الماضي... الحاضر... المستقبل
بعض أصحاب فئة العمر 50 - 60+ من يعيش الماضي بكل تفاصيله ويهدر الاستمتاع بوقته الحالي ويغفل عن التخطيط الحكيم للمستقبل. والبعض الآخر من الناس يفكر بقلق في المستقبل ويهدر الاستمتاع بوقته الحالي ويغفل استنطاق العبر والدروس من الماضي لصنع أفضل من يومه.
الإنسان العملي والفعال والناجح من وجهة نظري هو الذي يستمتع بوقته الحالي وينافس نفسه بشكل مستمر ويخطط بحكمة وبصيرة للمستقبل ويوظف الدروس والعِبر المستفادة من الماضي لخلق إنجازات وتفادي أزمات وصنع نمو وتراكم خبرات. التندر على الماضي والقلق من المستقبل إهدار كامل للوقت دون أي جدوى في تصحيح الماضي ولا تحكم في إدارة المستقبل.
لعل البعض من المثابرين يشعرون بأنه من الأفضل لهم أن ينشغلوا وينغمسوا في أعمالهم اليومية بشكل إيجابي ومضني أفضل لهم من أن يتندرون على فرص فائتة في الماضي أو أن يقلقوا بشكل سلبي ومفرط ومستمر على أمور مستقبلية لم تقع بعد وقد لا تقع.
يمضي العمر عند البعض من الناس ولم يولي أحدهم أهمية كافية في طريقة تفكيره وإمضاء وقته وتجديد نمط حياته وكسر الملل والرتابة فيها والنمو في حياته. ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والبركة، من الأجدر لكل إنسان طموح أن يرحم نفسه أولًا ويركز على أهدافه السامية في الحياة ويسعى لتحقيق أفضل من كل يوم في حياته.
عندما يكتب الإنسان مقالًا أو كتابًا قد يفكر بعمق بأي لغة سيكتب وأي موضوع سيتناول وأي أسلوب سيستخدم وهل هو جديد في المحتوى الذي يقدمه وما هو العنوان الذي يشد به انتباه قراءه. هذا والأمر لا يتعدى كتابة عدة أسطر في ورقة أو عدة أوراق.
كيف والأمر كتابة أثر إنسان في حياة أبنائه وأسرته ومجتمعه ووطنه. حتما من الأجدر أن يفكر الإنسان ببصيرة وأناة في كيف يعيش يومه ويصنع غده ويستفيد من أمسه.
جيد أن يكون الإنسان حريصًا وجيدًا أن يكون متابعًا لما يدور من حوله وجميل أن يكون ملمًا بالتاريخ والأحداث التاريخية وحتما أنه من الجيد أن يوظف كل ذلك ليتقي شر الأشرار ويصاحب الأخيار ويبتعد عن أهل النظرة المظلمة ولا يظلله أصحاب الأقاويل الزائفة المضللة.
فعش كأنك تعيش أبدًا لبث روح الأمل من حولك وعش كأنك تموت غدًا لتكون شجرة عطاء لآخر دقيقة من عمرك.