أمانة
قيل في الأمانة:
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: آية 58].
عن رسول الله ﷺ: الأمانة تجلب الغناء، والخيانة تجلب الفقر.
الإمام علي : من لا أمانة له لا إيمان له الإمام علي : الأمانة تؤدي إلى الصدق.
وعنه : إذا قويت الأمانة كثر الصدق
وعنه : الأمانة والوفاء صدق الأفعال
وعنه : الأمانة تجر الرزق، والخيانة تجر الفقر.
والحديث عن الأمانة حديث ذو شجون في ظل العولمة والغش والتدليس والتزييف والمنافسة والموازيين التجارية.
إذا كنت تريد أن تودع شيئًا ثمينًا في حياتك عند شخص ما كالمال أو المسوغات الذهبية، أو تعمل تفويض بنكي، فحتما ستودعها بأيد أمينة صادقة أثبتت الأيام صدقها وأمانتها وطهارة يدها ووفاءها.
وإذا كنت تريد أن تودع حياتك عند شخص ما في شأن ما، فما هي المعايير التي تستخدمها؟!
إن كان طبيب جراح سيعمل لك عملية جراحية حساسة، فحتما المعايير: الخبرة والمهارة والصدق والاحتراف المهني والأمانة.
إذا كان شيخ مفتي يوردك طريق الجنة، ويبعدك عن طريق الضلال، فحتما المعايير: تقوى الله والعلم الواسع وتنافي تضارب المصالح والعدالة والزهد والأمانة.
إذا كانت زوجة تكن نعم العون في تكوين أسرة صالحة، فالمعايير: الإخلاص وصدق مشاعر الحب والكياسة والفطنة والوفاء والأمانة.
إذا كان ابنك الذي تعتمد عليه، وتعول عليه لما بعد ذهاب صحتك، فالمعيار: الوفاء والحب والصدق في البر والأمانة.
إذا كنت تريد الانخراط في المساهمات العقارية فالمعيار: الصدق والسجل التاريخي المشرف والناصع من التدليس والكذب والغش والمماطلة.
إذا كنت تود التعامل التجاري المستمر مع تاجر ما، فالمعايير: تتضمن توفر السلع وسرعة التوصيل للسلع والصدق والثقة والأمانة.
كما نلاحظ، الخصال المشتركة ذات الحظوة الكبرى عند التعامل مع من يحيطون بنا بشكل مستمر وكل من نختصهم لأنفسنا لحفظ أشياء ثمينة كحياتنا هما خصلتا الأمانة والصدق.
مع شديد الأسف البعض أخذ يعتمد ويصدق بعض وكالات الأنباء، والتي ثبتت الأيام أنها مزورة للحقائق ومنحازة لأصحاب النفوذ العالمي وغير موضوعية. وذاك البعض يكذبون القرآن الكريم وحقائقه المثبتة عبر الحقائق التاريخية. فتجد البعض يصدق من حذرنا الله منهم، ويكذب قول الله جل جلاله ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [المائدة: آية 82]. نحن نعلم علم اليقين بأن الله أصدق الصادقين ﴿وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ [النساء: آية 122].
في عالم اليوم حيث هندسة التضليل الإعلامي وتكاثر المعلومات المغلوطة Misinformation وازدواجية المعايير الصارخة والاستخفاف بالعقول، أضحى الجهد المُلقى على كاهل الإنسان المحترم لذاته مضاعفًا لتنقية الصورة وتعيين الخيارات الأنسب عند التواصل مع من نريد أن نودع أرواحنا بأيديهم من علماء دين أو علماء اقتصاد أو تجار أغذية أو صناع محتوى أو مؤلفي كتب أو مخرجي أفلام أو ناشري أخبار أو معلمي مدارس أو أطباء.
حاليا في العالم الافتراضي، لا سيما قنوات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية، هناك حسابات كُثر تعمل لجهات مشبوهة تنتحل أسماء عربية مسلمة، وتبث سمومًا ونعرات وفتن بهدف تمزيق وحدة المسلمين وتفتيت عضدهم تارة ﴿أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [التوبة: آية 126].
وتارة أخرى تبث صورًا ومقاطع إباحية لتحرف الشباب وحتى الشيبان ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: آية 19].
وتارة أخرى تفبرك أحداث، وتحرض على معارك، وتطلق تلاسنات مفتعلة بهدف الإثارة وشق الصفوف داخل البيت الواحد والوطن الواحد.
العقل أمانة من الله، وهبنا إياه تكرما منه، وخلقه في أعلى رؤوسنا وأمرنا باستخدامه لكل ما له خير في دنيانا وآخرتنا. نحن نعلم من الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ: ”يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن“.
ونعلم أيضا أن متحدثاً لجهة ذات طبيعة عدوانية دولية معينة أطلق حديثًا من على منصة دولية تشمل تهديدات كثيرة ضد أتباع فرقة إسلامية محترمة، وحرض العالم الصناعي على مقارعة جزء من اتباع الدين الإسلامي مروجًا بذلك لما يسمى بالإسلاموفوبيا. ومن الواجب الشرعي والعقل البديهي على كل فرد محترم أن يمتعض من ذلك المحرض ومن يقف خلفه. كما أن كل فرد من أتباع النبي محمد ﷺ مطلوب منه أن يفعل عقله لتمحيص الحق من الباطل وتمحيص كل ما يطرق مسامعه من كلام مفبرك أو غير مفبرك، وكل ما تراه عينه من مقاطع وصور سواء مفبركة أو غير مفبركة ليتجنب فخاخ الأعداء وتحريضهم المقيت. فشعار اتباع الهوى والفتك هو ”فرق تسد“ ونداء الله في قرآنه ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: آية 2]. وأن لا يتفاعل أي منا بشكل متهور مع فيديو مفبرك أو كلام مصطنع بالذكاء الصناعي وضع لاستفزاز مجموعة ضد مجموعة أخرى داخل بيت اتباع النبي محمد ﷺ. فيصبح المتهور على ما فعل من النادمين. ولنتذكر الآية القرآنية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: آية 6].