آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

الشهر الكريم وصلة الرحم

عبد الرزاق الكوي

من الأمور المؤكد على أهميتها وأدائها، وشدد على القيام بها وعدم التهاون فيها من خلال الآيات المباركة والأحاديث الشريفة وأقوال الأئمة ، هي صلة الرحم. ولكن على الواقع، يُشاهد العكس في مجتمعات موالية لأهل البيت وهم قدوتهم، حيث يُلاحظ أن هذه الفضيلة مغفول عنها، ولم تُعطَ ما تستحق من الاهتمام.

هذا الشهر المبارك وازع كبير لأعمال الخير والتقرب لله تعالى، فرصة لا تعوض يجب ألا تذهب هدرا، وبالتالي تصبح حسرة في يوم يحتاج المرء لكل عمل صالح غفل عنه في أيامه السابقة؛ بسبب من الأسباب أو ظرف من الظروف، أن يتخذ قرارًا مصيريًا في كثير من الأعمال المقربة لله تعالى، ومنها صلة الرحم، بما هو متاح اتباعًا لما جاء في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وأقوال الأئمة ، حسب الأعراف الاجتماعية المتعارف عليها في كل مجتمع من المجتمعات.

وأن يسعى الفرد لبذل ما يمليه عليه واجبه الديني كواجب شرعي ووازعه الأخلاقي المتأتي من ارتباطه بأهل البيت بالتواصل البناء ورعاية حقوقهم، مما ينتج عن ذلك مجتمع يعرف بالألفة والمحبة والتآخي، حيث يُشار بالبنان لمن قام بهذا العمل النبيل بحسن الخلق.

القطيعة بلا شك من الذنوب الكبيرة حيث يتولد عنها التفكك في البنية الاجتماعية وتفكك في الروابط الأسرية، مما يخالف الارتباط بالدين الإسلامي.

صلة الرحم أسمى الأفعال وأنبل الصفات، وأجل درجاتها هي صلة الوالدين وبرهما والاعتناء بجميع شؤونهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية. ويأتي في المقام الثاني الجد والجدة والأخوة والأخوات، وكذلك القرابة سواء من جهة الأم أو الأب وأبنائهم.

قال الإمام علي يوصي ولده الحسن بصلة الرحم: «أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير، فإنك بهم تصول وبهم تطول، وهم العدة عند الشدة، أكرم كريمهم وعد سقيمهم، وأشركهم في أمورك، ويسر عن معسرهم».

على الأسرة واجب تفعيل صلة الرحم وحث أبنائهم على هذه الفضيلة المهمة، أن لا تكون العلاقة بين القرابة مفككة وكأنهم غرباء، وهم يسكنون في مكان واحد أو منازل متقاربة، مما يحزن القلب، ويخالف للشريعة السمحاء.

عن الباقر : «صلة الأرحام تزكّي الأعمال، وتنمّي الأموال وتدفع البلوى».

فلتكن الأسرة والفرد في هذا الشهر الشريف العظيم المنزلة بأيامه المباركة مفعلا بعمل الخيرات، ومنها صلة الرحم لنيل جزيل الثواب وعظيم الأجر والقبول، وينعم الجميع ببركات هذه الأعمال الجليلة القدر بمرضاة الله تعالى ويمتعه بوافر من الصحة والسعادة في الحياة الدنيا، وفي الآخرة الفسيح من جناته وفضله ورحمته، في يوم لا ينفع مال ولا بنون، ببركة الصلاة على النبي محمد ﷺ.