لرفع معنويات الموظفين...
متقاعد إلا أنني ما زلت أُتابع أخبار سوق العمل حول العالم كما أنني أتابع مؤشرات سوق الأسهم/ العقار لعدة شركات / مناطق في عدة دول / مدن لفهم المتغيرات وتبسيط استنطاق المفردات واستقراء التوجه في أكثر من مكان وإرواء روح المعرفة لدي.
ومع تشعب الاطلاع والقراءة، أتوقف بين الحين والحين لأكتب بعض الأمور. وكان واجبا أخلاقيا من جهتي أن أمرر هذه الرسالة لكل العمال / الموظفين لرفع معنوياتهم وتكريس مفهوم حفظ الكرامة المالية لدى بعضهم وزرع الثقة لدى البعض الآخر وتهوين الصدمات على البعض منهم. والرسالة عبارة عن مجموعة نقاط مستوحاة من التجارب المتراكمة قد تسترعي انتباه الجميع أو البعض من الموظفين / العمال العاملين / أصحاب النفوذ / رؤساء الموارد البشرية في الشركات رأسمالية لا سيما الشركات العالمية الربحية.
النقاط التالية تكشف حقيقة العمل في الوظيفة في الشركات الربحية دون أي رتوش أو مكياج أو تنميق بالكلام:
1. في الشركات التي يغلب عليها طابع المحاباة والواسطات والتفضيلات هيئ نفسك كموظف عند إعلان الأداء السنوي بأن لا تنكسر همتك في كسب المزيد من الخبرة العملية وإتقان مهارات العمل.
ومع تراكم الخبرة لديك اجعل خيار الانتقال لمكان عمل أفضل خيار نصب عينيك وأقدم على ذلك بهدوء ورزانه ودون ضجيج لأنك تستحق المزيد من المال.
2. بعض الحوافز والجوائز للموظفين السنوية، التي يقتتل بعض الموظفين عليها، لا قيمة لها في أرض الواقع وهي ”وهم“. بعض الجوائز مصنوعة من الخشب أو الألومنيوم والزجاج المعاد تدويره ومكتوب اسم موظف ما. بمجرد نقش اسم شخص عليه، يصبح سعر اليافطة أقل من دولار! فقبل الدخول في أي معترك ادرس الجدوى والعائد للجهد بدقة وذكاء. يُنسب قول مشهور لأحد الأوربيون القدماء ومفاد كلامه: ”أكثر ما أدهشني في بعض الشركات هو أن بعض الرجال / بعض النساء يضحون بحياتهم وكرامتهم وشرفهم وقيمهم من أجل الأوسمة“.
3. ميز: بين اصدقاء العمل وزملاء العمل. بالمجمل تذكر انه ليس لديك أصدقاء في بيئة العمل. نعم قد يكون لديك زملاء عمل ودودون. وتذكر: إذا غرقت في العمل، فسوف يهز زملائك أكتافهم ويشاهدونك تغرق ولن يرمون لك حبل طوق النجاة! ومن يمد يد العون استنقاذا لك ببسالة وبحق فحينذاك راجع تصنيفك لذاك الشخص. واعتبره يومذاك صديقك وليس زميلك.
4. احذف قناعة قولك لنفسك ”أنه لا غنى عنك“ في مكان عملك. إن القول بأن الشركة ستحتاج إلى تعيين 4 أشخاص ليحلوا محلك ليس أمرًا واقعيا. وإن كان حدث واقعا واستعاضوا بدلك بـ 4 أشخاص لأداء ذات المهام، فهذا يعني أنك تتقاضى أجرًا زهيدًا طوال الفترة الماضية أو أرادوا التخلص منك لكونك تشكل خطراً لتمكنك من عملك بكل تفاصيله!
وفي ذات الوقت تذكر أن المقبرة مليئة بأشخاص كانوا يعتقدون بانه ”لا غنى عنهم“! فالله الله بصحتك وأبنائك وأسرتك ومجتمعك.
5. في كثير من بيئات العمل بالشركات لا سيما الكبرى، يحافظ الرؤساء وأصحاب النفوذ على الموظفين الذين يعرفونهم ويحبونهم ويروجون لهم. أي أن الولاء أهم من التمييز في الأداء من منظور أولئك في تلك البيئة / الشركة. فالعمل الجاد منك ليس هو الهدف لديهم وإن قالوا وتكلموا. لأن بعض رؤساء الشركات يعتمدون على مقاول الاستشارات لأداء الأعمال وتنفيذ المهمات الجادة. وتذكر إذا كانت الشركة شركة مساهمة وسمح المساهمون بذلك بعد إيصال الصوت لهم وسماعهم عن المعاملات التفضيلية والمحاباة favouritism, فإن الإدارة التنفيذية التي تعرفك في تلك الشركة وتحبك ستمنحك كل ما تريده وأكثر!! وحينذاك لا عزاء لمن لم يفهم قوانين اللعبة في تلكم الشركة التي!!
6. تذكر الشركات تعمل ميزانيات وبنود مصروفات وأنه تم تحديد الزيادات الخاص بكل الموظفين من قبل لجنة الميزانية قبل مدة من الزمن. أنت كموظف تحصل على الأجر الذي يريد أصحاب الشركة أن يصرفوه لك بالضبط لا أكثر ولكن يمكن أن يكون أقل. والاستثناء من ذلك ما ذكرناه في الفقرة الخامسة أعلاه.
7. المسميات الوظيفية في بعض الشركات لا تهم لأنها منزوعة الدسم ومجردة من القوة والنفوذ وخالية من جداول النفوذ وسقف القرارات. فتم إنشاء الألقاب في بعض الشركات لتجعل الموظف أكثر ولاء للشركة وتشعره بالرضا تجاه حلب جل وقته الثمين وحرق زهرة حياته وذكاءه ومهاراته مقابل أوهام أو شبه أوهام وبثمن بخس. قال أحد الأوربيين القدامى: امنح الأشخاص لقبًا فاخرًا وسيعملون لفترة أطول وبجهد أكبر دون أي أجر إضافي! وتذكر في عالم المال والأعمال والشركات الربحية العناوين الوحيدة المهمة هي ”المساهم“ و”المالك“ فقط.
8. إذا شعرت بالحزن الشديد جدا حد الاكتئاب بسبب فقدان وظيفتك، فقد فقدت نفسك. لقد محى عملك في تلكم الشركة هويتك الإنسانية. لم ولن تكن وظيفتك هي عائلتك. استهدي بالله وتذكر أن الله خير الرازقين وأن الله طالبك بالسعي الجاد لطلب الرزق في كامل الأرض ولم يحصر الرزق في شركة محددة أو مكان محدد.
وقال كاتب عربي من الشرق الاوسط، إذا كنت ”لا تعرف ماذا تفعل بعد التقاعد“، فقد سمحت لشركة هلامية الهوية أن تحدد جدول أعمالك لفترة طويلة من الزمن حتى أنك لم تعد تتذكر من أنت وماذا تريد من الحياة وماهي اهدافك فيها.
9. شخصيًا انصح وبشدة أن يتعلم كل منا فنون البيع والتسويق. المؤسف أن الأغلب من الناس، لم يدرس هذه الفنون في المدرسة ولم يعلم الآباء أبناءهم بها لأن أغلب الآباء موظفين. ففقد الأغلب مهارات أساسية في طلب الرزق. عاجلًا أم آجلًا، كل موظف أراد أن ينقل خدماته أو عاطل أراد يسوق لنفسه إلى بيع صاحب العمل بالقيمة مقابل ساعات الخدمة التي تجلبها كموظف.
10. عالم اليوم هو عالم الشركات الرأسمالية والرأسمالية تعطي الأولوية للمساهمين والملاك على الموظفين. ففهم ذلك الأمر بعقلانية وبصيرة موفر للجهد والمال والوقت.
وقد يكون الأغلب من العمال والموظفين لم يتعلموا أو يسمعوا بتلكم النقاط من آباءهم أو أهلهم أو مدرستهم أو جامعتهم. في الحياة العملية تتطلب من الجميع التجرد من التعاطف الانحيازي التفضيلي لانتقاء ما يسمع ويرى ويصدق وتتطلب أيضا الوقوف على مستجدات أرض الواقع. فنحن لم نعش حياة المدينة الفاضلة.