5 دقائق فقط
من المُحتَمل حدوث ضرر في الدِّماغ إذا استمرَّ توقُّف القلب لأكثر من 5 دقائق بدون تدخل إسعافي بالإنعاش القلبي الرئوي «CPR». وتكون الوفاة محتملةً إذا استمرَّ توقُّف القلب لأكثر من 8 دقائق. وبذلك، ينبغي البدء بالإنعاش القلبي الرئوي لمرضى السكتة القلبية بأسرع وقتٍ ممكن.
هكذا تحدث المدرب في دورة الإنعاش القلبي الرئوي...
فكرت في هذا الوقت 5 دقائق كمٌ مهم وثمين، يمكن أن ينقذ حياة إنسان، ويمكن أن يحدث تغييرا إيجابيا في حياتك إن أنت وضعت برنامجا ذاتيا. وإليك بعض الأمثلة:
قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: آية 103].
ويقول الإمام علي : حافظوا على الصلوات الخمس في أوقاتها، فإنها من الله جل وعز بمكان [1] .
جرب أن تخصص لك 5 دقائق لقراءة القرآن كما يقول تعالى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ [المزمل: آية 20].
هذه الدقائق البسيطة في قراءة القرآن ستكون لك درجات عالية في الجنة يقول رسول الله ﷺ: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها [2] .
هذا ما أكّده ماك - رافن في كتابه:“رتّب فراشك: أمور صغيرة قد تغيّر حياتك … بل قد تغيّر العالم”
لكن لماذا يكون ترتيب السرير بهذه الأهميّة؟
في حين تبدو هذه المهمّة تافهة أمام المهام الضخمة التّي تنتظر في الخارج، إلا أنك ستشعر بالقليل من الفخر؛ لأنّك بدأت يومك بهذه المهمة البسيطة وبالاستعداد التام للتعامل مع بقية مهمّاتك. سيمنحك هذا العمل طاقة إيجابية.
لا تعود نفسك على التأخر عن الوقت المحدد لبدء العمل. يستحب أن تكون في مكتبك خمس دقائق قبل بدء الدوام. تجنب الطرق المزدحمة. واحضر إلى عملك بكثير من الحيوية والنشاط.
قم بإعداد وجبة فطور صحية تناولها قبل مغادرة المنزل أو خذها معك إلى العمل، سيشكرك جسمك كثيراً على هذه المبادرة.
قلت له: "القراءة تعني السماح للضوء بالدخول إلى العقل.
القراءة نقطة انطلاق إلى مراحل جديدة من الحياة."
لذلك قرر أن تقرأ كل يوم، حدد لك 5 دقائق للقراءة.
لو أنك استمريت على هذه العادة فإنك ستقرأ أسبوعيا متوسط 50 صفحة وهذا يعني أنك ستقرأ في الشهر كتابا واحدا وفي السنة 12 كتاب.
أرأيت كيف تكون 5 دقائق تصنع قارئا واعيا..
ابدأ الآن بتحديد كتابك المفضل وانطلق في بناء عقلك..
مارس رياضة خفيفة لمدة خمس دقائق.. تحرك مثلا هذا العمل سيُحدث لك فرقًا كبيرًا عندما تريد البقاء على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اللياقة البدنية.. وستبقى عضلاتك حية لا ميتة.
تذكر يا صديقي أن يومك يتكون من 1440 دقيقة ألا تستحق نفسك 5 دقائق للتأمل والاسترخاء والهدوء بعيدا عن ضوضاء الأجهزة الإلكترونية.
نعم توقف 5 دقائق واسترح قليلا.. أغمض عينيك وعش لحظة هدوء.. جرب هذا العمل البسيط..
أخيرا تذكر أن:
الناس العاديين يفكرون دائماً في كيفية قضاء وقتهم، لكن العظماء يفكرون كيف يستثمرونه.