لا تفعل شيء
يتبادر إلى ذهني كثيرًا أن أقوم بفعل خارق للعادة وغير متوقع وهو «ألا أفعل شيئًا محددًا».
هل أعني الفراغ الذي حذر منه كثير من الأساتذة.. أم الفراغ اللامتناهي كما لدى الفيزيائيين!
أعتقد أن «اللاشيء» أجمل وأعظم شيء تم اكتشافه من قبل الانسان لان أدمغتنا باتت مليئة بالأشياء والأفكار حتى أننا نسينا أو تناسينا أن نهدأ قليلًا وننتبه لـ اللاشيء الذي يعيدنا إلى «الآن»
الآن.. هو ما تملك أيها المغرم بالأشياء.
الآن هو القوة الوحيدة التي نملكها، وقبولك لما أنت عليه الآن بوابة السلام الداخلي والتغيير الذي تسعى له.
الآن هو شعورك بما تملك من النعم في حياتك وتركيزك على أهمها ألا وهي الطمأنينة وكيفية استشعارها في قلبك وروحك وجسدك..
الآن أن تستطيع جلب ذكرياتك السعيدة واستحضارها للحصول على المزيد منها.
في كتاب قوة الآن يشرح الكاتب «إيكهارت تول»، فكرة أنت لست عقلك «المطابقة مع العقل»
ويرى إيكهارت أن المطابقة مع العقل مشكلة كبرى لدى البشر لان الإنسان يعتقد أنه عقله، لكن العقل مجرد وسيلة تجمع البيانات وتخزنها في الذاكرة ومن ثم تتحول لأفعال وأوامر تحدث في الحاضر لكن الإنسان يستعملها في التفكير في الماضي والمستقبل؛ فيكون حاضراً بجسده وغائبًا بذهنه
أيضًا يرى إيكهارت أن هناك مشكلة وهي مطابقة الشخص مع أحاسيسه، فالإنسان يعتقد أنه أحاسيسه وهي أيضًا معضلة يعاني منها البشر، فالإحساس هو انعكاس العقل على الجسد. يقول الكاتب أن العقل والوقت لاينفصلان.
إن التفكير في هذه اللحظة فقط دون التفكير في الماضي أو المستقبل فكرة غريبة على الإنسان فالعقل مرتبط دائماً بالوقت، فأنت يا عزيزي القاريء تفكر الآن في ما ستفعله فور انتهاءك من هذه المقالة..
أخيرًا.. أود أن أخبرك سرًا.. لا شيء يحدث خارج الآن.. خذ نفسًا عميقاً واستمتع بهذه اللحظة.