المولى الحاج.. أبا توراة
هكذا كنت أناديه كلما نلتقي في مكان ما، يصعب على المرء استيعاب رحيل هذا الإنسان الطاهر صاحب القلب النقي الذي لا يعرف إلا الإحسان والمعاملة بالمعروف. الحاج علي الصفار أبو توراة رحل عن دنيانا يوم الثلاثاء 1445/7/25 الذي خلف ألما وحزنا كبيرا في قلوب محبيه، وفاقديه عليه الرحمة والمغفرة والرضوان.
تجمعنا مع الراحل ذكريات كثيرة سوف نتذكرها بين الحين والحين الآخر لعلنا نواسي ألم الفراق الصعب ومرارة الفقد. من الذكريات الجميلة التي أتذكرها بيني وبين الراحل أبي توراة بدايات الفيسبوك هنا في هذا المكان بالتحديد جاءني طلب صداقة من حساب «سلام عليكم» باللغة الإنجليزية، وبما أن لغتي الإنجليزية قوية قرأت اسم الحساب «سلام العلقم» وهو بين الفينة والأخرى يتحدث معي في الخاص، ويسأل عن الحال وأنا كل تلك الفترة أعتقد أن اسم الحساب سلام العلقم كيف قرأت الاسم هكذا لا أعلم، وبعد فترة من الزمن رأيته في مكان، وقال لي هل تعرف شخصا اسمه «سلام عليكم» في الفيسبوك، قلت له لا… فرد قائلا حدثتك قبل فترة في الخاص ضحكت عندما علمت أن حساب «سلام العلقم» هو حساب الأستاذ علي الصفار وتحت اسم «سلام عليكم». هذه الذكرى من الذكريات البسيطة جدا التي تجمعنا مع الراحل عليه الرحمة، وهناك الكثير من الذكريات التي لا يسع المقام لذكرها.
هذه القصة في الجانب الشخصي بيني وبين الحاج أبي توراة، لكن هناك جانباً يميز هذا الرجل وبسبب ذلك نال محبة الناس واحترامهم وحزنهم عليه عندما داهمه الموت، الجانب الأخلاقي الذي قل نظيره في زماننا هذا، كان الأستاذ علي الصفار يمتاز بأخلاقه العالية وتواضعه وسمو روحه. هذه الأخلاق لم تكن مرتبطة بالتنظير والكلام وحسب، بل انعكست على أبي توراة في السلوك العملي كان مدرسة أخلاقية تمشي على الأرض، وهذا ما نفتقده في كثير من الأحيان في مجتمعاتنا حيث تجد البعض يحرص على مظاهر التدين حيث لا يترك المستحبات فضلا عن الواجبات، وهذا شيء حسن، لكن تجده أبعد ما يكون في تعاملاته وسلوكه مع الناس عن الأخلاق، وغاية تلك المظاهر هي السمو والارتقاء الأخلاقي.
نعم الراحل الأستاذ علي الصفار كان يتحلى بهذه الأخلاق العالية التي شملت الجميع من دون استثناء، ولهذا أحبه الجميع، وحزن عليه الجميع، وعلى الحاج أبي توراة يحق كل ذلك فهنيئا له حيا وميتا.
العزيز أبا توراة عليك مني سلام الله ورحمك الله وغفر لك وأسكنك مع من تحب محمد وآله الطاهرين.