صعب السؤال
هل رأيت البدر باسمًا يومًا ما؟
لم أكن أعلم أن ابتسامة البدر حقيقة ملموسة ولم أكن أفهم ماذا يعني أن لا يظهر البدر في السعودية مرة أخرى!
هل كنت على علاقة وطيدة مع البدر؟
ما تربطني بالبدر روح الشعر وهي روح لطالما أحببتها ونشأت ملاصقة لها، تربطني به الابتسامة التي أتذكرها جيدًا، كما أتذكر ابتسامة شاعري الاول ومعلمي ووالدي الروحي «حسن السبع».
وصدق عبدالله ثابت حين قال: «إذا مات شاعرٌ في مكان ما من هذا الوجود ماتت في مكان آخر شجرة، وتساقطت أوراقها قبل الفجر، إذا مات شاعرٌ انطفأت نجمةٌ، وضاع خاتمٌ، وأصبحت الدنيا أقل»، هكذا تحضر عبارته كلما رحل من أحببنا شعره.
رحل البدر وترك فراغًا كبيرًا ولم أرْ مواقع التواصل والصحف، كما شاهدتها يوم نقل خبر وفاته الجميع في حالة صدمة وكأن شاعرًا كالبدر يجب ألا يرحل.. رحل تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا وضعه في قائمة العظماء.
رحل البدر ولم تبكه الأعين بل الكلمات ولم ترفعه الأيدي بل رفعته المعاني السامية التي تركها خلفه وأعلنت الأوراق مراسم العزاء وإذا أردت أن أكون أكثر دقة سأقول: «تأخذ الدنيا على خاطرها كلما وارى الثرى جثمان شاعر».
رحل البدر بعد أكثر من نصف قرن من عذوبة الكلمة وروعة المعاني ودهشتها.
رحل البدر! فقدنا القصيدة وانطفأت آلاف الشموع التي كانت تضيء عتمة الوقت وعندما أقول «قصيدة» أعني قصيدة البدر لأن بعض الشعراء تزهى بهم القصائد وهكذا عاش البدر في وطنه زاهيًا بأشعاره.
رحل البدر عن «وطن الشموس رحل البدر وتركنا «فوق هام السحب»
ستذكرك «سيوف العز» وتحدثنا عنك «روابي نجد «وعز الوطن وسنظل نردد «كلنا سلمان» ونتغنى «يادار»
رحل البدر الذي كتبنا وجمعنا في قصيدته التي قال يومًا عنها «قصائدي لي عندما أكون وحدي لها.. ولغيري عندما يحمل همّها غيري».
رحل البدر الذي قال ليس وراء «المسافر» قصة.. ولكن وراء السفر ألف قصة.
سيظل الأمير بدر بن عبدالمحسن «مهندس الكلمة وفارسها» أجمل قصيدة خالدة للوطن.
وأظن أحبابنا غابوا
رحم الله الأمير بدر بن المحسن
وعمي الشاعر حسن السبع