نقطة الانطلاق!
كتب التنمية البشرية تستهويني جدًا؛ لأنها تمنح الدافعية للتغيير والتجديد بشكل إيجابي، وتجعل الإنسان يفهم نفسه ومحيطه بشكل صحيح، بالإضافة إلى الشفافية في التفكير. سأشارككم قراءتي لأحد هذه الكتب:
يمر الكثيرون بحالة من الاضطراب؛ بسبب عدم تمكنهم من تحقيق أحلامهم وأمانيهم، حيث يظنون أن الوصول إليها صعب المنال. هذا التوهم يزرع في العقل الباطن، مما يجعلهم يعيشون حالة من خيبة الأمل، ويعطون لأنفسهم مبررًا للاستسلام.
الأفكار السلبية والتشاؤم بمثابة بذور فاسدة تزرع في عقولنا، وتجلب الكثير من الويلات. مفتاح السعادة والأمل بأيدينا، ولا يجب علينا انتظار أحد ليأتي ويفتح لنا الباب.
التقلبات الخارجية كثيرة كموج البحر، تارة يهدأ وتارة يهيج حسب اتجاه الرياح. في حالة من الصفاء الذهني يدرك الإنسان قدرته على التغلب على تلك التحديات، لكونه يمتلك قوة خارقة أودعها الله بداخله ”وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر“.
الإنسان يمتلك قوة عظيمة وجبارة يستطيع من خلالها تغيير عالمه. إنه العقل الباطن، وهو بيئة خصبة لزراعة بذور النجاح وتجاوز كل أسباب الفشل. هذا يتطلب منا تكييف عالمنا الخارجي حسب معطيات العالم الداخلي، لا العكس، لأنه متصل بطاقة الإيمان والخير والسعادة والرضا والطبيعة. تمر بنا الكثير من الأمور، كالخوف من المستقبل أو الفشل، وهذه الأمور تشغل تفكيرنا طوال الوقت؛ مما يعني غرسها في عقلنا الباطن. ومع مرور الوقت نراها واقعًا نعيشه. إذا تمارضنا مرضنا، هذا ما يصوره لنا عالمنا الخارجي؛ لأنه مليء بالمتناقضات. ”أنا عند حسن ظن عبدي بي“.
كيف تجعل عالمك الداخلي يعيش السلام؟ نقطة الانطلاق ستكون من إمكانية عمل قاعدة بيانات خاصة بك تستطيع بواسطتها إعادة برمجة عقلك الباطن بمدخلات إيجابية تعطيه القدرة على العمل بالشكل المطلوب. يتم ربط عقلك الواعي، الذي ينتج الأفكار، بعقلك الباطن. في هذه الحالة، تكون الاستجابة سريعة وتعطيك نتائج باهرة تساعدك في تغيير حياتك نحو الأفضل. من الضروري الابتعاد عن كل ما يسبب السلبية والإحباط، خاصة المحبطين، فهم بمثابة الفيروسات الضارة التي تعمل على تعطيل وتلف بيانات النجاح. كرر دائمًا: ”أنا أستطيع“، ”أنا ناجح“، ”أستطيع القيام بهذا العمل“، ”أنا لا أخاف“ وغيرها من الأوامر التي يتبعها العقل الباطن، ويبني عليها النتيجة التي ترضيك وتوصلك إلى هدفك.
عندما تريد الاستيقاظ لصلاة الفجر، قبل أن تنام، وجه الأمر إلى عقلك الباطن بالاستيقاظ، وستجد نفسك استيقظت للصلاة. كثير من التجارب نقوم بها، ونسلمها إلى عقلنا الباطن، ولكن لا نلتفت إليها. أي نجاح حققته كان نتيجة الإيمان به في عقلك الباطن. إنه الفانوس السحري الذي يحقق كل أحلامك. لنجعل أحلامنا وأمانينا أوامر نرسلها إلى عقلنا الباطن كل ليلة قبل أن نستسلم للنوم.