «NDVI» في حاجز 300 متر حول عنوان المشارك. NDVI هو مؤشر يستخدم صور الأقمار الصناعية لتقدير كمية الغطاء النباتي عند نقطة معينة.

تم قياس وظيفة الرئة باستخدام اختبارات قياس التنفس. لتقييم حجم الرئة، قام الباحثون بقياس القدرة الحيوية القسرية «FVC»، وهي الحد الأقصى لكمية الهواء التي يمكن للشخص أن يتنفسها دون حد زمني بعد أخذ نفس عميق. وكمؤشر على مدى انفتاح الشعب الهوائية، تم أخذ حجم الزفير القسري في ثانية واحدة «FEV1». FEV1 هو حجم الهواء الزفير في الثانية الأولى من التنفس القسري بعد الاستنشاق العميق.

أظهر التحليل الإحصائي أن الأطفال الذين يعيشون في أحياء أكثر اخضرارا لديهم وظائف رئوية أفضل، وتحديدا FVC وFEV1 أعلى. على العكس من ذلك، أولئك الذين عاشوا بعيدا عن المساحات الخضراء كان لديهم حجم رئوي أقل «FVC».

في حين لوحظ الارتباط الإيجابي للعيش في أحياء أكثر اخضرارا مع وظائف الرئة بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي، كان التأثير أقوى في الأطفال من الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية العليا.

تقول أماندا فرنانديز، المؤلفة الأولى وباحثة ISGlobal في وقت الدراسة: ”يمكن أن يكون أحد التفسيرات المحتملة هو أن الأسر ذات التعليم العالي أو الدخل قد تتمكن من الوصول إلى مناطق خضراء أعلى جودة وأكثر أمانا وأفضل صيانة“.

الآليات الممكنة:

نظر الباحثون أيضا إلى موقع منزل الأمهات أثناء الحمل، ولكن في هذه الحالة لم ترتبط الخضرة السكنية بأي من مؤشرات صحة الجهاز التنفسي، مما يشير إلى أن العلاقة بين المساحات الخضراء وتحسين وظائف الرئة لها علاقة بشيء يحدث في مرحلة الطفولة.

لا يزال فهمنا لكيفية تأثير المساحات الخضراء في وظائف الرئة غير مكتمل. نحن نعلم أن المساحات الخضراء تقلل من تلوث الهواء، مما يؤثر بدوره في صحة الجهاز التنفسي. نعتقد أيضا أن المساحات الخضراء قد تعرض الأطفال للميكروبات المفيدة، والتي قد تسهم في تطوير الجهاز المناعي، وتؤثر بشكل غير مباشر على وظائف الرئة.

يقول فرنانديز: ”أخيرا، من المرجح أن تعكس المساحات الخضراء القريبة من المنزل وجود مناطق اللعب التي تشجع النشاط البدني في سن لا تزال فيه الرئتان تتطوران“.

تقول مارتين فريجهايد، المؤلفة الرئيسية للدراسة والمديرة المشاركة لبرنامج البيئة والصحة على دورة الحياة في ISGlobal:

”تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء على أهمية دمج المساحات الخضراء في البيئات الحضرية لتحسين صحة الجهاز التنفسي، وكذلك لدى الأطفال. إذا كانت الطريقة التي يتم بها تكوين المدن هي عامل يساهم في عدم المساواة، فإن التخطيط الحضري الذي يساهم بوعي في التخفيف من عدم المساواة أمر مهم،“

نظرت الدراسة أيضا في ما إذا كانت المساحات الخضراء بالقرب من المنزل أثناء الحمل والطفولة مرتبطة بنتائج الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والنمو العصبي الأخرى، ولكنها لم تجد أي ارتباطات أخرى.

المصدر:

Amanda Fernandes et al, Green spaces and respiratory, cardiometabolic, and neurodevelopmental outcomes: An individual-participant data meta-analysis of >35,000 European children, Environment International «2024». DOI: 10,1016/j.envint.2024,108853
استشاري طب أطفال وحساسية