آخر تحديث: 18 / 10 / 2024م - 12:02 ص

شارع القدس واقتناص الفرصة

أمين محمد الصفار *

يوشك شارع القدس بالقطيف على انتهاء السفلتة في الجزء الجنوبي الأيمن منه ضمن مشروع تطوير الشارع. مشروع التطوير هذا كان مفاجأة للكثير من أصحاب المحال التجارية الذين تضررت مبيعاتهم جراء إقفال هذا الجزء الهام من الطريق، في الطرف المقابل للشارع يحاول أصحاب المحال تدبر أمرهم عندما يحين الدور عليهم. يعتبر الأهالي أن سفلتة الشارع السابقة تعد مقبولة جدا لا سيما عند مقارنتها بالعديد من الشوارع الأخرى بالمحافظة.

وسط هذه الحالة، يهمنا التركيز على النقاط الإيجابية عبر تسليط الضوء على الفرصة التي يمكن اقتناصها، تطبيقًا للمثل المعروف ”رب ضارة نافعة“. فلقد اعتدنا في المحافظة في تصاميم الشوارع التجارية وضع مواقف السيارات أمام المحال، حتى أصبح هذا الوضع أشبه بالدستور الذي لا يمكن تغييره، بالرغم من كل السلبيات العديدة التي نشاهدها، فالإضافة إلى ما يحدثه من تشوه بصري وحجب لواجهات المحال التجارية والحرج الذي تسببه لوحات ”عدم الوقوف أمام المحل، أو المواقف خاصة بزبائن المحل… الخ“، هناك سلبيات متعلقة بالمخالفات التي يقوم بها بعض المحال في الجهة الخلفية باعتبارها منطقة عمياء غير مرئية، حيث تصبح بؤرة للمخالفات البلدية والبيئية.

حسنًا فعلت بلدية القطيف لتدارك الوضع الذي وقع على أصحاب المحال والناس معا، عندما قامت بالإسراع بتأهيل الشارع الخلفي المقابل للمنطقة التي فيها أعمال السفلتة في شارع القدس، حيث ساعد هذا الإجراء في تخفيف بعض المعاناة لا سيما للمحال التي لها واجهة أخرى مطلة على الشارع الخلفي.

من هنا أرى ضرورة اقتناص الفرصة بتطوير تصاميم الشوارع التجارية، وذلك بأن تكون مواقف السيارات في الشوارع التجارية خلف المباني وكذلك اعتبار الشارع الخلفي شارع تجاريًا أيضا، بمعنى إلغاء ما يسميه تجار العقار بالظهير التجاري والمقابل للظهير التجاري.

مثل هذا التطوير في تصاميم الشوارع التجارية سوف يقضى على السلبيات التي ذكرناها ويضيف جمال وانسيابية للشوارع التجارية، ويساعد لاحقا على تطوير الأنظمة البلدية المتعلقة بالبناء بما يعزز هذه المواقع تجاريا، كما أنه - وكما شاهدنا - يساعد في تقليل السلبيات التي تسببها أعمال الصيانة للشوارع من وقت لآخر.

تأتي أهمية هذا المقترح في وقت تشهد فيه القطيف تنفيذ أكبر خطة إنشاء وتطوير الشوارع الشريانية في المحافظة، لذا فإن إعادة تصميم الشوارع التجارية بهذا الشكل سوف يضيف جمالًا للمدينة، وليس للشارع التجاري فقط، وهو تفعيل حقيقي لأنسنة المدن حيث ستكون مساحة أكبر لحركة المشاة والخدمات البلدية والاستثمارية المختلفة، وسيجعل القطيف منسجمة أكثر في هذا الشأن مع المدن الجميلة التي نراها في كل مكان.