آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

إساءة مقصودة ومتعمدة

جمال حسن المطوع

مما يؤسف له حقا في هذا العصر الحداثي المتحضر أن تشاهد بعينيك تراجيديا لمأساة واقعية قام بها من يمثل الأسوة والقدوة في تربية النشء ويكون حليما صبورا في الأخذ والعطاء مع من هم أمانة في عنقه وتحت مسؤوليته، لا أن يكون سبعا هائجا ثائرا لاصطياد فريسة يريد أن ينقض عليها ليمزقها بأنيابه ومخالبه، يركل ذات اليمين وذات الشمال ليرضي همجيته وعصيبته ضد طالب في عمر الزهور، أقدم هذا المدرس البعيد عن إنسانيته وعفويته، متجاهلا احترام مهنته وتقديسها والذي من المفترض أن يكون مربيا فاضلا للأجيال، إلا أنه تجرد من عاطفته وأحاسيسه، كأنه يقود قطيعا من الأغنام يهش وينش ويعربد زارعا الخوف في نفوس طلابه، لكن هذا المدرس بتصرفه أسقط كل الاعتبارات والقيم الأخلاقية والسلوكية وكأنه في غابة ليس لها قانون ونظام يردعه ويردع أمثاله من هذا الإجرام البربري، ومثل هذه العينات من البشر فاقدة للعقل والمنطق لوحشيتها الخارجة عن المألوف، فلا بد إذا من محاكمته قضائيا أمام القانون ليأخذ جزاءه وعقابه بما ارتكبت يداه من ظلم فاحش وسوء المعاملة وتعويض الطالب المتضرر؛ مما أصابه من لكمات وصفعات وكدمات لحقت به، فسببت له أضرار مادية ونفسية ومعنوية، ليكون هذا المدرس الفج الغليظ عبرة له ولأمثاله، بل يطرد من سلك التعليم إلى غير رجعة، في الوقت الذي هناك شريحة كبيرة من المعلمين في غاية الأدب والاحترام وحسن التعامل مع طلابهم، وأصحاب ذوق رفيع يعبر عن مدى إخلاصهم وتميزهم بتخرج أجيال تكن لهؤلاء المعلمين كل المحبة والتقدير والإجلال.

أثرت هذا الموضوع لأهميته وحساسيته، فقبل أيام قليلة بثت مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل هذه الجريمة البشعة والمشينة والمحزنة في نفس الوقت، وإن فعلة هذا المدرس الأرعن والخارج عن اللياقة الأدبية والأخلاقية والتعليمية ينطبق عليه المثل القائل، يقولون ما لا يفعلون، وكذلك المثل المعروف لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله، عار عليك إذا فعلت عظيم، لذا يجب أن ينال عقابه الذي يستحقه ليكون عبرة لمن يعتبر، ولكن الفيديو لا يشير إلى بلد بعينه، لذا نلتمس من المسؤولين الذين حدثت هذه الواقعة في بلادهم أن يبادروا إلى اتخاذ ما يلزم اتخاذه من قرارات حاسمة، حتى لا تتكرر المأساة لا سمح الله.

والله ولي التوفيق.