آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:52 ص

حسين الشيخ: مكتبة أرامكو ودكّان محفوظ.. هناك بدأت الحكاية

جهات الإخبارية حوار: عبد الباري الدخيل

حسين منصور الشيخ.. امتلك من صفات العلماء كثير وأهمها ثلاث.. الوعي والثقافة والتواضع.. فما أن تجالسه حتى تكتشف ثقافته الفائقة مصحوبة بوعي وتواضع.. وإن سمعته أسرك بعمق حديثه مع تواضع جمّ.. لا تملّ مجالسته، ولا يُستكثر حديثه، ولا تخرج من عنده بلا فائدة..

من كتاباته تتعرف على عمق وعيه، وتوجهه الرسالي، وثقافته الواسعة، والمناخ العلمي الرصين الذي كان يحتويه، فقد اختص بالدكتور الفضلي رحمه الله وكتب عنه الدكتور عبد الهادي الفضلي.. تأريخ ووثائق، والشيخ عبد الهادي الفضلي وتجديد مناهج التعليم الديني، وكتاب الدكتور عبد الهادي الفضلي والعلاقة بالكتاب.. من التلقّي إلى الإنجاز، ولم يوقفه ذلك عن المواصلة فقد كتب عن حركية التاريخ الرسالي في فكر السيد فضل الله، وعن الشيخ الصفار كتب المسيرة الفكرية: قراءة في مؤلفات الشيخ حسن الصفار.

وإذا كتب في المجال التقليدي - إن صح التعبير - فتجده المتمكن المتسلط على الفن، وكتاباه الإعراب المحلي للمفردات النحوية، والجملة العربية: دراسة في مفهومها وتقسيماتها النحوية، كاشفان عن هذا التمكن.

السلام عليكم، أرجو أن تكون لنا ”صحيفة جهات“ فرصة لإجراء حوار معكم حول تجربتكم في القراءة وبعد ذلك في الكتابة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا وسهلًا بكم. أشكر لكم هذه الثقة في إجراء هذا الحوار الذي أرجو أن يكون نافعًا في مادّته وما يحكيه من تجربة.

ما هو أول كتاب قرأته؟

البدايات غالبًا ما تكون متواضعة، وهو ما ينطبق على ما مررت به من تجربة في القراءة. وما أتذكّره بخصوص أول كتابٍ قرأته يعود إلى أيام المرحلة الابتدائية التي انتظمت فيها بمدرسة نعيم بن مسعود ببلدتي العزيزة القديح، حيث كان مقرّها في حينها بمنزل مستأجر، صغير جدًّا في مساحته وإمكانياته. وكان من معلّمينا الأفاضل فيها لمادّة العلوم: الأستاذ ضياء حسن الخنيزي، الذي أعتزّ بدوام العلاقة الطيبة والمستمرّة معه إلى اليوم، حفظه الله وأبقاه في خير. فقد كان للأستاذ ضياء دور مهمّ في تشجيعنا على الاهتمام بالتحصيل الدراسي، والاهتمام بالقراءة والكتابة. فقد رافقنا في رحلاتنا المدرسية، وكان يشجّعنا دائمًا على كتابة تقارير يشرح كلّ منا فيها ما دار في كل رحلة، مع صغر أعمارنا حينها، كان ذلك تدريبًا منه لنا على الكتابة منذ الصغر.

في تلك الفترة، كان لدى شركة أرامكو مكتبات متنقّلة بين بلدات ومدن المنطقة، وفي إحدى الأيام عرّفنا الأستاذ بهذه المكتبة وأنها أمام المدرسة، وشجّعنا على ركوب صندوق السيارة المليء بكتب القصص الميسّرة للأطفال واستعارة بعض هذه القصص. وقد وقعت بين يديّ قصة معركة داحس والغبراء، فطلبت استعارتها دون أن أعرف شيئًا عنها حينها، وبمجرّد رجوعي إلى البيت، أخذت في قراءتها إلى أن أنهيتها في يوم واحد، لأرجعها للأستاذ ضياء في اليوم التالي، وكانت تلك القصّة أول عهدي بالقراءة.

وكان قبالة المدرسة دكّان للسيد محفوظ أبو الرحي، حفظه الله، كنّا نعرفه صغارًا بـ ”دكّان محفوظ“، وكنا نشتري منه مختلف الأدوات المدرسية، وقد وقعت عيناي في أحد الأيام على بعض القصص الميسّرة لديه بعنوان: من عظماء التاريخ، أخذت في شراء بعض هذه القصص، ولا أزال أحتفظ ببعضها، كانت عن شخصيات تاريخية، مثل: غاندي، والإسكندر المقدوني، ونابليون بونابرت، وغيرهم. فكانت قصص هؤلاء أول ما قرأت ككتب شخصية.

متى بدأت التجربة الفعلية في القراءة؟

التجربة الفعلية في القراءة كانت منطلقة من ارتباطي في المرحلة المتوسّطة بالدراسة المسجدية منذ العام 1409?، حيث كانت طريقًا للدراسة الحوزوية لاحقًا، إذ بدأت بدراسة المقدّمة الآجرومية في النحو، وخلاصة المنطق للدكتور الفضلي ”ره“ والرسالة العملية للسيد الخوئي ”ره“، وغيرها من المقرّرات الدينية. فقد كان مدرسونا يحثوننا على عدم الاكتفاء بالاطلاع على الكتاب المقرّر، وبأن الاطلاع على كتب موازية أمر مهمّ لأي دارس، ما عرّفني بمجموعة من الكتب التخصّصية في العديد من العلوم ذات العلاقة بالدرس الشرعي.

ماذا بقي في الذاكرة من تلك الفترة؟

ممّا أتذكّره أن أستاذنا أبا مهدي سعيد الخويلدي، رحمه الله، أهدانا بمناسبة عيد الفطر سنة 1414? كتاب ”النحو الوافي“ لعباس حسن ذا المجلّدات الأربعة الكبيرة، وذلك ليكون رفيقنا في دراسة المقرّرات النحوية، وبالخصوص أنه مرتّب على ترتيب ألفية ابن مالك ويساعدنا كثيرًا في فهم العديد من موضوعاتها، فهو مكتوب بلغة عصرية واضحة، وكل موضوع فيه مشروح بطريقتين: موجزة ومفصّلة. وقد أفدت منه كثيرًا في دراستي لاحقًا. رحم الله أبا مهدي، كم كان مربيًا فاضلًا وشخصًا نبيلًا وعظيمًا.

ونظرًا لتنوّع ما كنّا نتلقّاه في هذه المرحلة، في المناسبات الدينية، والمواسم الثقافية، وحضور مجالس طلبة العلوم، كنّا نتعرف العديد من الكتب والمصادر المهمّة في الثقافة الدينية والأدبية، وقد شكّلت هذه القراءات ومعها الموارد الثقافية الموازية الأخرى الانطلاقة الفعلية نحو القراءة والاطلاع.

ما أول كتاب كتبته؟ وهل له قصة؟

ارتبطت بالدراسة المسجدية طالبًا في العام 1409?، وبعدها بسنوات ثلاث تقريبًا، رشّحني القائمون على التعليم أن أكون أحد المدرسين لإحدى فرق تعليم الصلاة، ما ربطني بهذه المجموعة بصورة أكبر، ووضعني في موضع المشارك معهم في اتخاذ بعض القرارات. حيث كان من بينها المشاركة في حلّ بعض ما يواجهنا، حينها، من مشكلات تتعلّق بضبط المادة العلمية التي تعطى للطالب في المسجد، إذ كانت مكرّرة في نسبة منها، وغير متنوعة بتنوّع المعارف الدينية، ما دفعنا حينها لاختيار إحدى المقرّرات الدينية التي كانت تتميّز بالتنوّع والتدرّج بمستويّات عمريّة معقولة، واعتمادها للتدريس. وبعد مدّة من تدريسها، سجّل المعلّمون العديد من الملاحظات عليها، ما دفعنا للتفكير في التنويع في المقرّرات، وبعد ذلك إجراء التعديلات عليها وإعادة صياغتها وبعد ذلك طباعتها على صورة كراسات، وقد كانت هذه بداية الكتابة لدى مجموعة منّا. وكانت جميع هذه القرارات تُتَّخذ بصورة جماعية، وبإشراف مباشر من الأستاذ أبي مهدي سعيد الخويلدي، رحمه الله، الذي كان وقتها أستاذًا لمعظمنا، وكان أكبرنا سنًّا وأكثرنا خبرة في هذا المجال، وأوسعنا اطّلاعًا.

هناك بدأت الكتابة؟؟

نعم.. في حينها، شجّعني، رحمه الله، أن أخوض تجربة الكتابة في إحدى الموادّ الدراسيّة وألّا أخشى المحاولة، فالجميع سيقرأ ما أكتب، ويقترحون عليّ ما تتطلّبه الدروس من تعديلات، في المحتوى وأسلوب العرض وفي تقسيم الدروس. وكانت التجربة الأولى، مع سيرة الإمامين الحسنين ، حيث شرعتُ في القراءة حول سيرتهما ورسم خطّة لتوزيع الدروس، وكتابتها بعد ذلك. وبعد أن انتهيت، عرضته على الأستاذ أبي مهدي ليُراجعه، ومن ثمّ على بقية الزملاء الأعزاء. ولا أنسى كم كانت تلك التجربة مفيدة ومهمّة، من حيث الاطلاع على المصادر، أو من حيث ما زوّدني به الإخوة من ملاحظات مهمّة وقيّمة، إن على صعيد المضمون، أو على صعيد سبك الجمل. وكذلك فيما يتعلّق بالطريقة الصحيحة لاستعمال علامات الترقيم، وغيرها من الأمور الفنية. وقد كانت فاتحة لمزيد من التجارب وكتابة المناهج ومراجعتها، ومراكمة التجارب تلو التجارب. وكانت هذه التجربة مع دخولي المرحلة الجامعية في سنتها الأولى، في العام 1416?/ 1995 م.

هل لعلاقتكم بالشيخ الفضلي أثر على كتابتكم؟

مما نفعنا في تلكم المرحلة هو الحضور الفاعل للعلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي، رحمه الله، حيث كنّا نتردّد على مجلسه كثيرًا، وفي بعض الأحيان بصورة أسبوعية، وكنّا نعرّفه على نشاطنا في التعليم المسجدي، وبعد ذلك عرض ما نكتبه من مناهج على سماحته، وكان يراجعها، ويعلّق عليها، وكان يشجّعنا للمضيّ في موضوع الاعتماد على الذات في وضع المناهج وتطويرها، وأن ذلك سيكسبنا خبرة متراكمة مع الوقت، لا يمكن الحصول عليها دون الدخول في غمارها.

ما هو أول كتاب في هرم الأهم من كتبك؟

أكسبتني كتابة المناهج ومراجعتها خبرة جيدة في الكتابة، وبخاصّة فيما يتعلّق بتيسير المادّة العلمية وعرضها بما يتناسب ومرحلة الطفولة المبكّرة، إذ إنها لم تكن بالأمر اليسير، وبخاصّة أن ما نكتب فيه كان في معظمه غير موجّه لهذه الفئة العمرية. ولكنّها كتابة تختلف عن الكتابة العلمية التي كنتُ أطمح للخوض فيها، ولذلك كنت في حينها أبحث عن فرصة للالتحاق ببرنامج للدراسات العليا يوصلني إلى كتابة الأطروحة الجامعية التي غالبًا ما يُلزَم فيها الطالب/ الباحث بالكتابة وفق المنهجية البحثية الأكاديمية، وهذا ما تحقّق بصورة معقولة عندما التحقت بدراسة الماجستير في اللغة العربية وآدابها في إحدى الجامعات الخاصّة التي فتحت لها فرعًا في الدمام، إذ كان من حسن التوفيق أن عيّنت الجامعة الدكتور محمد جمعة نبعة، رحمه الله، مشرفًا عليّ، حيث كان مشرفًا جادًّا ومخلصًا وموجّهًا بما للكلمة من معنى، فبمجرّد أن اتفقنا على موضوع الرسالة، طالبني بالخطة، وأرسلتها له، ليعلّق عليها في اليوم التالي، إلى أن وصلنا إلى الخطّة المقترحة المعتمدة. لتأتي مرحلة الإشراف على كتابة فصول الدراسة، حيث كنت أرسل له فصلًا فصلًا، وكان دقيقًا في مراجعته، وحريصًا على إرشادي للمصادر المهمّة في بابها، ووفي حال تسلّم الفصل، يرسل لي ملاحظاته خلال أيامٍ قلائل، إلى أن انتهينا من الرسالة، وعقدت جلسة المناقشة، حيث أثنى عضوا لجنة المناقشة على الرسالة ودور المشرف فيها.

وقد كانت هذه الرسالة طريقي الأول نحو الكتابة الأكاديمية، لذلك أعتزّ بها كثيرًا، لأنها كانت سبيلًا مهمًّا لتعرّف هذا المناخ العلمي الرصين. وهي تجربة أفدت منها، ليكون للتجارب اللاحقة دورها في مراكمة الخبرة وتعرّف المصادر وتتبّعها.

ما هو الكتاب الذي عُرفتَ به؟

ليست لديّ تلك التجربة الكتابية الواسعة والنشر المتعدّد، حتّى أعرف بكتابٍ معيّن، ولكنّ تجربة الكتابة المنهجية سجّلت لي حضورًا بين مجموعة من اللجان والفاعليات الاجتماعية، كمشرف ”وكاتب ضمنًا“ لإحدى أبرز تجارب الكتابة المنهجية في المنطقة. ويضاف إلى هذه التجربة، ما كان لي من صلة متميّزة، أعتزّ بها بالشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي، رحمه الله، إذ ارتبطت لسنوات عدّة بالإشراف على إعادة إصدار مجموعة جيّدة من مؤلّفاته، رحمه الله. وأظنّ أن ممّا ميّز ”لجنة مؤلفات العلامة الفضلي“ حرص مؤسسها ومطلقها ابنه المرحوم المهندس فؤاد، رحمه الله، على التقديم بما يشبه الدراسة لأي كتاب صادر بإشراف اللجنة. وكان الشيخ الفضلي، رحمه الله، يصرّ على أن يكتب كلّ من يتولّى التقديم اسمه، وذلك حفظًا لحقّه الفكري والمعنوي. ولأنّني قدّمتُ لمجموعة جيّدة منها، وبعد ذلك أصدرت أكثر من كتاب عن تجربته العملية والعلمية، كان ذلك سببًا لعقد نوع من الصلة الوثيقة بين مشروعه الفكري والثقافي وبين ما أكتب وأنشر. وقد كان لذلك دور مهمّ في تعريفي لشريحة واسعة من مثقفي المنطقة وعلمائها، وهو ما لمسته في العديد من المناسبات التي ألتقي فيها بمجموعة ممّن عرفني عن طريق بعض ما كتبت عن تجربة الشيخ الفضلي العلمية أو المنهجية.

ماذا تعني لك الكتابة؟

لم تعد الكتابة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي كسابق عهدها، فهي اليوم تحتلّ مكانةً عالية في مجال التواصل الإنساني، حيث أصبحت الوسيلة الأبرز في هذا النوع من الفاعلية الإنسانية، إذ يتواصل إنسان اليوم مع خاصّته فضلًا عن عامّة الناس كتابيًّا أكثر ممّا يتواصل شفاهيًّا. ما يضع هذه المهارة اللغوية في منزلة لم تحتلها من قبل.

ولذلك لم تعد الكتابة اليوم حكرًا على طبقة اجتماعيّة محدّدة، إذ هي آخذة في الاتساع في العديد من أنماطها وأشكالها، ففضلًا عن المساحة التي أعطتها وسائل التواصل الاجتماعي للكتابة لكل من امتلك حسابًا على منصّاتها، أتاحت وسائل النشر الحديثة، ومن أبرزها الصحف الإلكترونية والمدوّنات الشخصية، المجال واسعًا أمام شريحة أوسع لممارسة النشر والكتابة أكثر من ذي قبل.

ومع اتساع هذه الدائرة، إلَّا أن للكتابة قيمتها وما تحمله من مسؤولية عالية تفوق الحديث الشفاهي، ذلك أنّ ما يكتب يبقى ويتخطّى حدود الزمان والمكان لكاتبه، ما يفرض على الإنسان مسؤولية تجاه كل كلمة يدوّنها. ولذلك قد تُخفي كلمات سطر واحد تعبًا قضاه كاتبها ليوم كامل أو أيام متتالية يبحث عمّا يؤكّد ما كتبه أو سجّله، وقد يقف وراء هامش واحد يضعه الكاتب أسفل الصفحة، وقد لا يقرأه الكثير جهدًا بحثيًّا نقّب عن معلوماته في العديد من المصادر، بين كتاب أو على صفحة إلكترونية على موقع، أو سؤال طرحه على مجموعة من المهتمّين إلى أن وصل إلى تلك المعلومة. وما ذلك إلَّا لما لهذه الكلمات من ثقل المسؤولية والأمانة العلمية التي يحرص على التزامها والظفر فيها بدليل أو تتبّع أثر لقول ينسبه لقائله الحقيقي.

ما هو أول كتاب تنصح بقراءته؟

فيما يرتبط بتجربة القراءة الخاصّة، وهي ليست بالتجربة العميقة والواسعة، ولكن ما أتذكّره في بداياتها أنّني كنت أقرأ من الكتب ما ينصحني أحدهم بقراءته، وعندما يعجبني فعلًا، آخذ في البحث عن مؤلّفات ذلك الكاتب، الكتاب تلو الكتاب، فكنت أقرأ عددًا جيدًا من كتبه، وأتتبّعها محاولًا الحصول عليها وقراءتها جميعًا. وكان معظم من أعجب بكتابه الأول أجد مؤلّفاته الباقية في معظمها تحمل ذات القيمة العالية والفكر النيّر.

ولكنّنا في هذا العصر الذي أتيحت فيه مصادر المعلومات بصورة غير مسبوقة، فإنّ باستطاعة أيٍّ منّا أن يصل إلى نسبة عالية من الكتب التي يسمع خطيبًا أو متحدّثًا كان قد تناولها أو ذكرها وأشاد بها، ليبحث عن هذا الكتاب أو مؤلّف من مؤلّفات ذلك العالم أو الكاتب الذي سمع باسمه، ويطالعه، ومن ثمّ البحث عمّا يشبهه أو بعض مؤلّفاته الأخرى، إلى أن يجد نفسه متنقلًا بين هذه البساتين حائرًا بينها: بأيها يبدأ ومتى سينتهي من أحدها ليبدأ كتابًا آخر. وهكذا تتكوّن عادة القراءة لديه. مع أهمّية الصحبة الطيبة النافعة التي يتناصح أفرادها فيما بينهم ثقافيًّا ومعرفيًّا، إذ للصحبة دور مهمّ في مجال التوسّع المعرفي والاطلاع الواسع.

من أين تبدأ أول فكرة للكتاب؟

الكتابة تعدّ من المهارات اللغوية الإنتاجية، لا يمكن أن يمارسها الإنسان بصورة جيّدة ما لم يكن على اطّلاع جيّد حول ما سيكتب حوله. ولذلك، فإنّ فكرة الكتاب غالبًا ما تصدر عن اهتمام علمي أو ثقافيّ معيّن مارسه، وقد وجد ثغرة في إحدى النواحي التي أغفلها الباحثون أو الكتّاب ولم يشبعوها بحثًا وتتبّعًا. كما أنّ الاهتمامات الشخصيّة لها دور في اختيار فكرة الكتاب، فمن يمارس عملًا اجتماعيًّا معيّنًا، قد يلاحظ بعض السلوكيَّات غير المكتوب عنها أو أهمية وضع الإرشادات أو الاقتراحات بشأنها، سعيًا لتجاوز بعض المشكلات أو إلفات أبناء المجتمع نحو بعض القضايا. وبذلك تكون هذه الاهتمامات سبيلًا مهمًّا لاختيار مادة الكتاب ومضمونه.

هل تختار أول عنوان يطرأ على بالك؟ كيف تختار عناوين كتبك؟

عنوان الكتاب من الموضوعات المهمّة التي يطرقها الباحثون في مجال مناهج البحث العلمي، إذ يشترطون فيه أن يكون جامعًا مانعًا، كما يعبّرون. وحرصًا على هذه النقطة، ما أتذكّره حول بعض التجارب أنني كنت أضع عناوين الفصول وما حوته من عناوين رئيسة في صفحة واحدة أو مطالعتها في فهرس محتويات الكتاب ليكون ذلك مرشدًا مهمًّا في صياغة العنوان الرئيس، وكذلك العنوان الفرعي، الذي لا يقلّ أهمية في كثير من الأحيان عن العنوان الأصل. وكان من المهمّ أن يكون للصياغة الحديثة ذات الصبغة الإعلامية دور الصياغة لما لها من أثر في الترويج للكتاب.

ما المشاكل التي تواجه الكتاب؟

ليس من المتوقّع أن يكون كتّاب أي منطقة على مستوى واحد من الخبرة والكفاءة والتزام المعايير العلمية في الكتابة، ولذلك أظنّ أن من المشكلات المهمّة في منطقتنا: عدم تلاقح هذه الأفكار وتنميتها، وتبادل التجارب الكتابية الناجحة، وصولًا إلى مستوى أعلى في الحرفة الكتابية وتراكم التجربة فيها.

ويضاف إلى مسألة التراكم في الخبرات وتنميتها: أهمية وجود حركة نقدية تمارس تجاه العديد من الكتابات في شتى الحقول والمجالات، وأن تمارس هذه الحركة النقدية بصورة علمية وواعية، حتى تتكامل الجهود وينمو هذا الحِراك ضمن أجواء إيجابية وفاعلة.

وبخصوص الكتابة عن بعض الاهتمامات الخاصّة بالمنطقة، قد يكون الكاتب بحاجة إلى مجموعة من المعلومات الخام، من قبيل الإحصائيّات والمعلومات الأوّلية وتوثيق بعض الأحداث أو الوقائع التي لا يجدها متوفرة في مصادر موثوقة، ما يفقد بعض الكتابات قيمتها العلمية لعدم اعتمادها على معلومات واقعية ترصد بعض الظواهر التي يتناولها البحث أو الكتاب. ولذلك قد يكون من المناسب وجود مبادرات فرديّة أو جماعية لتوثيق العديد من الظواهر الاجتماعية أو التاريخية في المنطقة، تمهيدًا لعقد العديد من الدراسات حول بعض الظواهر العامة في مجتمعنا.

صدر لكم أكثر من تحقيق.. ما الفرق بين الكتابة والتحقيق؟

باستثناء المشاركة في وضع المناهج، كان معظم ما عملتُ عليه أقرب إلى طبيعة التحقيق، ذلك أنّ العمل في ”لجنة مؤلّفات العلَّامة الفضلي“ لم يُكتفَ فيه بمطابقة المطبوع مع المخطوط، وإنما تعقّب العديد من المصادر، وبعد ذلك مقارنة العمل مع أعمال مشابهة لتلمّس مواطن القوة فيما ننشره من جهد علمي في الكتاب، وبعد ذلك كتابة التقديم له بمقدّمة تبيّن ما بَذَله فيه الشيخ الفضلي من جهد علميّ. وتوضيحًا لهذه الفكرة، أتذكّر أننا أثناء العمل على إعادة نشر كتاب ”تاريخ التشريع الإسلامي“، طلبتُ من سماحة الشيخ، رحمه الله، الأصل المخطوط للمطابقة مع المطبوع، حيث كان لذلك أثره في تعقّب مجموعة من الأخطاء التي ما كنّا لنتنبّه لها لولا هذه المطابقة، وبعد الانتهاء من هذه المهمّة، اقتنيت مجموعة من الكتب الدراسية حول تاريخ التشريع الإسلامي، عند الشيعة والسنة، وعند المطالعة ظهرت لي مجموعة من الميزات التي تميّز بها كتاب الشيخ الفضلي لم أجدها فيما طالعته من كتب في المجال ذاته، لتكون هذه هي المادّة الخام التي من خلالها أنطلق في كتابة التقديم للنشرة الجديدة للكتاب. ولكن ما كتبته كان طويلًا نسبيًّا، نَشرته كدراسة في بعض المجلات العلمية، ولم تصدر كتقديم للكتاب.

وفي تجربة مماثلة، حررت مجموعة من المحاضرات للشيخ الفضلي ونشرتها في كتاب بعنوان يجمعها، وقد تعاملتُ مع هذه المحاضرات بالمنهجية ذاتها أثناء إعداد الكتب، حيث كنت أتعقّب ما يذكره سماحة الشيخ من معلومات في كل محاضرة، موثّقًا لها، وبعد ذلك كتابة تقديم يبيّن ما لهذه المحاضرات من قيمة علمية.

التجربة تولّد الخبرة؟

لقد كان لهذه التجربة دورها المهمّ في تراكم الخبرة في التعامل مع مصادر المعلومات وسبل الوصول إليها، ما مهّد الطريق أمام الاهتمام بتحقيق المخطوطات ونشرها، ولكنّ الفارق يعود إلى نمط ما تعالجه المخطوطات من موضوعات قديمة وذات صبغة علمية صرف، وبحاجة للرجوع إلى المصادر القديمة، وفي بعض الأحيان إلى كتب مخطوطة غير محقّقة رجع إليها المؤلّف. فممّا واجهني، مثلًا، أثناء تحقيق كتاب ”الملاذ في المعاد في تتميم السداد“ للجدّ العلامة الشيخ أحمد آل طعان ”ت 1315?“، رحمه الله، أنّ مجموعة جيّدة ممّا يذكره كان مقتبسًا من كتب لا تزال مخطوطة ولم تحقّق، وكم كان الوصول إلى تلك المخطوطات أمرًا غير متيسّر وبحاجة إلى مزيد من التعاون من قبل الأفراد والمؤسسات التي من الممكن أن أجد مخطوطة الكتاب لديها. وفي حال الوصول إليها، لم يكن البحث في المخطوطة كيُسره في الكتاب المطبوع المحقّق.

هل تأثرت طريقتكم في الكتابة بقربكم من الشيخ الفضلي؟

من المهمّ الاعتراف بقصر التجربة وعدم سعتها بالنسبة لي، واختلافها في بعض الأحيان عمّا تناوله الشيخ الفضلي من موضوعات ودراسات. ولكن ليس مستغربًا أن أفيد من تجربته مع طول فترة الاهتمام بتراثه، رحمه الله. وهي تجربة أعتزّ بها كثيرًا، وأفدتُ منها الكثير، وفتحت لي من الآفاق العلمية والمعرفية ما كان ليُفتح أمامي، بعد توفيق الله تعالى، لولا هذه التجربة. وهي تجربة لم أفِد منها من الناحية العلمية والمعرفية فقط، وإنما كان لإشرافه المباشر على عمل اللجنة دور مهمّ في التوجيه والإرشاد التربويين، حيث كان لكثير من تلك المواقف دروس مؤثّرة، وهي مطبوعة في الذاكرة من الصعب نسيانها. لقد كان، رحمه الله، قامة علمية كبيرة وقدوة تربوية نادرة.

متى تضع نقطة في آخر السطر في الكتاب؟

بعد الانتهاء من فصول الكتاب وعناوينه، غالبًا تأتي مرحلة كتابة الخاتمة، وفي كثير من الأحيان أهتمّ بوضع الفهارس الفنّية آخر الكتاب، وأخيرًا المقدّمة. حيث أحاول أن تحتوي على جميع عناصر المقدّمة العلمية، من أهمية الكتاب ودواعي الكتابة فيه، وكذلك قصته إن كان له من قصة.

ولأنّي في حالات كثيرة أكون مخرج الكتاب من الناحية الفنية، قد يصعب عليّ التنبّه للعديد من الأخطاء الصياغية والطباعية، ولهذا يتورّط معي مجموعة من الأصدقاء الذين لا يبخلون عليّ بالعديد من الملاحظات وتصيّد الأخطاء، وكم تفيدني ملاحظاتهم كثيرًا، ولولا ما يسدونه لي من خدمة، لا يظهر الكتاب، بعد توفيق الله تعالى، في صورته الأخيرة التي يُنشر بها.

السيرة الذاتية:

حسين منصور محمد حسين الشيخ، من مواليد بلدة القديح، سنة 1396?: 1976 م.

التحقت بعد الحصول على الثانوية العامّة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن سنة 1416?: 1995 م، ولكن لرغبتي في الدراسات اللغوية، انسحبتُ من جامعة الملك فهد، وانتقلت للدراسة بكلية المعلمين بالدمام، لدراسة اللغة العربية وآدابها سنة 1417?، لأتخرّج فيها عام 1421?، وهي السنة ذاتها التي التحقت فيها للعمل الوظيفي معلمًا للمرحلة الابتدائية، ولا أزال على الوظيفة ذاتها.

خلال فترة الدراسة النظامية في المدرسة والجامعة، انتظمتُ طالبًا في الدراسة الحوزويّة، فدرستُ على يد الأساتذة الأجلّاء: سماحة الشيخ محمد عيسى البنّاي: المقدّمة الآجرومية في النحو، ودروس في العقائد، وخلاصة المنطق وبعضًا من كتاب شرح قطر الندى وبل الصدى في النحو؛ وسماحة الشيخ حسن أحمد الجنبي: جزء من قطر الندى في النحو، ومنطق الشيخ المظفر، والمرحوم الأستاذ سعيد مهدي الخويلدي: جزء من كتاب المنطق للشيخ المظفر وشرح ألفية ابن مالك لابن الناظم وشذا العرف في فن الصرف، وجزء كتاب مغني اللبيب في النحو، وكتاب الإلهيات للشيخ السبحاني في الفلسفة والعقيدة الإسلامية، وسماحة الشيخ علي الفرج: جزء من كتاب شرائع الإسلام للمحقّق الحلي في الفقه، والأسس المنطقية للاستقراء للشهيد الصدر في المنطق، واقتصادنا للشهيد الصدر، والرسالة العملية للسيد الخوئي في الفقه؛ والأستاذ محمد أحمد آل عبيد: شرح قطر الندى وبل الصدى ”درست الكتاب للمرّة الثانية“، وقد استكملنا دراسة الكتاب على يد سماحة السيد صالح الخضراوي؛ سماحة العلامة الشيخ عباس العنكي: حضرت دروسه التي شرح فيها كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ”ره“ التي كانت دروسًا عامّة التي كان يلقيها في حسينية الخاطر بالقديح، سماحة العلامة السيد منير الخباز: دروسه في شرح دعاء الصباح التي كان يلقيها بمسجد الإمام علي في القطيف، ودروس المنهج الجديد في تعليم الفلسفة للشيخ المصباح اليزدي، ودروس تفسير سورة النور.

التحقت بالجامعة الوطنية التي مقرّها بمدينة تعز باليمن، بفرعها في الدمام، لدراسة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، وقد كان موضوع الرسالة: ”الإعراب المحلي للمفردات النحوية“، وقد كانت أول كتاب أنشره، سنة 2009 م.

من 2015 م - 2019، ابتعثتُ داخليًّا في جامعة الدمام لدراسة ماجستير مناهج وطرق تدريس اللغة العربية، وكان عنوان الرسالة: ”فاعلية برنامج قائم على المدخل المعرفي الأكاديمي لتعلّم اللغة في تنمية مهارات الكتابة الإقناعية لدى طلاب المرحلة الثانوية“.

المؤلفات:

- الإعراب المحلي للمفردات النحوية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، ط 1,1430?/ 2009 م.

- الجملة العربية: دراسة في مفهومها وتقسيماتها النحوية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، ط 1,1430?/ 2009 م.

- الشيخ عبد الهادي الفضلي وتجديد مناهج التعليم الديني، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي بيروت، ط 1,1430? 2009 م.

- الدكتور عبد الهادي الفضلي.. تأريخ ووثائق، دار مداد المنامة ط 1,1430? 2009 م.

- المسيرة الفكرية: قراءة في مؤلفات الشيخ حسن الصفار، دار أطياف القطيف، ط 1,1432? 2011 م.

- حركية التاريخ الرسالي في فكر السيد فضل الله، المركز الإسلامي الثقافي بيروت، ط 1,1432? 2011 م.

- الدكتور عبد الهادي الفضلي والعلاقة بالكتاب.. من التلقّي إلى الإنجاز، دار بسطة حسن للنشر والتوزيع - القطيف، ط 1,1444? - 2023 م.

تحرير المحاضرات:

- تعدُّد السبل: الإسلام بين حفظ الهويّة الحضاريّة للشعوب والتزام النظام الإسلامي، محاضرة للشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي، منشورات بيت الحكمة الثقافي القطيف، ط 1,1432? 2011 م؛ ومركز الغدير بيروت، ط 2,1433? 2012 م.

- الإسلام والمفاهيم الضيّقة: دراسة موجزة حول بعض المفاهيم الدينية ومقارنتها بآفاق المعرفة الإنسانية، محاضرة للدكتور عبد الهادي الفضلي، مركز الغدير بيروت، ط 1,1433? 2012 م.

- النهضة الحسينية بين مقتضيات الواقع الاجتماعي والقيام بالواجب الشرعي، محاضرتان للدكتور عبد الهادي الفضلي، منشورات بيت الحكمة الثقافي القطيف، ط 1,1434? 2013 م.

- في ظلال النبوة حوار حول السيرة الذاتية وارتباطها بالعمل الإسلامي مع قراءة للسيرة النبوية الاجتماعية مع الدكتور عبد الهادي الفضلي، منشورات لجنة مؤلّفات العلامة الفضلي القطيف، ط 1,1434? 2013 م.

- الحضارة الإسلامية بين دواعي النهوض وموانع التقدُّم، محاضرات الدكتور عبد الهادي الفضلي، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي بيروت، ط 1,2013 م.

- الإسلام والتعدُّد الحضاري بين سبُل الحوار وأخلاقيات التعايش، محاضرات الدكتور عبد الهادي الفضلي، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي بيروت، ط 1,2014 م.

- البعثة النبوية: دراسة موجزة حول البعثة النبوية ودورها في بناء وإدارة المجتمع الإنساني، محاضرة للدكتور عبد الهادي الفضلي، منشورات بيت الحكمة الثقافي القطيف، ط 1,1435? 2014 م.

- الصلاة في أبعادها الفردية والاجتماعية، محاضرة للدكتور عبد الهادي الفضلي، منشورات بيت الحكمة الثقافي القطيف، ط 1,1436? 2015 م.

- الإسلام بين الصعود الحضاري والمواجهة المعاصرة، محاضرة للدكتور عبد الهادي الفضلي وندوة مشتركة للدكتور الفضلي مع الشيخ جعفر المبارك، منشورات بيت الحكمة الثقافي القطيف، ط 1,1437? 2016 م.

- الوحدة الإسلامية.. أسس البناء ومفاعيل الهدم في المجتمع المسلم، محاضرات الدكتور عبد الهادي الفضلي، المركز آفاق للدراسات والتوثيق سيهات، ط 1,2016 م.

التحقيق والجمع والإعداد

الإصلاح الديني والسياسي ”حوارات مع سماحة الشيخ حسن الصفار“ ج 1، أطياف للنشر والتوزيع. القطيف، ط 1,2008 م.

الإصلاح الديني والسياسي ”حوارات مع سماحة الشيخ حسن الصفار“ ج 2، أطياف للنشر والتوزيع. القطيف، ط 1,2009 م.

حوارات في الدين والفكر واللغة مع الدكتور عبد الهادي الفضلي، منشورات لجنة مؤلّفات العلامة الفضلي القطيف، ط 1,1434? 2013 م.

سكينة بنت الحسين.. قراءة نقدية حول ما ورد عن مجالس السيدة سكينة بنت الحسين o الأدبية قديمًا وحديثًا، توفيق الفكيكي، دار زين العابدين قم، ط 1,1437? 2016 م.

أمالي الدكتور مصطفى جواد في أصول التحقيق وفقه اللغة، دار أروقة عمّان، ط 1,1438? 2017 م؛ ودار زين العابدين قم، ط 1,1438? 2017 م.

تتمّة السداد في التقليد والاجتهاد، الشيخ أحمد بن الشيخ صالح آل طعّان ”ت 1315?“، دار أطياف للنشر والتوزيع وحوزة الهادي العلمية بالقطيف، ط 1,1440? 2019 م.

أعلام في النحو العربي، الدكتور مهدي المخزومي، جامعة الكوفة، 1442? 2020 م.

صيغ العقود الشرعية، الشيخ يوسف بن حسين بن أُبيّ القطيفي ”كان حيًّا 860?“، مكتبة جلال العالي الخاصّة بالبحرين - المنامة، ط 1,1444? - 2022 م.

من تاريخ النحو، سعيد الأفغاني ”ت 1417?“، جاهز للنشر.

جمهرة مقالات الأستاذ صبحي البصّام ”1922 2011“، جاهز للنشر.

جمهرة مقالات الدكتور مهدي المخزومي ”1910 1993“، قيد الإعداد.

ويضاف إليها: مجموعة من المقالات والدراسات في المجلات، وتقديمات الكتب والمشاركة في بعض الندوات العلمية.