آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 5:53 م

دور الكلام والموسيقى في تطور اللغة عند الأطفال

عدنان أحمد الحاجي *

لورين كيرشمان

30 مايو 2024

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 116 لسنة 2024

Infants hear significantly more speech than music at home، UW study finds

Lauren Kirschman

May 30,2024

الأطفال الرضع منغمسون في عالم من الأصوات منذ اللحظة التي يصبح فيه جهازهم السمعي قادرًا على القيام بوظائفه، وتجربتهم مع العالم السمعي تشكل وتؤثر في طريقة معالجة أدمغتهم للأصوات في محيطهم. يعد الكلام والموسيقى في كل الثقافات نوعين سائدين من الأصوات «أو الرسائل الصوتية» السمعية في حياة الأطفال اليومية. لقد أثبتت عقود من الدراسات مرارًا وتكرارًا أن كمية ونوعية مدخلات الكلام تلعب أدوارًا حاسمة في تطور لغة الرضع، إلا أنه لا يُعرف سوى القليل عن الموسيقى التي يسمعها الأطفال.

دراسة جديدة [1]  لجامعة واشنطن، نشرت في 21 مايو 2024 في مجلة العلم التنموي Developmental Science، هي أول دراسة تقارن بين مقدار ما يسمعه الأطفال في مرحلة الطفولة من موسيقى وما يسمعونه من كلام في أو سنتين من حياة الطفل. وأثبتت النتائج أن الرضع يسمعون لغة منطوقة «كلامًا» أكثر مما يسمعونه من موسيقى، وهذه الفجوة تتسع كلما تقدم الأطفال في السن.

وقالت مؤلف الدراسة كريستينا تشاو Christina Zhao، الأستاذ المساعد في علوم النطق والسمع في جامعة واشنطون: ”أردنا أن نعرف ولو لمحة سريعة عما يحدث في البيئات المنزلية للأطفال الرضع.“ "عدد لا بأس به من الدراسات تناول عدد الكلمات التي يسمعها الأطفال في المنزل، وأثبتت أن مقدار الكلام الموجه إلى الرضع هو المهم في تطور ونمو اللغة لديه. لقد أدركنا أننا لا نعرف أي شيء عن نوع الموسيقى التي يسمعها الأطفال ومدى مقارنة دورها بدور الكلام في تطور اللغة عندهم.

قام الباحثون بتحليل مجموعة بيانات من التسجيلات الصوتية التي سجلت طوال 16 ساعة في اليوم في بيئات منزلية تتحدث بالإنجليزية حين كان هؤلاء الأطفال الرضع في سن 6 و10 و14 و18 و24 شهرًا. طوال هذه المراحل العمرية، ازداد تعرض الأطفال للموسيقى من جهاز إلكتروني مع تقدمهم في السن أكثر مما تعرضوا له من مصدر موسيقي شخصي «شخص يعزف موسيقى». عُكست هذه الحالة بالنسبة لتعرضهم للكلام. على الرغم من أن نسبة الكلام المخصص للرضع زادت بشكل ملحوظ بمرور الزمن، إلا أنها بالنسبة للموسيقى ظلت كما هي.

قالت تشاو، وهي أيضًا مدير مختبر الإدراك السمعي المبكر «LEAP»، ومقره في معهد التعلم وعلوم الدماغ «I-LABS» في جامعة واشنطون: ”لقد صُدمنا من قلة الموسيقى الموجودة في هذه التسجيلات“. ”غالبية الموسيقى كانت غير مخصصة للأطفال الرضع. بالإمكان أن نتخيل أن هذه كانت بمثابة أناشيد تُبث في الخلفية أو من خلال راديو السيارة. الكثير منها يتعلق بموسيقى الأمبينت ambient [التي تركز على النوتة الموسيقية لخلق جو ومزاج عام أكثر من تركيزها علي الشكل الموسيقي التقليدي أو الإيقاع [2] » فقط.“

وهذا يختلف عن التدخل الموسيقي الجذاب جدًا والمعتمد على الاكتساب الحسي الحركي [3]  kinesthetic learning والذي نفذته تشاو وفريقها سابقًا في بيئات مختبرية [4] . خلال هذه الجلسات، تم تشغيل الموسيقى بينما أُعطيت أمهات الأطفال الرضع أدوات موسيقية وقام الباحثون بتدريبهن على طريقة مزامنة حركة أطفالهن مع الموسيقى. مجموعة تحكم مكونة من أطفال جُلبت إلى المختبر فقط لتلعب.

وقالت تشاو: ”لقد قمنا بتكرار التجربة مرتين“. "ولاحظنا نفس النتيجة في كلا المرتين: وجدنا أن التدخل الموسيقي يعزز استجابات الطفل العصبية [5]  لأصوات الكلام. وهذا جعلنا نفكر فيما سيحدث في الواقع. هذه الدراسة تعتبر الخطوة الأولى نحو الإجابة على هذا السؤال الأكبر.

اعتمدت الدراسات السابقة إلى حد كبير على تقارير أولياء الأمور «الأمهات، بشكل رئيس» النوعية والكمية لاختبار المدخلات الموسيقية في بيئات الرضع، ولكن الأمهات تميل إلى المبالغة في تقدير مقدار ما يتحدثن به مع «أو يناغين» أطفالهن أو ينشدن لهم.

تعمل هذه الدراسة على سد الفجوة، وذلك بتحليل التسجيلات الصوتية اليومية التي أُجريت باستخدام أجهزة تسجيل تحليل بيئة اللغة «LENA» [المترجم: نظام تحليل البيئة اللغوية «LENA» يزود الباحثين بتدابير آلية تسهل عملية البحث والتدخلات السريرية وغير السريرية بشأن تطور اللغة لدى الأطفال [6] ]. وثقت التسجيلات، التي سجلت في الأصل لدراسة منفصلة، البيئة الصوتية الطبيعية للرضع لمدة تصل إلى 16 ساعة يوميًا على مدار يومين في كل تسجيل عبر الفئات العمرية المذكورة أعلاه.

وقالت تشاو: ”نحن مهتمون بمعرفة ما إذا كانت مدخلات الموسيقى كعامل لتطور اللغة لدى الأطفال تتلازم مع أي مرحلة من مراحل النمو اللاحقة لهؤلاء الأطفال“. "نحن نعلم أن مدخلات الكلام تتلازم تلازمًا وثيقًا بالمهارات اللغوية اللاحقة. في البيانات التي جمعناها، لاحظنا أن مدخلات الكلام والموسيقى ليست متلازمة correlated - لذلك ليس الأمر كما لو أن الأسرة التي تتكلم أكثر تستمع بالضرورة موسيقى أكثر. نحن نحاول معرفة ما إذا كان للموسيقى دور أكثر استقلالية [عن الكلام] في جوانب معينة من تنمية اللغة عند الأطفال.