آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

وجوه لا تنسى: الملا حسن العلوان ”الصوت الصادح في رمضان“

حسن محمد آل ناصر *

خلال أيام الخير شهر رمضان المبارك تزدهر الأماكن وتستبشر الوجوه بذكر الله سبحانه طيلة ليالي الشهر العظيم، ومن الصور الجميلة التي عشناها وما زلنا نحس بكل حواسنا تلك النكهة الطيبة القديمة العريقة لإحياء المجالس القرآنية في رمضان حينما يأتي النداء بتلك الأصوات المفعمة بالولاء والحب الإلهي بتلاوة القرآن الكريم من كل بقاع المنطقة.

عندما كنا صغارًا نرى ونسمع بعد وجبة الإفطار ”الدرس“ ونحن لا نفقه فيه ساعتها سوى الضياء المشع هنا وهناك من المجالس بأصوات مختلفة شيخ وكهل وشاب وأيضا بعض مآتم النساء، كانت هذه العادة القديمة توارثها الجيل بعد الجيل، أجل ترغمني الذكرى وأعود للوراء أتخيل شريط الذكريات وعبق الماضي يأسرني لأجدد الحنين نعم الحنين للمساجد للحسينيات للمجالس الكبيرة والصغيرة للبيوتات المضيئة للشموع لتبادل الضحك والابتسامة وتبادل الكلمات الودية قبل بعد قراءة القرآن ”الدرس“ كما جرت العادة بتسمية ختمة الشهر الفضيل.

ومن هذه الوجوه التي كان صوتها يصدح في شهر الله الحاج الملا حسن بن ضيف العلوان «رحمه الله» ولد في بلدة القديح الحبيبة في 01/07/1330 هـ، عاش في حي الوادي ذاك الحي الشهير في البلدة المكتظ بالناس لأنه كان مركزا تجاريا وسوق تباع فيه أنواع كثيرة من السلع والمنتجات، حتى انتقل منزله الحالي، وهو من الأصوات التي كانت تحيي الشهر متنقلًا من أول ليلة إلى ليلة العيد ومن مجلس إلى بيت إلى مسجد أو حسينية، يختم القرآن الكريم تارة يصطحب أبناءه ليعلمهم ويحرص تمام الحرص بهدف الاستماع والمتابعة وحفظ بعض آيات الذكر الحكيم، توفي رحمة الله في 29/05/1404 هـ.

الملا حسن من قدامى قراء القرآن ويعتبر من رواده في القديح حيث تعلمه منذ نعومة أظافره وترعرع في عائلة مهتمة بتعليم القرآن وسار على هذا النهج سنين حياته يُدرس ويَدرس، حتى بدأ يشق الطريق ليعلم الأطفال تحفيظ القرآن ثم اتجه لمهنة الغوص في البحر قرابة السبعة عشر عاما ثم انتقل بعدها للعمل في شركة أرامكو السعودية وخلال عمله يقوم بتعليم القرآن في مقر عمله وقد استمر على ذلك لمدة ثماني عشرة سنة.

أصبح عالمه القرآن فواصل التعليم به حتى بعد التقاعد إضافة لقراءة الختمات استمر بقراءة المناسبات ”المواليد والوفيات“ لأهل البيت ، كما إنه كان دائم الحضور للمغتسل الموتى ويقوم بقراءة الدرس ”القرآن“.

رحم الله من قرأ له ولأرواح المؤمنين والمؤمنات سورة الفاتحة مسبوقة بالصلاة على محمد وآل محمد.