آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

الأضرار التي يسببها التدخين سيما للمناعة المكتسبة تبقى لسنوات بل حتى لعقود بعد الإقلاع عنه

عدنان أحمد الحاجي *

18 فبراير 2024

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 48 لسنة 2024

Research shows lasting effects of smoking after quitting

February 18,2024

لا يزال الباحثون يكتشفون مدى استمرار التدخين في الإضرار بصحة الناس حتى بعد سنوات من الإقلاع عنه، حيث كشفت دراسة جديدة [1]  نشرت في 14 فبراير 2024 في مجلة نتشر Nature عن تأثير تدخين التبغ الدائم في جهاز المناعة.

على الرغم من أن شركات صناعة التبغ تحاول جاهدةً منذ فترة طويلة إخفاء مخاطر التدخين على الصحة، بات من المعروف الآن أن التبغ يقتل سنويًا أكثر من ثمانية ملايين إنسان في عموم الكرة الأرضية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

لكن لا يزال الباحثون يكشفون عن عدد كبير من الآليات التي من خلالها تلحق عادة التدخين هذه الأضرار بأجسام المدخنين.

ووجدت الدراسة الجديدة، أن التدخين يُحدث تغيرًا في جهاز المناعة، وهو الجهاز الذي يقي الجسم من العدوى، لفترة أطول بكثير مما كان يعتقد سابقا.

وسلطت الدراسة الضوء بشكل خاص على التغييرات فيما يسمى بالمناعة المكتسبة «التكيفية» [2] ، والتي تتراكم بمرور الزمن حيث تتذكر خلايا الجسم المتخصصة كيف تعترض وتتصدى لمسببات الأمراض الأجنبية التي واجهتها من قبل.

واستندت النتائج إلى نتائج تحليل الدم وعينات أخرى مأخوذة من ألف شخص سليم في فرنسا منذ أكثر من عقد مضى.

وقال الباحثون إنه وُجد أن عامل التدخين له تأثير أكبر في المناعة المكتسبة مقارنةً بالعوامل الأخرى مثل طول فترة نوم الشخص أو النشاط البدني الذي يمارسه.

كما أكدت الدراسة نتائج دراسة سابقة التي أثبتت تأثير التدخين في ”المناعة الطبيعية [3] ،“ وهي خط الدفاع الأول للجسم ضد مسببات الأمراض الغازية [بكتيريا وفيروسات تغزو الحسم والتي من شأنها أن تصيب الجسم بالعدوى وتستثير الجهاز المناعي للتصدي لها [4] ].

وقالت الدراسة إنه على الرغم من أن المناعة الطبيعية تعود إلى طبيعتها السابقة مباشرة بعد التوقف عن التدخين، فإن المناعة المكتسبة تبقى متضررة لسنوات، ربما حتى لعقود بعد الإقلاع عن التدخين.

حجم العينة كان صغيرًا جدًا بحيث لا يوفر إطارًا زمنيًا دقيقًا لمدة استمرار هذه التأثيرات.

وشدد الباحثون على أن تأثير التدخين يتلاشى مع الزمن، لذا كلما أسرع الناس في الإقلاع عن التدخين كلما كان ذلك أفضل.

وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة، فيولين سان أندريه Violaine Saint-Andre، من معهد باستور الفرنسي، في مؤتمر صحفي، إنه بالطبع، يبقى من الأفضل لـ ”مناعة طويلة الأمد عدم التدخين البتة“.

ولم يتمكن الباحثون من الإخبار على وجه اليقين عن تبعات هذه التغييرات على الصحة. لكنهم افترضوا أنه يمكن أن تؤثر في احتمال إصابة المدخنين بالعدوى أو السرطان أو أمراض المناعة الذاتية [حيث يهاجم الجهاز المناعي أعضاء الجسم نفسه [6] ].

كلما كان الإقلاع عن التدخين أبكر كلما كان أفضل

وتهدف دراسة أخرى، [6]  نشرت في 8 فبراير 2024 في مجلة NEJM Evidence، إلى تحديد مدى علاقة الإقلاع عن التدخين بانخفاض احتمال الإصابة بالأمراض، التي يسببها التدخين، والوفاة المبكرة.

وقد شملت هذه الدراسة 1,5 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا والنرويج والمملكة المتحدة، بعضهم من المدخنين النشطين [الذين لا يزالون يدخنون]، وبعضهم لم يدخنوا قط - والباقي دخنوا في السابق وتوقفوا عن التدخين لاحقًا. وعندما أقلع المدخنون عن التدخين، استغرق الأمر 10 سنوات حتى يعود متوسط العمر المأمول [7]  للمقلع عن التدخين إلى نفس مستوى غير المدخنين، وفقا للدراسة.

ومرة أخرى، أكد الباحثون على أهمية الإقلاع عن التدخين في أسرع وأبكر وقت ممكن، حيث أن هتاك أدلة على تحقق بعض الفوائد بعد ثلاث سنوات على الأكثر بعد التخلص من هذه العادة غير الصحية.

وكان التأثير الايجابي للإقلاع عن التدخين ملحوظًا بغض النظر عن سن المقلعين عن التدخين، ولكن الفوائد كانت أكثر برروزًا بالنسبة لأولئك الذين هم أصغر من 40 سنة.