حسينيات القطيف.. هل تُهمش كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة؟

تشهد الحسينيات في القطيف إقبالاً كبيراً من مختلف الفئات العمرية، خاصة كبار السن. إلا أنَّ هذه الأماكن التي تُعتبر متنفساً روحياً وثقافياً للكثيرين، قد لا تكون مهيأة بشكلٍ كامل لاستقبال فئة مهمة من المجتمع، وهم كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة.
يقول الحاج علي الصادق ”75 عاماً“، أحد مرتادي احدى الحسينيات في جزيرة تاروت: ”أواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى الحسينية بسبب عدم وجود منحدر مناسب لكرسيي المتحرك. أحياناً أضطر للبقاء في المنزل، وهذا يحزنني كثيراً لأن الحسينية هي مكاني المفضل للتواصل مع الآخرين وممارسة شعائري الدينية“.
ليست المشكلة قاصرة على كبار السن فقط، بل تمتد لتشمل ذوي الاحتياجات الخاصة. تقول فاطمة الضامن، والدة أحد الشباب من ذوي الهمم: ”ابني يحب الذهاب الحسينية، لكنه يواجه صعوبة في دخول الحمامات واستخدام المرافق الأخرى. أتمنى أن يتم تعديل هذه المرافق لتكون أكثر ملاءمة لاحتياجاته“.
من جانبه، أكد المهندس المعماري حسين العوامي على أهمية تصميم المباني العامة، بما في ذلك الحسينيات، لتكون صديقة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف: ”هناك حلول بسيطة وغير مكلفة يمكن تطبيقها، مثل تركيب منحدرات، وتوسيع المداخل، وتوفير حمامات مجهزة. هذه التعديلات البسيطة ستحدث فرقاً كبيراً في حياة هذه الفئة من المجتمع“.
وطالب القائمين على المآتم الحسينية توفير بيئة دامجة في الحسينيات. داعيا إلى اتخاذ خطوات جادة لحل هذه المشكلة، لضمان استفادة الجميع من هذه الأماكن الهامة، بغض النظر عن العمر أو القدرة البدنية.
وتابع ”تبقى الحسينيات في القطيف منارة روحية وثقافية، ولكنها بحاجة إلى أن تكون أكثر شمولاً وترحيباً بجميع فئات المجتمع، لتظل مكاناً للجميع، حيث يمكن للجميع أن يجدوا الراحة والسكينة والمشاركة في الأنشطة الدينية والثقافية“.