قيادة السيارة بمهارة
• يحدث للكثير منا أن يتأخر على صديق أو تفوته رحلة بالطائرة فقط بسبب سوء تقديره للوقت المطلوب واعتقاده أن نصف ساعة من القيادة على الطريق كافية لإيصاله لهدفه، ليكتشف لاحقاً أن الطريق أطول ويحتاج لوقت أكثر، وإن كانت الأمثلة السابقة أموراً بسيطة، إلا أن سوء تقدير الوقت في أمور أخرى يعتبر مصيريّاً كمحاولة إسعاف شخص يحتضر، وإيصاله لأقرب مستشفى. حسن تقدير الإنسان للوقت الذي يحتاجه للوصول لهدفه وتنظيمه لنفسه ولوقته لكي يستفيد ويستمتع به لأقصى حد ممكن هو من أهم مهارات الحياة التي يجب إتقانها. تعلمنا القيادة إجادة تقدير الوقت اللازم للوصول لمكان ما أو لإنجاز مهمة ما، وإدارة ذلك الوقت بشكل فعال.
• عندما تقود السيارة، ستواجه تحديات مختلفة تتطلب التعلم والتطور المستمر الذي سيكسبك مهارات جديدة تجعلك أكثر تحكماً في مركبتك وتجعل طريقك أوضح وأسهل للوصول للمكان المنشود، يجب ألا تتوقف عن التعلم وأن تكون مستعدّاً لتطوير معلوماتك ومهاراتك باستمرار. السير على هذا النهج سيساعدك على النمو في كافة جوانب حياتك الأخرى.. أثناء القيادة، يجب على السائق أن يوجه كل تركيزه على الطريق ومركبته وفقط الطريق ومركبته، تقع الحوادث إذا انشغل السائق بأي شيء آخر كالأكل أو الهاتف. لذلك، فالقيادة تعلمك التركيز الكامل على المهمة التي في يدك إلى أن تنجزها. بإمكان ذلك التركيز أن ينتقل إلى حياتك فيصبح ذهنك حاضراً بالكامل في أي نشاط أو مهمة تقوم بها، مما يعزز حجم وجودة إنتاجك.
• الطريق ملك للجميع وله أنظمته وقوانينه التي يجب على الجميع احترامها والالتزام بها. ومن قوانينه التزام أقصى اليمين عند القيادة ببطء، أما للقيادة متوسطة السرعة فتكون في الوسط، وأخيراً، أقصى اليسار لأقصى سرعة مسموح بها، ويذكرنا ذلك بالمثل القائل «لكل مقام مقال»، نتعرض لظروف في حياتنا تتطلب منا التريث وعدم الاندفاع والتصرف بروية أو ظروف تقتضي السرعة في تحقيق بعض الأهداف. لذلك يجب أن نتعامل مع كل ظرف شخصي على حدة وتحديد السرعة المناسبة له بصرف النظر عن ظروف الآخرين من حولنا وسرعتهم، إضافة لضرورة معرفة الشخص للسرعة التي يكون هو فيها متحكماً بمركبته بالكامل ويستطيع قيادة حياته بكل اقتدار وثقة.
• الالتصاق بالمركبة التي أمامك أو التصاق المركبة التي خلفك بك وعدم ترك مسافة آمنة يشبه إلى حد كبير التحرش الجسدي وانتهاك المساحة الشخصية مما يسبب الكثير من الإرباك في الطريق وفي الحياة على حد سواء، وكما يجب على جميع رواد الطريق احترام المساحات الشخصية وترك مسافة آمنة بين بعضهم البعض، كذلك في الحياة، يجب على الأفراد، تحديد المساحات الشخصية لبعضهم بعضاً، احترامها، وترك مسافة آمنة خصوصاً بينهم وبين من لا يتفقون معهم.