آخر تحديث: 27 / 7 / 2024م - 2:13 ص

الله يفعل ما يشاء

سوزان آل حمود *

إن الله تعالى هو الخالق الحكيم الذي رسم لكل إنسان مسار حياته وخطة لتحقيق الغاية من وجوده في هذه الدنيا. فبينما يضع الإنسان أحلامه وأهدافه ويرسم خططه، فإن مشيئة الله تعالى هي التي تُحدِّد مصيره وتقلب الأقدار بما يحقق الخير والصلاح له.

فقد كان لدي خطة لقضاء إجازتي الصيفية بالذهاب لأداء فريضة الحج ثم السفر مع عائلتي، ولكن بمشيئة الله تعالى، تغيرت الأمور بل أصبح من الاستحالة السفر، إن ذلك لا يعني فشلاً في خطتي، بل هو امتحان من الله لعبده المؤمن ليختبر صبره وإيمانه وتسليمه لقضاء الله وقدره.

إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم ما هو الأصلح للإنسان، فبينما قد يرى الإنسان أن ما يريده هو الأفضل، فإن الله تعالى قد يختار لعبده ما هو أصلح له في الدنيا والآخرة. وهذا ما ينبغي على المؤمن أن يؤمن به ويسلم لقضاء الله وقدره.

على الرغم من إحباطي لعدم تحقيق أحلامي، فلا بد أن أظل متشوقة لزيارة بيت الله الحرام والطواف حول الكعبة المشرفة، وأن أكون ملبية بين صفوف الحجيج، فهذا هو مطلب كل مسلم. وما دام قلبي معلقًا بذلك، فإن الله تعالى قد يفتح لي أبوابًا أخرى لتحقيق ذلك في الوقت المناسب.

قال أحد الصالحين:

تنزل علي المصيبة، ولولا أنه من الحرام أن أدعو الله أن يطول أمد هذه المصيبة لفعلت ذلك فلما سألته: لماذا؟ قال: أتذوق أشياء لم يكن باستطاعتي تذوقها وأنا في ظروف البهجة والسرور.

الله سبحانه يقف إلى جانب المنكسر إذا دعاه.. الله سبحانه أنزل بك المصائب لكي تعبده وتلجأ إليه، وتدعوه وأنت ذليل له.

عندما تتغير الأمور عن المخطط، على المؤمن أن يصبر ويثق بالله تعالى، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وما يبتلي به عباده هو امتحان لإيمانهم. وعلى المؤمن أن يتواضع ويرضى بما قدره الله له، فالكبرياء والطغيان لا يليقان بالعبد الضعيف أمام قدرة الله العظيمة.

وعلينا شكر الله في كل الأحوال، في الرخاء والشدة، مدركين أن ذلك من فضله علينا.

ونتذكر أن الله يبتلينا ليرفع درجاتنا ويغفر لنا ذنوبنا. ونحرص على أداء الفرائض وفعل الخيرات لنكون مستعدين للقاء ربنا.

ونقلل من الاهتمام بزخرف الدنيا ونركز على الآخرة.

إن قدرة الله تعالى وعفوه ورحمته لا تُحد، فما كتبه لعباده هو الأصلح لهم، وعلينا أن نصبر ونتوكل عليه في كل أمورنا.

أنت تشاء وأنا أشاء والله يفعل ما يشاء، فإذا لم يكن ما تشاء فارض بما هو كائن، فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.