اللي أوله شرط آخره نور
تنقسم الآراء حول قضية اختلاط الجنسين في مختلف الحقول التعليمية والمهنية، بينما يعتبرها البعض ضرورة يفرضها العصر الراهن، ينظر إليه آخرون على أنها شر لابد من تلافيه، يعتبر ملف الاختلاط ملفّاً شائكاً وواحداً من التابوهات «المحظورات» التي يمنع النقاش فيها بمجتمعاتنا العربية على الرغم من أهميته وتأثيره الكبير على المجتمع.
من الأسباب التي تؤدي للانجذاب السريع الزائف بين الجنسين هو فصل الجنسين عن بعضهما البعض منذ الطفولة؛ خوفاً من تبعات الاختلاط مما تسبب في جهل كل جنس لكيفية التعامل مع الآخر وضبابية في فهم المشاعر الذاتية والتوهم السريع بحب النظرة الأولى، تربية الأولاد تربية سليمة وإعطاؤهم مساحة من الحرية كافية ومدروسة للتعرف على الجنس الآخر كفيلة بخلق مشاعر متزنة لدى أجيالنا القادمة»، فالهدف هو بناء شخصية مستقلة ومتحكمة في النفس تستطيع التفريق والاختيار بين الصح والخطأ بدون وجود وصي دائم عليها، وقد اتضحت أهمية ذلك مع ابتعاث شبابنا للخارج للدراسة.
عندما يقرر شاب الزواج، يبحث هو وأهله عن فتاة مناسبة بالمواصفات الشكلية التي يتمناها، وعندما يجدون الفتاة المنشودة، يتأكدون من سمعتها، ثم يتقدمون لخطبتها وهمهم الأكبر هو موافقة العروس، توافق اختبار ما قبل الزواج، وأخيراً تحديد المهر وطلبات أهل العروس، في المقابل، تكون اهتمامات الطرف الآخر، سمعة الخاطب، وقدرته المادية ثم تطابق اختبار ما قبل الزواج، تتم الخطبة التي تكون إما قصيرة لا تكفي لأن يتعرف الاثنان على بعضهما ويفهما بعضهما بعضاً، أو طويلة يحتل «وهج البدايات» الجزء الأكبر منها إن لم يكن كلها، فينشغل الاثنان بالمشاعر المتوقدة ويتجاهلان الأمور المهمة التي على الأغلب ستتسبب في اصطدام الطرفين بعد الزواج.
يقال: «اللي أوله شرط آخره نور»، وهو مثل معناه أن الاتفاق الصريح وإرساء الأسس الواضحة في بداية أي عمل سيؤدي إلى تحقيق الوضوح والشفافية للطرفين بخصوص حقوقهما وواجباتهما ولن يترك مجالاً للخلاف، ولذلك من المهم على المقبلين على الزواج مناقشة بعض الأمور خلال التعارف لوضع خطوط واضحة لعلاقتهما وليكونا على بينة قبل حدوث الزواج.
هنالك عدة مواضيع مهمة يجب على الزوجين المقبلين على الزواج مناقشتها والاتفاق عليها قبل الزواج والتي منها: السكن، الأمور المادية، الخصوصية والحريات الشخصية، الأهداف والقيم المشتركة، علاقة الزوجين بأهل بعضهما بعضاً، التزامات كل زوج الحالية والمستقبلية، الإنجاب وعدد الأطفال، العلاقة العاطفية، الحياة العلمية والعملية لكلٍّ منهما وغيره الكثير الذي سنتطرق له في مقالات قادمة.