آخر تحديث: 18 / 10 / 2024م - 12:02 ص

اذكروني بدعوة من قلبٍ محب

سوزان آل حمود *

كل شيء يحدث لك مقدر عند الخالق، ومحسوب في غاية الدقة يعجز العقل عن استيعابه..

‏لا شيء يحدث صدفة. ولكن لحكمة عظيمة أخفيت عن البشر.

‏للامتحان والابتلاء، فلا تخف ولا تقلق ولا تجزع ولا تيأس، أنت في حفظ الله، ورعايته سبحانه مسبب الأسباب وبيده كل شيء..

الهدف الأساسي لوجود الإنسان في هذه الحياة يتجلى في قدرته على تحقيق الخير والإحسان وترك بصمة إيجابية تستمر بعده.

في رحلته في الحياة، يمارس كل إنسان دورًا فريدًا ومختلفًا. سواء كانت أعماله صالحة أو طالحة، فإنها تؤثر في البيئة المحيطة به وتترك أثرًا على الآخرين. لذلك، يجب على الإنسان أن يكون حذرًا ويسعى دومًا للعمل بالخير والصلاح، حتى يكون ذكره مخلدًا ويستمر تأثيره الإيجابي بعد رحيله.

تتمثل سيرة الإنسان في قصة حياته ومسيرته، وهي تحمل العديد من الأحداث والتجارب التي يمر بها. فإن قصة حياة الإنسان تعكس قيمه ومبادئه، وتعكف الذاكرة على حفظها وتذكرها. وإذا كانت سيرة الإنسان مليئة بالأعمال الصالحة والإيجابية، فإنها ستظل حية في ذاكرة الناس وستستمر في الإلهام والتأثير على الأجيال القادمة.

وبعد وفاة الإنسان، يبقى له الأثر الطيب والعمل الصالح كإرث يتركه للعالم. فعندما يكون للإنسان سيرة طيبة ويكون قد أثرى الحياة بأعماله النبيلة، فإنه يستمر في العيش في ذكرى الناس وفي قلوبهم. يتذكره الأحباب والمعارف بكل خير ويصلون له ويدعون له بالرحمة والمغفرة، وبالتالي لا ينقطع الدعاء والذكر له.

إذاً، يجب على الإنسان أن يتحلى بالأخلاق الحميدة وأن يعمل بجد وإخلاص في سبيل تحقيق الخير والنفع للآخرين. يجب أن يكون عطوفًا ومتسامحًا، وأن يسعى للمساهمة في بناء مجتمع يعمه العدل والمحبة. فعندما يكون للإنسان هذا النهج الحسن والأثر الإيجابي، فإنه يبقى حاضرًا في قلوب الناس ويستمر في الدعاء والذكر.

دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب أنفع وأرجى للإجابة؛ فقد أخبرنا النبي ﷺ بذلك فقال: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل به، كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل،

أين نحن من هذا؟

عشنا الحياة بحلوها ومرها والغالبية منا لم يظهر الجانب المعتم في حياته، أظهر الفرح والإيجابية والسرور.

ولكن النتيجة الحتمية هي واحدة مفارقة الحياة وترك الأحباب، فهل كان الاستعداد جميلا ً، واستحققنا رضا الله وغفرانه؟!

على الإنسان ألا تغيبَ عنهُ غايته.

أن نراها في ملامح وجهه، ونبرة صوته، وأن تأخذ منه وقته وجهده وأيامه، ويثبّت اليقين بين عينيه، والخشية في ناظِرَيه، وأن يغرس الأمل عند كلّ هزيمة، وأن يعلم بأنها دنيا، فالغاية أبعَد، والمسير أطول، والرحمة أوسع.

وعليه أن يُدرّب قلبه على صِدق الطَّلب، ويجلد جسده على حسن السّعي، ويتمسّك بالصّبر حتى تأويل رؤياه ~

السّعي لا يعني حتميّة الوصول، إنّما بقاء المحاولة.

«وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى»

«وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى»

في النهاية، يتجلى الهدف الأساسي لوجود الإنسان في الحياة الدنيا في تحقيق الخير والإحسان وترك أثر إيجابي يستمر بعد رحيله. لذا، لنتعاون جميعًا لنكون ذكرى طيبة في قلوب الناس، ولنعمل بجد وإخلاص لنترك وراءنا إرثًا طيبًا يستمر في الذكر والدعاء.

‏يا الله.. أتمنى ألا أنطفئ وألا يجفَّ صبري، ولا تتوه مسارات أيامي، وألا تصفر ضحكاتي، ولا أعيش قلقاً وأنت في قلبي، أرجو من الله أن لا أنكسر في اللحظة التي أؤمن فيها بقوتي.. أن لا أكون كالذي - قاوم هبوب العاصفة وهدمته نسمة - اللهُم طهِّرني من بؤس الحياة ومن كل ضيق.

يا رب اجعل لي من بعد موتي أهلًا وأصحابًا وأحبه لا يهجرون وصلي بالدعاء.