جِسْرُ الْأَسَىْ
جِسْرُ الْأَسَىْ
لِمُوسَىْ تَسِيْلُ الدُّمُوْعُ غَزِيْرَا
وَتَجْرِيْ لَهَا مِنْ شُجُوْنٍ هَدِيْرَا
فَكَمْ زَادَ فِيْهِ جِرَاحٌ تَدَاعَتْ
بِمَا قَدْ رَآهُ وَبَاتَ أَسِيْرَا
هُوَ الْخَيْرُ كَمْ شَادَ مِنْهُ بِطُوْلٍ
وَفَاضَ بِعِلْمٍ بَنَاهُ قَدِيْرَا
تَأَلَّقْ بأُفْقِ الْهُدَىْ مَا عَلَاكَ
وَزِدْ مِنْ رِوَاءٍ تَجِدْهُ جَدِيْرَا
فَإِنْ بَانَ مِنْهُ ضِيَاءٌ تَزَاهَىْ
فَقَدْ كَانَ فِيْهِ بِكُفْءٍ ظَهِيْرَا
أَيَا مَنْ تَطُوْقُ لِبَحْرِ هَوَاهُ
فَإِنْ زِدْتَ فِيْهِ تَنَالُ كَثِيْرَا
بِجِسْرِ الْأَسَىْ قَدْ لَقَتْهُ جُمُوْعٌ
وَكَانَ لَهَا فِيْ لِقَاءٍ مُثِيْرَا
عَلَىْ جِسْرِ بَغْدَادَ صَارَ نِوَاحًا
وَحَاطَتْ جُنُوْدٌ وَكَانَتْ غَفِيْرَا
بَكَتْكَ الْهَوَاشِمُ يَا شِبْلَ طَهَ
فَقَدْ كُنْتَ بَدْرًا بِلَيْلٍ مُنِيْرَا
فَيَا مَنْ تَلُوْذُ بِرُكْنٍ حَوَاهُ
سَتَلْقَىْ عَطَايَا وَزَادًا وَفِيْرَا
وَيَا كَاظِمَ الْغَيْظ يَا غُصْنَ طَهَ
لَقَيْتَ بِمَكْنٍ فَكُنْتَ بَصِيْرَا
تَمُرُّ عَلَيْنَا بِذِكْرَىْ الْمَآسِيْ
بِفَقْدٍ لِجَدٍّ بَكَاهُ زَفِيْرَا
وَكَمْ كَانَ فِيْهَا بِلَهْفٍ يَحِنُّ
خَفَاهُ الْمَمَاتُ بِحُزْنٍ حَسِيْرَا
فَحَنَّ عَلَيْهِ إِمَامٌ بِطِيْبٍ
هَنَاهُ بِأُنْسٍ فَنَامَ قَرِيْرَا