«خلك رجال»
هل حدث وأن انهمرت بالبكاء؟ السؤال لأصدقائي الرجال وهل تعتقد عزيزي الرجل أن عادة البكاء وإظهار مشاعر الحزن خاصة بالنساء وحدهن؟
لطالما تمت تنشئة الأطفال» الذكور» على مجموعة قوالب صنعها المجتمع، فرضت عليهم أن يكونوا داخل ذلك الإطار بتقسيم جندري في مفهوم الأنوثة والرجولة، بالتالي بُنيت عليه محددات اجتماعية، وكان من نتائجها محو شخصية الإنسان من خلال البحث عن صورة مثالية لكليهما.
الرجولة كما الأنوثة مورس عليها الكثير من البرمجيات الخاطئة، فأصبحت الرجولة ترتبط بالشكل الجسدي الظاهري للرجل وبمدى شدته وصرامته وعدم تعبيره عن مشاعره الداخلية، وهذه من أكبر الأمور التعسفية التي وقعت على الرجل، بحجة أنه يجب عليه أن يخفي مشاعره.
هل سمعت عزيزي الرجل، بنظرية المبدأ الأنثوي لعالم النفس السويسري كارل غوستاف يونغ؟ التي فحواها أن هذا المبدأ موجود كقوة أساسية في البشر جميعا، ويميز النساء، فيجعلهن يتسمن بالقدرة على التلقي وفي الترابطية التي تجذب وتربط وتجمع الناس.
بينما يظل هذا المبدأ كامنا في لا شعور الرجال، وعندما يتكامل الرجال مع الجانب الأنثوي في نفوسهم وتتكامل النساء مع الجانب الذكوري الذي يكمن في لا شعورهن، تتحقق الرؤية الكلية التي لا تفصل بين الجنسين ولا بين الإنسانية والطبيعة.
إذن! الرجولة هي حالة الاتزان الداخلي التي يصلها الذكر بين أنوثته وذكورته الداخلية، وهي ترتبط بشكل كبير بمنظومة القيم التي يحملها والتي تتعلق بتحمل المسؤولية والشجاعة والاستقلالية الفكرية وحفظ الأمانة وغيرها من أخلاقيات الرجولة الحقيقيةوبين طيبته وعطفه وإحساسه بالآخر ولطفه وحكمته.
التكامل بين المرأة والرجل، يحصل عندما يتزن كل منهما داخليا بين أنوثته وذكورته، ثم يرتبط بشريك حياة، نرجو حينها أن يكون هو الآخر متزنا، فيحصل التكامل على مستوى الجسد والنفس والفكر والروح.
أخيرًا: كلما ارتفع وعي الإنسان، أدرك أن الرجل والمرأة مخلوقان متساويان في القيمة الإنسانية، متشابهان في العمق، لديهما بعض الاختلافات الظاهرية التي تهدف إلى إحداث شيء من الاتزان في العلاقة والتكامل مع الذات.
خَلعتُ ثوبَ اصطِبارٍ كانَ يَستُرنُي وبانَ كِذبُ ادِعائي أنَّني جَلِد بكَيتُ حتَّى بكا من ليسَ يعرِفُني ونُحتُ حتَّى حكاني طائرٌ غَرِد — محمد مهدي الجواهري.