لو أصبحتِ حاملاً، ما مدى دقة ”موعد ولادتك المحدد“؟
بقلم هيزل كيدل، أستاذ مشارك في علوم القبالة، جامعة غرب سيدني
28 يونيو 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 143 لسنة 2024
? ”If you“ re pregnant، how accurate is your "due date
Hazel Keedle، Senior Lecturer of Midwifery، Western Sydney University
June 28,2024
أفاد تقرير شبكة ال ABC أن أكثر من 1700 امرأة حامل في جنوب أستراليا حصلن على ”موعد ولادة“ غلط بسبب خطأ فني في سجلاتهن الطبية المحوسبة. وقد أثار هذا الخبر مخاوف من أن بعض النساء ربما خضعن للطلق الإصطناعي نتيجة لذلك.
ووفقا لتقرير [1] شبكة ال ABC، فإن معظم النساء اللاتي تضررت سجلاتهن قد أنجبن بحسب موعد الولادة المحدد لهن، لكن بقيت حوالي 100 منهن حوامل «لم يلدن بعد». ولم يتم إخطار كل النساء بالخطأ الفني في سجلهن الطبي حتى الآن. ويُجرى الآن تحقيق لمعرفة كيف حدث هذا الخطأ وما إذا كانت تواريخ مواعيد الولادة المحددة غير الصحيحة قد أثرت سلبًا في مستوى الرعاية.
ولكن ما مدى دقة تواريخ مواعيد الولادة المحددة على أي حال؟ وماذا سيحدث لو كانت هذه المواعيد غير صحيحة؟
ماذا عن موعد الولادة المحدد؟
إن ما يسميه الناس عادةً ”موعد الولادة المحدد“ هو في الواقع تاريح اليوم التقديري [2] الذي سيولد فيه الطفل. هناك برامج مختلفة [3] يعلى الإنترنت لحساب هذا التاريخ، بناءً على ما يسمى بقاعدة تايغليNaegele [4] ، والتي سميت باسم طبيب التوليد الألماني فرانز نايغيل «المتوفى سنة 1851م».
تحدد قاعدة نايغيل تاريخ الولادة المتوقع وذلك بأخذ اليوم الأول من آخر دورة شهرية وإضافة سبعة أيام له، ثم إضافة 40 أسبوعًا «حوالي تسعة شهور».
مثال على حساب موعد الولادة المتوقع بحسب قاعدة نايغيل: مثال لو كان أول يوم من آخر ذورة شهرية كان مارس 17.، 2017 زد على ذلك 9 شهور ثم زد على الناتج سبعة أيام، سيكون الموعد المتوقع ديسمبر 14,2017.
قاعدة نايغيل قاعدة لها محدوديات للأسباب التالية. أولاً، يفترض أن جميع دورات الطمث هي 28 يومًا وأن الإباضة تحدث في اليوم ال 14. كما تعتمد على معرفة المرأة بتاريخ آخر دورة شهرية لها.
لا يزال الأطباء والقابلات يستخدمون هذه الطريقة لتحديد موعد الولادة المتوقع.
ومع ذلك، هناك اعتماد متزايد على استخدام الموجات فوق الصوتية المعمولة بين الأسبوع الثامن والأسبوع ال 16 من الحمل للتنبؤ بموعد الولادة المحدد. هذه الطريقة تقيس حجم الجنين [طوله ووزنه [5] ] ونموه من أجل حساب العمر الحملي [6] . ومن هناك، يستخدم أخصائي تخطيط الصدى التوليدي تلك البيانات لتحديد موعد ولادة الطفل.
هناك أيضًا توجه نحو إعطاء نطاق زمني [± أيام] بدلاً من تاريخ محدد لموعد الولادة.
وجدت دراسة بأثر رجعي «إستعادية» [7] كبيرة لأكثر من مليون ولادة في ألمانيا [8] أن 90% من الولادات حدثت في الفترة ما بين 19 يومًا قبل الموعد المتوقع للولادة وسبعة أيام بعده. هذا يتراوح ما بين 37 أسبوعًا إلى 41 أسبوعًا من تاريخ الحمل.
لماذا يعتبر تاريخ الولادة المحدد مهم؟
يُعتبر تاريخ الولادة المحدد مهمًا لعدة أسباب، بالإضافة إلى السماح للحامل ولعائلتها بالتخطيط للأشهر المقبلة. وهو يعتبر أيضًا جزءً أساسيًا من المعلومات التي تستخدمها القابلة أو الطبيب لمراقبة الحمل، وتقييم ما إذا كان كل شيء يتعلق بالحمل يتقدم تقدمًا سليمًا، وما إذا كانت هناك توصية بالتدخل لو حدث ما يشوب هذا التقدم.
أحد التدخلات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتاريخ الولاة المتوقع هو قرار ما إذا كان هناك حاجة إلى استخدام الطلق الاصطناعي إذا تأخرت الولادة عن الموعد المتوقع. بالنسبة للنساء اللاتي حًسب موعد ولادتهن المتوقع بشكل غير صحيح، هناك احتمال أن يُجرى لهن طلق اصطناعي في وقت أبكر مما هو مطلوب.
استخدام التاريخ المتوقع من الفحص بالموجات فوق الصوتية قد يؤدي إلى تحديد تاريخ ولادة أكثر دقة من استخدام قاعدة نايغيل [9] ، وربما ساهم في تجنب استخدام الطلق الاصطناعي غير الضروري إذا لم تكن المرأة متأخرة جدًا. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لتأكيد ذلك.
لماذا نحن قلقون جدا بشأن الطلق الاصطناعي؟
هناك في أستراليا عدد متصاعد من النساء اللاتي يخضعن للطلق الاصطناعي مقارنة بانتظار بدء المخاض تلقائيًا «طبيعيًا». الآن تخضع 41٪ من النساء اللاتي يحملن لأول مرة إلى الطلق الاصطناعي [10] .
الطلق الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى المزيد من التدخلات الطبية أثناء المخاض، مثل الحقن بإبرة مسكنة للألم في الظهر epidural» ومراقبة مستمرة للجنين. ويمكن أيضا أن يزيد من احتمال الولادة بعملية قيصرية. وقد وجدت الدراسات أيضًا أن النساء يرغبن في تجنب الطلق الاصطناعي في الولادات اللاحقة.
لا توصي منظمة الصحة العالمية النساء اللاتي لديهن حالات حمل غير معقدة بالخضوع للطلق الاصطناعي الروتيني قبل أقل من 41 أسبوعًا من الحمل [11] .
كل أسبوع يمر على الجنين في رحم أمه مهم لأنه لا يزال ينمو ويتطور حتى الأسبوع ال 40 من الحمل [12] . كل أسبوع يولد فيه الطفل بالقرب من الأسبوع ال 40 يعني أنه من غير المرجح أن يحتاج إلى أن يبقى فترة زمنية في العناية المركزة.
هل بإمكان الحامل أن تحسب تاريخ ولادتها بنفسها؟
إذا أخبرت الحامل بوجود خطأ في حساب تاريخ ولادتها، فبإمكانها حل المشكلة بنفسها بالطريقة التالية:
- إدخال تاريخ آخر دورة شهرية لها في برامج حاسبة موجودة على الإنترنت [13] .
- الأخذ في الاعتبار موعد الولادة المتوقع المحسوب بالموجات فوق الصوتية أثناء الحمل حتى الأسبوع السادس عشر من الحمل.
لا بد أن تتذكر الحامل أنها لو أخذت في الاعتبار نطاق موعد الولادة يمتد من الأسبوع ال37 إلى الأسبوع ال41.
في النهاية، لا تجري الولادة دائمًا وفقًا للقواعد، وإنما فقط عدد قليل جدًا من الأطفال يولدون في الموعد المحدد لهم بالضبط [14] .