الحب دافعًا للقراءة
هل يمكن أن يكون الحب بالفعل دافعًا للقراءة؟
سألني أحد الأقرباء هذا السؤال طالبًا مني كتابة مقال حول علاقة الحب بالقراءة، فتذكرت على الفور كتبًا كانت منتشرة أيام المراهقة (سبعينات القرن العشرين) تحت عناوين مختلفة يجمع بينها أنها تتضمن نماذج لرسائل حب وغرام يمكن أن يستخدمها أي شخص للكتابة لحبيبته أو خطيبته آنذاك، كما كانت تتوفر أيضًا كتب بها رسائل جاهزة لمختلف الأغراض. فبدل أن يُتعب أي شخص نفسه في التفكير لصياغة رسائل غرامية، يقوم بلطش واحدة من هذه الرسائل وإعادة كتابتها ثم إرسالها إلى من يهمه الأمر!
ورغم أن هذه الرسائل لن تكون خارجة من القلب ومن ثم فلن تتعدى الأذن كما يقال؛ فإنها كانت تفي بالغاية في ذلك الوقت، خاصة مع عدم وجود أساليب التحقق من أصالة هذه الرسائل آنذاك كقوقل وغيره. ولكن هذه الكتب أدت غرضًا مهمًّا؛ وهو تشجيع الناس على قراءة ولو كتاب واحد على الأقل، ثم التقاط عدد من المفردات الجميلة منه وإضافتها إلى قاموس من يقرؤها.
ومما قد يدفع الواقعين في الحب إلى القراءة هو الرغبة في استعراض مهاراتهم وقدراتهم أو خلفياتهم الثقافية لدى الطرف الآخر. فبدلًا من أن يقول المحب: ”أنت جميلة“، يمكن أن يقول فيها بيت شعر حتى لو كان من العصر الجاهلي، وبدلًا من التغزل بالعيون يمكن تشبيهها بعيون المها مثلًا، ويمكن الاستعانة ببعض العبارات الجميلة في متون بعض الروايات من أجل جعل اللقاء أكثر حرارة وحميمية. كما قد يدفع الحب أو بعض المعاناة فيه إلى الانكباب على قراءة بعض الروايات ذات الطابع الرومانسي؛ ربما للبحث عن سلوى لمعاناة الوالهين.
وأشارت دراسة لأحد مواقع التعارف والزواج إلى أن لدى الجنس اللطيف ميلًا إلى اختيار الشريك الذي يفضل القراءة، في حال تساوي المواصفات الأخرى فيهم. وفي تفصيل الدراسة التي جاءت نتيجة مسح أجري تبين بأن 81% من النساء (مقابل 77% من الرجال) يعتقدْنَ بأن كون المرء قارئًا يجعله أكثر جاذبية للجنس الآخر. وجاء في موقع (eharmony.co.uk) أن الرجال الذين يضعون القراءة ضمن اهتماماتهم (في التعريف بأنفسهم في الموقع) يتلقون رسائل أكثر من غيرهم بنسبة 19%، أما النساء فيتلقَّينَ 3% أكثر من غيرهن.
هذا عن كون الحب قد يدفع نحو القراءة؛ فهل يمكن للقراءة أن تدفع البعض نحو الحب؟ هذه حكاية أخرى قد نتطرق لها لاحقًا.
*الحب هو أن تحب كاتبها المفضل حتى لو كنت لا تحب القراءة. يوسف جاسم رمضان (كاتب كويتي).