عقول رجال وقلوب نساء
تحدثت في مقال سابق عنونته ب «في الحب والحرب» عن المرأة والرجل وعلاقتهما ببعضهما بعضاً، وكيف أن الله خلقهما بسمات نفسية وجسدية مختلفة والتي تمثل ضغوطاً لكلا الجنسين بإمكانها أن تكون جاذبة أو منفرة حيث يعتمد ذلك على فهم كل جنس لنفسه وسماته ولسمات الطرف الآخر، وطريقة تعامله مع تلك السمات.
دائماً ما أتساءل عن أفضل الطرق لتعامل كل جنس مع الآخر لخلق علاقات رائعة وراقية يستفيد منها كل جنس من وجود الآخر بدلاً من اتخاذه ندّاً أو عدوّا، فليس لذلك خلقنا الله جنسين مختلفين نفساً وجسداً، بل لحكمة إلهية عظيمة لم نكتشفها حتى الآن ولن نكتشفها مع بقاء الصراع بين الجنسين.
لو استطعنا تحويل ذلك الصراع لمساعٍ يتعلم فيها كل جنس ويطور نفسه باكتساب سمات من الجنس الآخر لاستطعنا تحقيق الكثير من الإنجازات على الصعيد الشخصي ولخلقنا علاقات صحية ومجتمعاً متوازناً.
بإمكان الرجل مثلاً أن يتعلم من المرأة الاهتمام بالمشاعر والتفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية، بالمقابل، يمكن للمرأة أن تتعلم من الرجل التركيز على الأهداف والنتائج. يمكن للرجل أن يتعلم من المرأة طرق التواصل مع الآخرين والاهتمامات الإنسانية، أما المرأة فإمكانها أن تتعلم الاستقلالية، الحفاظ على مساحتها الشخصية والحزم مع من يستحق الحزم، يمكن للرجل أن يتعلم من المرأة كيفية السؤال وطلب المساعدة عندما يضل الطريق وبإمكان المرأة التعلم من الرجل كيف تقرأ الخرائط! بإمكان الرجل التعلم من النساء التواصل غير اللفظي وتحليل تعبيرات الوجه ونبرة الصوت، وبإمكان النساء تعلم إنجاز بعض المهام الحرفية التي تتطلب مجهوداً جسديّاً كتعليق لوحة على الجدار أو تبديل إطار السيارة!
يقال: إن أقوى رجال العالم هم رجال بقلوب نساء، وأقوى نساء العالم هن نساء بعقول رجال. تذكرني هذه الفكرة بالمقولة الشهيرة: «ضع قليلاً من عقلك على قلبك كي يستقيم، وضع قليلاً من قلبك على عقلك كي يلين»، بذلك تتغلب على نقاط ضعفك إضافة لوصولك لحالة من الاتزان في الحياة فلا تغدو جماداً مجرداً من المشاعر ولا تكون كتلة من العواطف تتقاذفك مشاعرك بلا هوادة، فلا ينتصر العقل حين تحتاج الضمير ولا تغلبك العاطفة حين يقتضي الحزم.
تستحوذ روح المنافسة على الرجال، بينما تفضل النساء تعزيز روح الفريق. إذاً تخيل معي لو كان لدينا شخص يستطيع إشعال المنافسة وفي الوقت نفسه تعزيز روح الفريق الواحد فسيصنع ذلك الفريق المعجزات.!