آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:06 م

رحلة أحمد

سوزان آل حمود *

‏أعظم ما يقدمه الإنسان لنفسه وسط هذا المجتمع هو أن يكون حقيقيًّا

وأن يبذل ما في وسعه في سبيل البحث عن الجوهر والمعنى، راجيًا ألا تسقط روحه في وحل الزيف والادِّعاء والتصنُّع.

كان هناك رجل يُدعى أحمد، كان يعيش حياةً هادئة وساكنة. للأسف، كان أحمد يعاني من صعوبة في التواصل مع الآخرين والتعبير عن آرائه. كان يشعر بالخجل والقلق عندما يقف أمام جمهور أو يجد نفسه في مواقف تحتاج إلى الدفاع عن النفس وهذا جعله في موقف محرج جداً،

الابتلاء الذي كشف له الكثير مِن حوله لم يكُن صدفة بل كان هدية من الله.

في يوم من الأيام، وقع أحمد في مشكلة كبيرة. تعرض لظلم كبير وأغلقت كل المنافذ أمامه. كان يشعر بالضياع والحزن الشديد، وكان يعلم أنه بدون المساعدة لن يتمكن من تجاوز هذه المصيبة. لذلك، قرر أحمد أن يلجأ إلى الله ويطلب منه المساعدة.

بعد أن دعا الله بإخلاص، شعر أحمد بشعور غريب يتملكه. كانت هناك قوة خفية تدفعه نحو طريق جديد، طريق التدريب على فن الخطابة والرد السليم وتقوية الإرادة والثقة بالنفس.

بدأ أحمد رحلته في تطوير نفسه. حضر دورات تدريبية حول فنون الخطابة والتواصل الفعّال. قام بتمارين يومية لتقوية الإرادة والتحلي بالثقة بالنفس. كان يعمل بجد وإصرار، حيث كان يعلم أنه يحتاج إلى تغيير جذري في نفسه.

أخذ يخطو كل خطوة ويده على قلبه،

يحاول ألا يفقد الأمل، أو يفقد نفسه يحاول ألا يضعف وألا يتملك اليأس منه،

يحاول حتى لا تسلب الأيام منه طاقته في حب التغيير والتطوير، أو يأخذ الحزن من نفسه، عليه أن يحاول ويحاول فهو لا يملك طريقة أخرى غير هذه المحاولات.

مع مرور الوقت، بدأت النتائج تظهر. أصبح أحمد قادرًا على التعبير عن آرائه بوضوح وثقة. كان قادرًا على الدفاع عن نفسه في المواقف الصعبة، وأصبحت لديه القدرة على إلهام الآخرين وتحفيزهم. لم يكن أحمد فقط شخصًا عاديًا بعد الآن، بل أصبح رجلاً عظيمًا يتقلد مناصب ذات شأن.

وفي أحد الأيام، وهو جالس في مكتبه ويستعرض إنجازاته، شعر أحمد بألم حاد ينتاب رأسه. بدأ يصرخ بصوت عالٍ من شدة الألم. ثم فجأة، استفاق أحمد ليجد نفسه في سريره. كان كل ما مر به مجرد حلم.

لكن أحمد لم يشعر بخيبة أمل، بل شعر بالامتنان والشكر لله. فالحلم الذي رآه كان يحمل رسالة هامة له. فقد أدرك أن القوة والثقة التي اكتسبها على مدار رحلته لم تكن مجردة رؤى في الحلم فقط، بل كانت حقيقية ومتجذرة في داخله. أدرك أنه بفضل تدريبه وتطويره الذاتي، أصبح قادرًا على مواجهة أي تحد في الحياة.

بعد أن استعاد أحمد وعيه تمامًا، قام بالنهوض من سريره وواجه المرآة. نظر إلى نفسه وابتسم بثقة. قال بصوتٍ واضح وواثق: ”حمدًا لله، أنا الآن أمتلك الثقة والإرادة العالية لمواجهة الناس في كل الظروف. أنا قادر على الكلام والحوار بثقة وإلقاء خطابات ملهمة. أنا أكبر من مجرد صعوبات الحياة، وأنا قادر على تحقيق أعظم إنجازاتي.“

ثم، خرج أحمد من غرفته وبدأ يواجه التحديات الجديدة التي تنتظره في الحياة. لم يعد يخشى الفشل أو الرفض، بل كان يعتبرها فرصًا للنمو والتطور. استخدم خبرته ومهاراته الجديدة للتأثير في الناس وصنع تغيير إيجابي في محيطه.

وبهذه الطريقة، أصبح أحمد شخصًا عظيمًا بحق. تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة في مجاله وأثر في حياة العديد من الناس. كان قصته تذكيرًا قويًا بأن الثقة بالنفس والإرادة القوية يمكن أن تحقق المستحيل.

وهكذا، استمر أحمد في رحلته، مستعينًا بقوته الداخلية وإيمانه بأنه قادر على تحقيق أي شيء يرغب فيه. كانت قصته تلهم الآخرين وتذكرهم بأهمية تدريب الذات وتطوير القدرات الشخصية. وفي كل مرة يواجه فيها تحديًا جديدًا، يتذكر أحمد تلك اللحظة الحاسمة في الحلم، ويواصل السير قدمًا، مدفوعًا بالثقة والإرادة التي اكتسبها من رحلته الشخصية.