آخر تحديث: 5 / 12 / 2024م - 12:40 ص

كيفما اتفق

محمد العلي * مجلة اليمامة

الكلام الأخير - محمد العلي

1 سحر اللغة:

التقى أحد العلماء النفسيين برجل أعمى، فقال له: كم تكسب؟ : من6إلى12 دولارا. : هل تحب أن تكسب أكثر؟ : بالطبع. عندها تناول العالم النفسي اللوح المكتوب عليه أعمى، وأضاف هذه العبارة: «إنه الربيع ولكني لا أراه» بعدها وصل دخل الأعمى إلى أضعاف ما كان.

2 سحر الخيال:

«وردة أجهشت بالبكاء / حين غطى علي بأوراقها وجهه / كان يبكي الطيور التي هاجرت / ويعزي الفضاء» هذا ما قاله أدونيس. وأنت لابد ستسأل:

ترى ما هي الطيور التي هاجرت؟ ولماذا هاجرت؟ ولماذا يحزن الأفق حتى يجب أن نعزيه؟ هل هو الأفق الاجتماعي الذي هاجرت منه طيور القيم النبيلة؟ هل هو أفق الشاعر النفسي الذي ترمدت أحاسيسه، لأنه لم ينل ما يقول”«أبحث عن شمس تقيم في العيون» ومن يبحث عن مثل هذه الشمس/ المعرفة، لا بد أن يصيبه ما أصاب بروميثيوس.

3 إعجاب شعري:

«يخيل لي، أو لنا جميعا ربما، أن الصباح لا يأخذ مداه كاملا قبل أن يمر على فيروز، فمن دونها يظل الصباح منقوصا، يعوزه النضج والضوء الكافي، وحتى يكون كذلك، أعني حتى ينمو وينضج ويتحول إلى نهار شاسع لابد له من صوت فيروز، عكازة من الضوء يتوكأ عليها متجها إلى نهار ما، ومن هناك بذهب إلى المطلق... الخ»

هذا ما جاء في السيرة الذاتية لعلي جعفر العلاق «إلى أين أيتها القصيدة» وهو تعبير يقول من ٌقرأه: هذا هو رأيي. لأن الصباح لا يكون صباحا كاملا إلا حين يملأ رئتيه بصوت فيروز. وهنا لابد من السؤال: لماذا استأثرت فيروز بالصباح من دون سائر المطربين؟

4 نكران:

«الجمال العضوي وهم، أما الجمال الفني فهو الحقيقة. إن الطبيعة لا حياة لها، بل هي بالتعبير الفلسفي لا مبالية، والفن هو الذي يعطيها المبالاة «...» إن النفس الإنسانية، في إحساساتها المختلفة لم تكن تدرك إحساساتها لولا الفن، فما الحب لولا حديث الشعراء المحبين؟ وما الوجد لولا تأملات الصوفيين،»

هل تتمنى، لو امتدت من المجهول مطرقة، وهوت على رأس الشاعر صلاح عبد الصبور الذي قال هذا الكلام؟ أليس هو الذي قال: «يا جسمها الأبيض قل أأنت صوت / فقد تحاورنا كثيرا في المساء / يا جسمها الأبيض قل أأنت خضرة منورة / يا كم تجولت سعيدا في حدائقك الخ» في قصيدة «أغنية من فيينا» وهي صدى لإحدى رباعيات صلاح جاهين.

كاتب وأديب