آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 7:29 م

تحت الضغط النفسي من المرجح أن يساعد المار الضحية لا أن يعاقب الجاني

عدنان أحمد الحاجي *

16 مايو 2024

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 105 لسنة 2024

Under stress، an observer is more likely to help the victim than to punish the perpetrator

May 16,2024

أثبتت دراسة جديدة أن شعور المارة بالضغط «بالتوتر» النفسي أثناء مرورهم بضحية يتعرض إلى ظلم من أحد الجناة قد يدفع دماغه للإيثار ومساعدة الضحية لا معاقبة الجاني.

أثناء مرور المارة بمشهد يمارس فيه أحد الجناة الظلم ضد ضحية وُجد أن في أدمغة المشاركين في هذه التجربة الذين كانوا تحت وطأة توتر نفسي أنماطًا مختلفة من النشاط العصبي، كما تبين من صور جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لأدمغتهم، مقارنة بنشاط المشاركين غير المتوترين نفسيًا. وكان هؤلاء المتأثرين بالضغط النفسي أكثر احتمالًا لمساعدة الضحية لا معاقبة الجاني.

معاقبة الظالم يتطلب جهدًا ذهنيًا أكثر مما تتطلبه مساعدة الضحية. تشير الدراسات إلى أنه عندما يشهد الناس ممارسة عمل من أعمال الظلم وهم يشعرون بالتوتر النفسي، يفضلون التصرف تصرفًا فيه نكران للذات، ويفضلون حينئذ مساعدة الضحية لا معاقبة الحاني. هذا التصرف منسجم مع النظريات التي تطرح فكرة أن هناك شبكات عصبية دماغية معينة تدفع باتخاذ قرارات غريزية ومدروسة وبطيئة، ولكن من غير الواضح كيف يقوم دماغ المارة بالمفاضلة بين مساعدة الضحية وبين معاقبة الجاني في المواقف والحالات المجهدة نفسيًا.

ومن أجل فهم أفضل للعمليات العصبية التي تدفع فيها طرفًا ثالثًا إلى التدخل في مواجهة الظلم ومساعدة الضحية، قام هواغن وانغ Huagen Wang من المختبر الحكومي الرئيس لعلم الأعصاب الإدراكي والتعلم ومعهد ماكغفرن لأبحاث الدماغ، جامعة بكين للمعلمين، بكين، الصين، وزملاؤه بحشد 52 مشاركًا لإكمال مهمة محاكاة تدخل طرف ثالث وقياس نشاط الدماغ في الأثناء بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، حيث شاهد المشاركون في التجربة شخصية تقرر كيف تقوم بتوزيع هبة نقدية بينهم وبين شخصية أخرى، والتي كان عليها قبول الاقتراح بدون معارضة. ثم قرر واحد من المشاركين ما إذا كان سيأخذ المال من الشخصية الأولى، أو يعطي المال للشخصية الثانية. ما يقرب من نصف هؤلاء المشاركين غمروا أيديهم في ماء بارد جدًا لمدة ثلاث دقائق مباشرة قبل بدء المهمة وذلك لاستحثاث توتر نفسي فيهم [حتى يشعروا بالتوتر النفسي].

أثر الإجهاد النفسي الحاد في عملية اتخاذ القرار في مواقف بالغة من عدم الإنصاف، حيث شهد المشاركون شخصًا يحتفظ بمعظم المبالغ المالية التي كان من المفترض أن يتقاسمها مع شخص آخر. لاحظ الباحثون نشاطًا عالٍ في قشرة الفص ما قبل الجبهي الظهراني الجانبي «DLPFC» - وهي منطقة في الدماغ ترتبط عادةً بالتعقيل [1]  واتخاذ القرار - عندما اختار المشاركون المتوترون نفسيًا معاقبة الجاني. وكشفت النمذجة الحوسبية أن التوتر النفسي الحاد يقلل من التحيز لممارسة العقاب، مما يزيد من احتمال قيام المشارك بمساعدة الضحية لا معاقبة الجاني.

صرح الباحثون بأن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن معاقبة الجاني تتطلب مزيدًا من التأمل والتحكم المعرفي [2]  والاعتماد على الحسابات الذهنية أكثر مما تتطلبه مساعدة الضحية. وتتوافق هذه النتائج مع مجموعة من الأدلة التي تفيد بأن الذين يشعرون بالتوتر النفسي يتصرفون بشكل أكثر تعاونًا وإيثارًا، ربما لأن الناس يكرسون المزيد من مواردهم الذهنبة نحو تحديد كيف يقومون بمساعدة الضحية، لا نحو معاقبة الجاني.

ويضيف الباحثون: ”التوتر النفسي الحاد كفيل بتحويل تدخل الطرف الثالث من معاقبة مرتكب الجريمة إلى مساعدة الضحية.“

الدراسة نشرت في مجلة PLOS Biology. [3] 

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”في علم النفس، التعقيل mentalization هو القدرة على فهم الحالة العقلية، من النفس التي تكمن وراء السلوك الظاهر. ويمكن النظر إلى التعقيل على أنه شكل من أشكال النشاط العقلي الخيالي الذي يتيح لنا إدراك وتفسير السلوك البشري من حيث الحالات العقلية المتعمدة، على سبيل المثال: الاحتياجات والرغبات والمشاعر والمعتقدات والأهداف والمقاصد والأسباب». يوصف أحيانا بأنه“ فهم سوء الفهم ”. بينما يستخدم ديفيد والين مصطلحاً آخر في التفكير العقلي هو“ التفكير في التفكير. ”يمكن أن تحدث عملية التعقيل إما تلقائيا أو بوعي. القدرة على التعقيل تضعف بسبب العاطفة الشديدة.. في حين أن“ نظرية العقل ”قد نوقشت في الفلسفة على الأقل منذ وجود رينيه ديكارت، ظهر مفهوم التعقيل في أدب التحليل النفسي في أواخر الستينيات، وأصبح اختبارًا تجريبيًا في عام 1983 ميلاديًا عندما قام هاينز ويمر وجوسيف بيرنر بأول تجربة للتحقيق عن إمكانية إدراك الأطفال للإعتقادات الكاذبة،“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تعقيل_ «علم_النفس»

أو

mentalizing القدرة على استنباط الحالات العقلية / الذهنية التي تفسر وتتنبأ بسلوك الناس" ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6110997/

[2]  القدرة على التحكم المعرفي «العقلي» cognitive control في علم النفس تعني أن الشخص قادر عقليًا على التحكم في تفكيره واندفاعاته وسلوكياته وعواطفه. التحكم المعرفي يتيح أيضًا للشخص القيام بمهام متعددة وتنظيم أفكاره، والتفكير المنطقي والتعقل واتخاذ القرارات المستنيرة. " ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://study.com/academy/lesson/cognitive-control-definition-processes.html

المصدر الرئيس

https://www.sciencedaily.com/releases/2024/05/240516160517.htm