في الحب والحرب
*إن* المرأة والرجل هما طرفا معادلة الحياة لأنهما الأساس الذي يرتكز عليه استمرار البشرية أو انتهائها، وتعتبر علاقتهما ببعضهما من أهم العلاقات التي تساعد على توفير الاستقرار، وقد خلق الله كل جنس بسمات نفسية وجسدية مختلفة عن الآخر، واختلاف تلك السمات تمثل ضغوط لكلا الجنسين، وبإمكان تلك الضغوط أن تكون جاذبة أو منفرة. يعتمد ذلك على فهم كل طرف لنفسه وللطرف الآخر وطريقة تعامله معه، تعتبر الفروق السيكولوجية بين المرأة والرجل موضوعاً مثيراً للجدل ويحظى بالكثير من الاهتمام، حيث تقام الكثير من الدراسات والأبحاث لمعرفة الفروق التي قد تظهر في سلوك ومشاعر وتفكير كلا الجنسين. ومما يزيد الأمر حيرة هو عدم مطابقة تلك السمات على كل فرد؛ إذ يتأثر التكوين السيكولوجي لكل فرد بعوامل مختلفة، مثل: الثقافة، والتربية، والبيئة وغيرها.
من بعض تلك الفروق السيكولوجية التي لوحظت بين الرجل والمرأة:
التوجهات العاطفية: عادة ما تشير الدراسات إلى أن النساء يظهرن توجهاً أكبر نحو التعبير عن المشاعر والرغبة في التواصل العاطفي بينما يلاحظ تحفظ الرجال في التعبير عن المشاعر.
القدرات اللغوية: تشير الأبحاث لتقدم النساء في المهارات اللغوية على الرجال مما يسهل عليهن التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل دقيق ومفصل أكثر من الرجال.
تحمل الضغوط: يعتقد أن النساء يتمتعن بقدرة أكبر لتحمل الضغوط النفسية من الرجال، في حين يعتقد أن الرجال أكثر قدرة على التعامل بشكل فعال مع الضغوط الجسدية.
الميل للحياة الاجتماعية: تميل النساء للعمل والتفاعل الاجتماعي أكثر من الرجال، ويميل الرجال للتنافس والإنجازات الفردية أكثر من النساء.
الاهتمامات والتفضيلات: أن النساء أكثر اهتماماً بالعلاقات الاجتماعية والعائلية والنجاح في الحب، أما الرجال فهم أكثر اهتماماً بالمجالات التقنية والرياضية والنجاح في الحرب.
حل المشاكل: أن الرجل يميل إلى معالجة المشاكل بشكل أفضل في الجزء الأيسر من دماغه، وهو الجزء المسؤول عن القدرات التحليلية، وعملية التفكير المنطقي وحل المشكلات، أما الجزء الأيمن فيكون مسؤولاً عن كل ما يتعلق بالتواصل غير اللفظي كحركات الجسد، وتعابير الوجه، وفهم المشاعر، والتعبير والإبداع، بينما تعالج المرأة المشاكل بشكل متساو في جزئي الدماغ مما ينتج عنه تركيز الرجل أكثر لحل المشكلة الواحدة، لكن إبداع المرأة أكثر.
تتواصل النساء بشكل أفضل من الرجال ولديهن قدرة أكبر على تحليل الإيماءات غير اللفظية، وحركات الجسد، وتعابير الوجه ونبرة الصوت من الرجال، إضافة لاهتمامهن بمشاعر الآخرين أكثر، أما الرجال فهم أفضل في توليهم للمهمات الصعبة وإنجازها وخصوصاً إذا كانت جسدية.
يجب التأكيد مرة أخرى أن تلك الفروق ليست قواعد ثابتة ولا تنطبق على جميع الأفراد، بل تتأثر بالعديد من العوامل الأخرى كالبيئة، والثقافة، والتوجهات الدينية والقناعات الشخصية، ومن المهم أيضاً أن نفهم أن الفروق السيكولوجية بين الجنسين لا تعني أفضلية أحدهم على الآخر أو ارتفاع نسبة ذكائه مقارنة بالآخر، بل هي مجرد تنوع خلقه الله لحكمة إلهية، لذا، يجب علينا فهم تلك الفروق واحترامها والتعامل بشكل حضاري واحترام كل جنس للآخر لبناء علاقات صحية، متوازنة ومثمرة.