دراسة تتناول تبعات تفضيل المعلومات أو تجنبها فيما يتعلق باتخاذ القرارت
8 ديسمبر 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 07 لسنة 2024
Michigan Ross Professor Yesim Orhun Explores Information Preference and Avoidance in New Research
December 8,2023
في بحثها الذي نشر مؤخرًا، استكشفت يسيم أورهون Yesim Orhun، الأستاذ المساعد في التسويق، أفكارًا فريدة عن المعلومات التي عادة ً ما يبحث عنها الناس عند اتخاذ قرارات مهمة وكيف ينبغي لصناع السياسات «المشرعين» والأطباء وقادة الأعمال «الشركات» تبليغ الآخرين معلومات «أخبارًا» مثيرة للقلق..
نُشرت مؤخرًا ورقة علمية [1] في مجلة American Economic Review، وقد شاركت في تأليفها أورهون واثنين من المتعاونين معها - يوسفكان ماساتيلوغلو Yusufcan Masatiloglu من جامعة ميريلاند وكولين ريموند Collin Raymond من جامعة كورنيل.
توسع الدراسة التي قادتها أورهون الأبحاث التمهيدية التي وثقت تجنب المعلومات [تجنب المعلومات information avoidance تعني تجنبها وذلك بسبب خشية المرء من أن هذه المعلومات قد تهدد أفكاره أو اقتناعاته. وقد يتحقق ذلك بنحو مباشر وذلك بالطلب من الآخر عدم إخباره بشيء، أو بنحو غير مباشر وذلك عدم السؤال الشخص عن معلومات من شأنه أن يخبر بها إياه [2] ].. وقد أثبتت دراسات سابقة أن الناس يتجنبون الحصول على معلومات في بعض السياقات، حتى عندما تكون هذه المعلومات مفيدة لاتخاذ قرارات أفضل. ظاهرة تجنب الحصول على معلومات تظهر عمومًا في المواقف والحالات المثيرة للقلق حيث يمكن أن تكون هذه المعلومات جيدة أو سيئة. على سبيل المثال، عند اتخاذ قرار بإجراء فحص طبي يحدد ما إذا كان الشخص سيصاب بمرض موهن للبدن في مرحلة شيخوخته قد يؤدي به إلى عدم القدرة على القيام بأنشطته المعتادة. ولحماية أنفسهم من التعرض لنوبات عاطفية ناجمة عن سماع / تلقي أخبار سيئة، قد يختار الناس أن يبقوا دون علم من أن يسمعوا / يتلقوا أخبارًا سيئة. قامت أورهون والمتعاونون معها باختبار الآثار المترتبة على هذه النظريات مع التركيز على أنواع المعلومات التي يحبذها الناس.
أجرى الفريق تجارب على ما يفضل الناس أن يعرفوه من معلومات تتعلق بالفحوص الطبية [3] واختبار الذكاء [4] واليانصيب. أولاً، قاموا باختبار نوع جديد من التفضيلات، وهو تفضيل التجانف [5 - 7] [المترجم: التجانفَ لـ الشيء الميل إليه أو تفضيله، بعكس التجانف عن الشيء أو غير المتجانف للشيء، ومنه "غير متجانف لإثم]. تقدم مصادر المعلومات المتجانفة إيجابيًا [8] عادة أخبارًا سيئة ولكنها بدقة منخفضة. عندما تقدم هذه المصادر أخبارًا جيدة، وهو ما يحدث بشكل غير معتاد، يمكن الاعتماد على كونها دقيقة بشكل عام. تقدم مصادر المعلومات المتجانفة سلبيًا أخبارًا جيدة عادةً ولكن بدقة منخفضة، وعندما تقدم أخبارًا سيئة، فإنها تكون بدرجة يقين عالية. وأظهرت النتائج التي توصلوا إليها أنه عندما يُتاح لهم الاختيار، فإن الغالبية الساحقة من الناس تفضل مصادر المعلومات المتجانفة إيجابيًا وغالباً ما يتجنبون مصادر المعلومات المتجانفة سلبياً.
الانتشار المتجانف إيجابيًا positively skewed distribution «أو المنحرف نحو اليمين» هو نوع من الانتشار تتكتل فيه معظم القيم حول الذيل الأيسر لمنحنى الانتشار distribution curve بينما يكون الذيل الأيمن للمنحنى أطول [8] .
”عندما بدأنا هذا المشروع، توقعتُ أن غالبية الناس تفضل مصادر المعلومات المتجانفة سلبيًا على المصادر المتجانفة إيجابيًا لأنني نفسي أفضلها، كما قالت أورهون. لا أرغب في رفع سقف آمنياتي حتى لا أشعر بخيبة أمل من الواقع لاحقاً. في الواقع، كانت الكثير من المناقشات الأولى حول هذا المشروع تتعلق بالفحوصات الطبية التي كنتُ على استعداد لتحملها كأم حامل وعدم قدرتي على فهم سبب عدم مشاركة زوجي لي في هذا التفضيل. وقالت أورهون:“ لكن البيانات «المعلومات» قد حسمت الجدل بيني وبينه، وبينت أنني من الأقلية التي تفضل مصادر المعلومات المتجانفة إيجبيًا"
ثم ركز الفريق على الذين رفضوا الحصول على المعلومات الدقيقة التي تنبأت بدقة بالمخرجات. ووجدوا أن بعض الذين تجنبوا المعلومات وافقوا على تلقي معلومات متجانفة إيجابيًا. ”إن أهم فكرة توصلنا إليها من دراستنا هي أن المعلومات الأكثر دقة لا تعني دائمًا اتخاذ قرارات أكثر استنارة اعتمدت على مراكمة المعلومات اللازمة.“ يتحكم الناس في مشاعرهم فيما يتعلق بالأحداث المستقبلية المثيرة للقلق وذلك باختيار نوع القناعات التي يرغبون بالتمسك بها، والتي يمكن إدارتها جزئيًا من خلال مصادر المعلومات التي يرغبون في تلقيها أو سماعها، " كما قالت أورهون.
وعن اتجاهات البحث المستقبلي، قالت أورهون: "النتائج التي توصلنا إليها أثارت سؤالين أساسيين بالنسبة لي. أولاً، هل سيختار الناس مصادر مختلفة للمعلومات إذا كانت لديهم آليات أفضل للتعامل مع التأثير العاطفي للواقع [9] ، مثل الحصول على المزيد من الدعم الاجتماعي [10] ؟ ثانياً، كيف ينبغي لنا أن نفكر في تبعات المعلومات المترتبة على الخدمات الاجتماعية؟ نحن نهتم بالعافية العاطفية emotional well-being [وهي القدرة على التعامل بنجاح مع ضغوطات الحياة والتكيف مع التغيير والأزمات، بحسب التعريف] والعافية البدنية physical well-being [ما تتطلبه صحة البدن من النشاط والتغذية المتوازنة والنوم الكافي وتجنب الضرر، بحسب التعريف] والعافية الاقتصادية economic well-being [وهي تلبية الحاجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة والحصول على دخل وأصول مستدامة حتى يتمكن المرء من الازدهار، بحسب التعريف]. المعلومات بشكل عام تؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل. هل يجب أن نفرض المعلومات الضرورية على الناس لو رغبوا في تجنبها؟ أعتقد أن هذا هو السبب الذي تُعتبر فيه معرفة أن المعلومات المتجانفة إيجابيًا التي قد تزيد من استيعاب المعلومات أمرًا مفيدًا جدًا.
