مدينة سعودية التسمم الغذائي = صفرا
أكثر من أربعة أيام على التسمم الغذائي الذي تعرض له 35 شخصا أثناء تناولهم وجبة غذائية من فرع أحد المطاعم شمال الرياض. اللافت أنه إلى هذه اللحظة - كتابة هذا المقال - لم يكشف عن الأسباب! السؤال: لماذا تأخرت الجهات المعنية في رفع نتائج الإجراءات المتخذة حيال حالات التسمم الغذائي التي تم رصدها؟! وهنا أقولها بكل صراحة، تأخر رفع نتائج الإجراءات المتخذة بعد حالات التسمم الغذائي يمكن أن يؤدي إلى عدة آثار سلبية، منها: فقدان الثقة، حيث إن التأخر في رفع النتائج والتحركات القائمة يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة في التدابير والإجراءات الصحية المتخذة من قبل الجهات المعنية، وفي قدرتها على التعامل مع حالات الطوارئ الصحية بكفاءة واحترافية. ومن الآثار السلبية كذلك، انتشار الإشاعات، إذ انتشرت في الأيام الماضية وفي كثير من مواقع التواصل الاجتماعي كثير من الإشاعات والمعلومات المغلوطة وغير المؤكدة، ما يزيد من الذعر والارتباك في المجتمع. وفي حالة عدم توضيح وتوثيق الإجراءات المتخذة، يمكن أن تزداد حدة الانتقادات التي قد يتعرض لها المسؤولون والجهات المعنية، سواء في وسائل التواصل المختلفة، أو في وسائل الإعلام، بسبب تأخرهم في رفع النتائج والحلول المتبعة. أما بالنسبة لمثال بارز على مستوى المملكة، التي تتميز بتوجهها القوي نحو معايير السلامة الغذائية في المطاعم، فيمكن الإشارة إلى مدينة الجبيل الصناعية التي تشرف عليها الهيئة الملكية للجبيل وينبع. حيث تتبنى المدينة ممثلة بالهيئة الملكية إجراءات صارمة للتأكد من سلامة الغذاء المقدم في المطاعم، بما في ذلك برامج تدريب مكثفة للعاملين في المطاعم وفحوصات دورية للنظافة، إضافة إلى قوانين صارمة تفرض على المطاعم الالتزام بمعايير السلامة الغذائية. الأمر الذي يسهم في الحفاظ على سلامة الجمهور وتقديم طعام آمن وصحي في المطاعم. ومن أهم الأنظمة التي تعتمدها المدينة نظام «الهسب»
«Hazard Analysis and Critical Control Points - HACCP»، وهو نظام تحليلي يهدف إلى تحديد وتقييم والتحكم في النقاط الحرجة في عمليات الإنتاج الغذائي التي تهدد سلامة الغذاء ومتداولي الغذاء والأدوات المستخدمة. هذه المخاطر تصنف بأنها بيولوجية أو كيميائية أو فيزيائية. ويعتمد نظام الهسب على تحديد المخاطر المحتملة التي يمكن أن تتسبب في تلوث الغذاء وتحديد النقاط الحيوية في عملية الإنتاج التي يمكن أن تتأثر بالمخاطر ومراقبة الأنشطة الغذائية بانتظام، وتسجيل البيانات واتخاذ التدابير الصحيحة إذا ظهرت مشكلات في العمليات. نظام الهسب يعتبر إحدى أهم الأدوات المطبقة في مدينة الجبيل الصناعية، حيث منع حدوث تسمم غذائي في المنشآت الغذائية مثل المطاعم والبوفيهات والكافيهات، ويكفي أن الجبيل الصناعية هي المدينة السعودية الوحيدة التي معدل التسمم الغذائي فيها وخلال أكثر من 33 سنة يساوي صفرا.