ليلة النصف من شهر شعبان لها احترامها
شهر شعبان هو شهر رسول الله ﷺ، وفي ليلة النصف منه تسود الناس حالة من الفرح والسرور بذكرى مولد الإمام المهدي المنتظر ، والمعروفة بليلة الناصفة أو ليلة الكريكشون، وهي من الليالي المباركة والشريفة، وكذلك من الليالي الجميلة والممتعة على الجميع خصوصاً الأحبة الصغار.
تشع البلاد نوراً وجمالاً في ”ليلة الكريكشون“ من شهر شعبان، حيث يعم الفرح والسرور على وجوه الجميع صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً، وأبطالها الأطفال الذين يمرون بالفرجان مرددين بعض الكلمات المتوارثة والخاصة لتلك الليلة منها ”كريكشون ناصفة حلاوة“ وغيرها من الكلمات المتوارثة فتوزع الحلويات والمكسرات من على أبواب كل بيت احتفالاً بتلك الليلة المباركة.
تغص الأزقة والطرقات بالناس في ليلة الكريكشون فرحين مبتسمين مهنئين بعضهم بعضا بهذه المناسبة السعيدة التي توارثتها الأجيال، حيث تتزين الأطفال بلبس الملابس التراثية ويحملون معهم أكياساً يجمعون فيها الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت، فتزداد النفس شوقاً إلى ذلك الطقس الروحاني، فيأخذنا إلى عالم الطفولة والصبا الذي كنا فيه نحمل مثل تلك الأكياس مرددين كريكشون ناصفة حلاوة.
من العادات السيئة التي انتشرت في ليلة النصف من شهر شعبان عند البعض من الناس هي: الوقوف في الشوارع وعند الدوارات، فتحدث التجاوزات المقرفة من بعض الناس المتخلفين عن ثقافة الاحتفال بمناسبات أهل البيت ، فالتجمع في الشوارع والطرقات بهمجية وتخلف وارباك حركة المرور الذي عانى منه الكثير من الناس في ليلة يحترمها الجميع ”ليلة النصف من شعبان“ أمراً غير مقبول.
ليلة النصف من شعبان ليلة عظيمة يجب أن تكون مهذبة لنفوسنا وسلوكياتنا، لا أن تكون عند البعض ليلة فوضى وتخلف واعتداءات على الآخرين! فيطفئ جمالها المتهورون الذين يهددون حياة الناس بمختلف وسائل الإزعاج التي يستخدمونها في مثل هذه المناسبات، وبأفعالهم المقرفة تلك قد سلبوا الفرحة من على وجوه الجميع وبالخصوص الأحبة الصغار.
ختاماً: الآباء والأمهات المحترمون مدعوون إلى بذل المزيد من التوجيه والإرشاد التربوي للأبناء والبنات الأعزاء، بمراعاة الآداب العامة التي تتناسب مع مكانة هذه الليلة الشريفة، وأن لا يكون لهؤلاء الناس الذين يخرجون إلى الشوارع ويعتدون على الآخرين ويخربون أجواء الاحتفال بأفعالهم المقرفة التي لا يقبلها العقلاء مكاناً بينهم.