آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

الشخصية المتميزة هي جوهر القيادة

أمير بوخمسين مجلة اليمامة

عمود الخيمة الرئيس يشبه القيادة، وبدونه تنهار أركان الخيمة. تُظهر الأبحاث أن الشخص الذي يحصل على درجات أداء منخفضة في الشخصية لن تكون لديه الفرص لأن يُنظر إليه كقائد عظيم، خاصة على المدى الطويل. يجب على القادة الذين يفتقرون إلى الشخصية أن يكونوا دائمًا على حذر من اكتشاف الناس عن حقيقتهم. فهم مثل ديكورات تصوير الأفلام التي تبدو حقيقية من زاوية كاميرا التصوير فقط. ويعيشون في خطر دائم من تبديد وهَم شخصيتهم إذا فحصها الآخرون من زوايا أخرى.

فما هي العناصر الأساسية للشخصية القوية؟ يلتزم القادة ذوو الشخصية الحاضرة بتعهداتهم، ويلتزمون بوعودهم التي قطعوها، ويتخذون القرارات التي تضع مصلحة المؤسسة في الاعتبار، وليس أجنداتهم الشخصية. ويكسب هؤلاء القادة الاحترام من خلال كونهم منفتحين وشفافين. وفي الواقع، كلما تكشفت دواخل هؤلاء القادة للناس زاد احترام الناس لهم.

إذ يعامل القادة ذوو الشخصية المحترمة الآخرين باحترام. وينظر القادة ذوو النزاهة إلى الآخرين دائماً من خلال عين إيجابية. ويفترضون أن الآخرين لديهم النوايا الحسنة لا السيئة، ويسعون للتعاون بدلاً من التنافس.

ويستمر القادة ذوو الشخصية القوية في التعلم. ويجربون الأشياء الجديدة ويتكيفون بسرعة مع المتغيرات، ويسعون إلى تحسين أنفسهم باستمرار، ويبحثون عن الملاحظات ويعملون على التعامل معها للوصول إلى أفضل النتائج.

وهنا يمكن أن يتساءل البعض:“ هل يمكنني تحسين شخصيتي؟ فإذا كان الأمر كذلك، كيف؟ ”وذلك من خلال الخطوات التالية: 1 - الصبر وعدم الاستعجال في تحقيق نتائج التغيير الذي أحدثه، فعادة ما يحتاج التغيير إلى الوقت لكي يؤتي ثماره، والعجلة في طلب النتائج قد تبعد الإنسان عن عمليّة الإنتاج. 2 - التحلي بالصبر أكثر من أجل الحصول على النتائج المرجوّة، وعدم الاستسلام فوراً، فالتغيير قد يحصل مصحوباً ببعض المحاولات الفاشلة، إلا أن التصميم يؤدي إلى النجاح في النهاية. 3 - قياس النتائج بشكل مستمر ورؤية التغييرات اليومية تجعل القائد يشعر بأنه يقوم بمجهود فعلي غير قابل للانكسار وذلك بسبب التحفيز الذي يتلقاه من الشعور بالرضا عما يحققه. 4 - بيئة العمل وتغيير البيئة تعتبر أهم خطوة يقوم بها الإنسان الذي يسعى إلى التغيير الإيجابي، وذلك لما لها من تأثير كبير على الإنسان وعلى المؤسسة. وتغيير البيئة لا يقتصر فقط على تغيير الأشخاص السلبيين، وإنما يشمل البيئة المحيطة وتنظيفها مما يعود على نفسية الإنسان بالمشاعر الجيدة. 5 - توفر الدعم من الناس المحيطين، يعتبر إيجاد الدعم مهمّاً من أجل إبقاء الإنسان مركّزاً على أهدافه، فالتغيير يصبح أسهل عندما يتلقّى الفرد التشجيع والتحفيز، فإذا كان الشخص يجد صعوبة في استمراره على الخطّة التي وضعها أو هناك احتماليّة لأن يفقد حماسه وتركيزه فإنّه من الجيّد أن يستعين بصديق يعينه على الطريق ويساعده في الوصول إلى ما يريد.6 - التدرج في احداث التغييرات، وعدم الاستعجال وارهاق النفس بالكثير من التغييرات مرة واحدة، فالأفضل تقسيم الأهداف إلى أقسام تعين الإنسان على تحقيقها.

إن العمل بهذه الخطوات كفيل بأن يأخذك إلى الطريق الصحيح في تحقيق النتائج المرجوة.