آخر تحديث: 3 / 12 / 2024م - 8:27 م

الابتزاز

المهندس أمير الصالح *

مع تصاعد وتيرة أخبار إيذاء الفتيان والفتيات السذّج لأنفسهم؛ بسبب التنمر والابتزاز الإلكتروني من قبل زملائهم في المدرسة والعمل ظنّاً من الفتيان بأنّ الهروب من المواجهة هو الحلّ الأنجع، أصبح الحديث عن موضوع الابتزاز أمرًا مهمًا جدًا داخل وخارج البيوت والشارع ودور العبادة والعمل والمدارس والجامعات وأماكن العمل. ومن الأمانة الأدبية والتربوية الاجتماعية نشر الوعي بين صفوف الأجيال الصاعدة عن حقيقة الابتزاز وأساليبه وطرق تفادي الوقوع كضحية وطرق المعالجة لمن وقع في براثن شباك المبتزين. وأضحى على أولياء الأمور فتح قلوبهم وصدورهم وعقولهم لسماع أنين أبنائهم وشكواهم والسعي الجادّ للكشف عن حيثيات أيّ سلوك يعبر عن خوف أبنائهم أو انصياعهم لأيّ شخص يزاملهم في المدرسة أو العمل أو الحارة أو النادي. ولكون التنمر موضوعًا شائكًا، فسأسلط الضوء على جزئية الابتزاز المتصاعدة مع تصاعد نمو وتوفر التقنيات بين أيدي الذئاب البشرية. ولكون الابتزاز ينتج في الغالب الأعمّ عن سوء توظيف صورة «حقيقية / مختلقة» أو تعليق كتابي أو صوتي «حقيقي / مفتعل» من قبل شخص ما ضدّ الضحية بعنوان التهديد تارةً وتارةً بأخذ المال وتارةً بالاعتداء الجسدي وتارةً بالسخرة وتارةً بشراء مواقف أو فرض إخراس صوت.

وهنا لنا كقراء ومشاهدين لما دار ويدور حول العالم للأحداث نداءان:

1 - النداء الأول للوالدين والإخوان والعائلات:

كونوا نعم العون لتضميد جراح ابنكم / ابنتكم الذي / التي وقع / ت ضحية الابتزاز إن ابتزّه أحد ما. وإيمانًا بأنّ «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، كونوا نعم الناصح الأمين في تنبيه الأولاد والبنات والشباب من وجوب تجنب أصحاب السوء وأزقة الظلام وطرق إبليس وحفر الشيطان. كونوا لبؤة تدافع استبسالًا بكلّ قوة وحكمة في تجنيب الأبناء / البنات من الوقوع في أوحال الشياطين أو شراك أصحاب السوء أو الانزلاق في مواطن الشبهات وتجنب أماكن الرذيلة.

2 - النداء الثاني للفتيان والفتيات:

أقول لكلّ فتى وفتاة أنّه عندما يبتزّك أحد الخبثاء سواءً من الرجال أو النساء أو الزملاء، فكن / كوني واضحةً في إبلاغ أهلك أولاً بأول، وبادر / بادري بأخذ الخطوة الأولى من التعلق بطوق النجاة، وافضح / افضحي المبتزّ دون أيّ مداهنة أو خوف، وقول/ ي فلان فعل كذا وصور كذا وهدد بكذا لمن تستند/ ي عليه للدفاع عنك والثقة فيه بمعالجة الموضوع بشكل سريع وفعال وجريء وحاسم. لأنّ فاعل الابتزاز إذا لم يتمّ توقيفه فإنه حتماً سيستمرّ للأبد في أعمال الابتزاز، ويكثر عدد ضحاياه. فبادر أيّها الطالب / الطفل / المراهق / المراهقة / المبتعث / المبتعثة / الموظف / الموظفة بإخبار أهلك / إدارتك في العمل والمدرسة، وأخبر/ ي كلّ من له ضمير حيّ وقلب طاهر وتقوى ممن يعيشون حولك.

وإن شاء الله يتعافى كلّ شاب متهور من أيّ سوء تقدير لتبعات الابتزاز على نفسه وعلى من هم حوله. بحمد الله خصصت الجهات الرسمية أرقام هواتف لمعالجة أيّ بلاغ يخصّ الابتزاز. وحديثًا تمّ إطلاق حزمة من القوانين لحماية المبلغ عن أيّ جريمة بما فيها جرائم الابتزاز.

وختامًا نعيد ونقول أنّ البعض أساء استخدام أجهزة التواصل الذكية وحرم نفسه من تعلم أصول الأدب والأخلاق وحرم نفسه من صيانة النفس من انتهاك المحارم وإساءة الأدب. ونهمس في أذن الآباء ألا يتعجلوا في الانفعال وأن يكونوا حليمين وذوي أناة، وأن لا يتكلّ أحد من الوالدين على أنّ التلفاز والسوشل ميديا والإنترنت تحلّ محله في مضمار التربية والتوجيه وملء فراغ الأبناء.