آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:00 م

المجتمع والاقتداء بالنهج الحسيني الأصيل

جمال حسن المطوع

ها نحن ما زلنا نعيش في ظل ذكرى عاشوراء الحسين وما رشح ويرشح عنها من مكتسبات إيجابية ودروس توعوية ومآثر حسينية عظيمة، إذا لماذا لا نقتنص الفرص في طرح مبادرات تصالحية اجتماعية وتصحيحية وتوجيهية وهي مسؤولية مشتركة يشارك فيها أولئك النخبة من علماء أجلاء وخطباء فضلاء وعلية القوم من أهل الخبرة والمعرفة، فلا شك ولا إشكال إن هناك من يستمع إليهم ويأخذ أقوالهم وأفعالهم على محمل الجد والتفهم وخاصة أن هناك مشاكل وقضايا عالقة بين بعض العوائل الكريمة والأخوة والأصدقاء فرقت وأبعدت المسافات بينهم نتيجة عدم التوافق في الرؤى والمصالح المتشابكة والمترابطة واختلاف وجهات النظر إلى تقلبات مفاهيم وأساسيات الحياة المتغيرة بين عشية وضحاها التي أشعلت في القلوب جفاء وانقطاع في المودة والتواصل حيث لا تلتقي هذه الشرائح المختلفة في توجهاتها إلا في بعض المناسبات، دينية كانت أو اجتماعية نادرة أو عن طريق الصدفة.

فلماذا لا يقوم الخيرون السابق ذكرهم من المجتمع الديني والمدني بطرق الباب لعلهم يوفقون في لم الشمل وجمع المتنافرين والمتخاصمين رأيا وفكرا وتطلعا في خضم هذه الذكرى العظيمة وما خلدت من الدروس والعبر في أحداثها التي كانت وما زالت مضرب المثل في التضحيات والقيم الإنسانية الرفيعة التي أسست برنامجا نموذجيا رائعا في العلاقات المجتمعية الخلاقة من الإيثار والتنازل المحمود والمحبذ والبعد عن المزيدات والتعقيدات، كما قال الله تعالى في محكم كتابه وفصيح خطابه: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر: آية 9] صدق الله العلي العظيم.

هكذا هي أخلاق الحسين وأصحابه، قدموا الغالي والنفيس في رفع الظلامات وإصلاح ذات البين والعفو عمن ظلمهم وهم أهل الحق المبين، أليست هذه العبر والنصائح يستحب الأخذ بها وتطبيقها على واقعنا العملي كما قال جل وعلا: «والعافين عن الناس والله يحب المحسنين».

ما أروعها عند من أخذ بها وقام على إحيائها، إنه الحسين وأصحابه مقتديا بجده وأبيه وأمه وأخيه صلوات الله عليهم أجمعين.

والله الموفق.