آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

بستان قصر تاروت تراث الماضي وزهرة المستقبل

أحمد منصور الخرمدي *

مبادرة ”بستان قصر تاروت“ في نسختها الثالثة «3» تميزت ومنذ الساعات الأولى للافتتاح، بالحضور الرائع للعوائل الموقرة المصاحبة لأطفالهم، التواجد المميز من رجال الأعمال والأدب والتراث وكبار الشخصيات المجتمعية من الرجال والنساء، كما أن المبادرة تشهد هذا العام فعاليات جميلة، وأركان للأسر المنتجة والحرفية المختلفة، والفن والأركان الصحية والفرقة الشعبية والفكلور للمسحراتي وزفة المعرس وغيرها الكثير.

مبادرة بستان قصر تاروت، وكما هو معروف ينطلق سنوياً من موقع ”قلعة تاروت“ التاريخية والتي تشهد تاريخاً يحاكي التراث، تراث الأجداد وحيث تبقى هذه القلعة ”قلعة جزيرة تاروت“ هي الأجمل، جوهرة تحمل في القلوب ذكريات راسخة في الذاكرة ولماضِ موغل منذ القدم.

قلعة جزيرة تاروت، أثرها في النفس باق، شعور لا ينطفئ نوره، وحنين يتولد، نسترجع من خلاله ذكريات ماضً يحمل بين جدرانه كنوز كثيرة فقدناها، منها وعلى سبيل المثال وليس الحصر، بعض البيوت الأثرية بالديرة، عين العودة المطلة من أسفل القلعة ذات الأبراج الجميلة، عين تسمى بالعوينة والتي كانت تحضى برمي سلات الدوخلة للأطفال الموروث الشعبي، وكذلك عين تسمى الحلقوم وتلك الممرات أو المسقيات المائية التي تغدي نخيل الجزيرة، وبساتين الجزيرة بأكملها والتي كان عددها المئات حين ذاك.

قلعة تاروت، تزداد عشق يوم بعد يوم، زوارها تكتمل الصورة لديهم عن ماضيها وحاضرها، ويتعايشون مع الأمل الواعد المشرق والمزدهر لمستقبلها بإذن الله، فالاهتمام والرعاية الشاملة من الدولة حفظها الله، كل الأهالي والزوار تشتاق قلوبهم لسماع ما هو موعود لجزيرة تاروت، ويكونوا في سعادة ورفاه عندما يشاهدون تراثها القديم من قلاع وأبراج ومواقع أثرية متعددة، والتي أكدت تاريخياً أنها مرتبطة بالحضارات القديمة، كالسومرية والأكادية، والآشورية، والفينيقية، والهيلانية والبرتغالية وغيرها والتي ما زالت آثارها في حيرة وغموض الباحثين والمؤرخين، تلك الموروثات التي لا تقدر بثمن، أثبتت الشواهد أنها الأقدم.

المبادرة للسنة الثالثة الجميلة والتي باسم ”مبادرة بستان قصر تاروت“ للفترة من 11 حتى 18 رمضان 1445 الموافق 21 حتى 28 مارس 2024، والتي ما زالت تحتفظ بجمالها كعروس بنقش حناها الوردي الزاهر، ولؤلؤة بنورها الفضي الساحر، تقام في ليالِ عشق رحمانية رمضانية مباركة في شهر الخير، شهر رمضان الكريم، فالتنظيم الرائع والإشراف المميز، من جمعية تاروت الخيرية الموقرة، الجهة القائمة على هذه المبادرة، برعاية ومشاركات الرسمية منها والأهلية المعطاء.

مبادرة بستان قصر تاروت، والتي غطت سمعتها الجميلة بفضل الله ثم بالجهود الكبيرة المبذولة، جميع أنحاء المملكة الغالية ودول الخليج المجاورة، مبادرة بستان قصر تاروت وبثوبها الجديد هذه السنة، جولات المسار السياحي حول القلعة والديرة ذات البيوت الأثرية القديمة، المتاحف والمطاعم الشعبية، إن الجميع وبكل ما يملكونه من طاقة، فرحين ومسرورين بحضوركم ومرافقيكم ومشاركاتكم الفنية والتطوعية، والكوادر الفتية الشابة سعداء باستقبالكم وضيافتكم، فالدعوة عامة لكم ولأفراد الأسرة الكريمة، وبالرحب والسعة وبحضوركم يتم الفرح والبهجة والسرور.