آخر تحديث: 25 / 11 / 2024م - 8:46 ص

القصيدة: هوية وطنية

جاسم الصحيح * مجلة اليمامة

‏إن حجم التفاعل الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء الوطن العربي مع رحيل صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالمحسن رحمه الله تعالى، يُوضِّح مكانة هذا الشاعر الهائلة في وجدان الإنسان العربي على العموم، وليس السعودي فقط.

لقد أحدث هذا الرحيل صدمة في المشهد الشعري يصعب استيعابها على مدى طويل، كما أحدث فجوة يصعب سدّها خلال سنوات قادمة، فالشاعر الأمير بدر هو الذي فتح أفق التجديد الشعري في الشعر الشعبي، وبقي بدرا في هذا الأفق تطوف حوله النجوم الشعرية دون أن تبلغ جماله أو تداني تألقه.

قصائده ليست مجرد قصائد عابرة، وإنما أصبحت أيقونات وطنية ووجدانية وعاطفية خالدة في ذاكرة الشعب السعودي والعربي، نرتقي على قصيدة؟ فوق هام السحب»، ونبكي على قصيدة «الرسايل»، ونتحدى المستحيل حين نقرأ «أرفض المسافة»، ونتمزق أسًى حين نستمع إلى «يا ضايق الصدر».. إلى آخر موكب القصائد التي تجاوزت الحبر والورق وسكنت في قلوب الناس وعواطفها.

لقد استطاع الشاعر الاستثنائي الأمير بدر أن يكون وحده مشهدا شعريا جديدا ومضيئا ومتجاوزا للمألوف والسائد، وبذلك استطاع أن يحتلَّ مساحة كبرى من جغرافية الشعر لن يزاحمه فيها شاعر على مدى طويل. ولا أملك في ختام كلمتي إلا أن اقول:

سيبقى قمرُ ابتسامتك يضيء في سماوات القلوب أيها «البدر» الذي لا يغيب، وسيبقى صوتكَ ملءَ مسامع العصور، وتبقى قصيدتك هويَّةً وطنية تتقلدها الأجيال المتعاقبة.

رحم الله الأمير بدر بن عبدالمحسن بواسع رحمته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه، وأحرّ التعازي أرفعها إلى أسرته ومُحبِّي شعره، وإلى الساحة الثقافية في أرجاء الوطن.

شاعر وأديب، له عدة دواوين شعرية