قصة حياتك التي تود أن تكتبها
لكل إنسان مناظير ينظر بها إلى الحياة في كل جوانبها: الزمان، المكان، المحيط، الشعور... إلخ.
فالبعض ينظر للأشياء بمنظار تشاؤم مفرط بشكل دائم ”منظار ضبابي“. والبعض الآخر ينظر للأشياء بمنظار تفاؤل مفرط ودائم. والبعض ينظر للأمور بمنظار العقل والحكمة والبصيرة ”نظرة واقعية عملية“. ومن ضمن تلك الأشياء التي ينظر لها الجميع هي الزمن. والزمن مكون من ماض وحاضر ومستقبل.
الماضي: الغوص فيه بإفراط وتقمصه بكل تفاصيله قد يشل حركة فهم الواقع وقد يؤدي إلى تبني أحكام إسقاطية من التاريخ على الواقع دون تمحيص علمي رصين. النداء الإلهي عندما يورد قصص الأقوام السابقة يؤكد حقيقة استنطاق العبر والعِظات لتجنب اتباع خطوات الشياطين:
﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ [النور: آية 34]
﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ [النمل: آية 69]
﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [آل عمران: آية 137]
المستقبل: الإفراط في تضخيم المشاكل المستقبلية يزيد حالات القلق ويفسد استمتاعنا بالحياة اليومية ويجلب الاكتئاب الدائم إن كان المنظار سوداويًا. والإفراط في التفاؤل قد ينتكس إلى خيبة آمال لصاحبه. بشكل واقعي يمكن أن ننظر للمستقبل كفرص يمكن اقتناصها مبكرًا أو نعيش أملًا للفرج من وضع قاتم قد يعيشه البعض منا حاليًا والسعي الدؤوب نحو ما عند الله.
الحاضر: يقع البعض في سوء استثمار أيامه التي يعيشها بكامل صحته بسبب اجتراره لمشاكل الماضي أو خوفه وقلقه من قادم الأيام والسنوات ”احتراق داخلي“. وهذا بالضرورة سيؤدي إلى سوء إدارة وقته أو دخوله في مهاترات ولغو أو تبنيه وتفعيله شعار ”حشرا مع الناس عيد“ أي أنه يعيش حياة بالية رتيبة مملة وغير هادفة وهامشية.
أورد هنا أهمية أن يحرص كل إنسان أن يتخطى الرتابة أو إهدار وقته في اعتلاك الماضي أو التخوف من القادم، ويقفز إلى أن يقتنص فرصًا أكثر ويكون شخصًا إيجابيًا واقعيًا ملهمًا للآخرين. وقد يوفق ذلك الشخص إلى أن يكون صانعًا للأحداث الجميلة في محيطه ومجتمعه.
ومن أهم العوامل التي تنشط استثمار الوقت الحاضر للأفضل:
1. التركيز: وهو عملة مهمة جدًا في زمن الإنترنت وعالم المداخلات المتعددة ويحتاج الإنسان أن يحجز ساعات مخصصة لنفسه وتحديد التركيز على شيء واحد فقط.
2. استثمار الوقت بكفاءة:
- تفويض آخرين بأداء أعمال روتينية معينة.
- عمل نماذج منطقية لمعالجة مشاكل مكررة.
- برمجة الرد الآلي الصوتي للجوال والأتوماتيكي للإيميل.
3. فكر بطريقة تحليلية إيجابية خلاقة عبر طرح أسئلة على ذاتك:
- هل يمكنني التحكم في هذا أو ذاك الأمر؟
- ماذا يمكنني أن أفعل أفضل في هذا الشأن؟
- هل أنا ممتن لشيء فعلته اليوم بنفسي أو للآخرين؟
ولإدارة الوقت بكفاءة ألخص هنا أهم أساليب أو أدوات استثمار الوقت في كل يوم حسب الإنفوجراف المرفق:
السؤال الآن:
- هل ستعيش في الماضي وتترك الحاضر والمستقبل؟
- أم أنك ستعيش في المستقبل وتهمل الحاضر وتدرس الماضي؟
- أم أنك ستعيش حاضرك مستفيدًا من دروس الماضي ومستنطقًا فرص المستقبل؟
- ما هي قصة حياتك التي تود أن تكتبها بنفسك في يومك وعامك الحاضر لتجهل الآخرين يروونها عنك وتلهم الأجيال الصاعدة وتستفيد منها، «بمعنى آخر، ما هو مشروعك الإنساني في الحياة؟»
- هل تود أن تترك أثرًا أم تدرس آثار الآخرين أم تكتفي بالتفرج على ما يرسله لك الآخرون من مقاطع فيديو وتصفق لما ينجزه الآخرون؟
لا تغوص في الماضي بشكل مفرط فتنام فيه ولا تسافر إلى المستقبل فتحلم ليل نهار بكوابيسه،، بل ركز أكثر على الحاضر وخطط للمستقبل واستفد من دروس وعِبر الماضي.