قيادة مركبة أم حياة؟
- أتذكر نكتة قديمة حين سئل أحد السائقين: ما الذي جعلك تصطدم بالشجرة؟ فأجاب: أنا للمقود أو لناقل الحركة أو للبنزين أو للفرامل.. تلخبطت!
- بعد أن مارست القيادة لفترة من الزمن وجدت أن قيادة السيارة، تلك المركبة الصغيرة، هو نشاط يتطلب تعلم الكثير من الدروس المهمة واكتساب الكثير من المهارات التي يمكن لتعلمها أن يعزز مهارات الإنسان لقيادة المركبة الأكبر، حياته، بشكل أفضل.
- نواجه في الطريق الكثير من المواقف أو الأشخاص الذين بإمكانهم أن يجعلونا نفقد أعصابنا مما يعد أمرًا خطيراً خصوصاً عندما نكون خلف المقود، لذلك يتحتم على السائق تعلم كيفية التحكم في مشاعره وانفعالاته والسيطرة عليها. يساعدنا الهدوء في مواجهة الضغوط على اتخاذ قرارات منطقية ومناسبة وتعتبر تلك المهارة مهمة جدّاً ليس في القيادة فقط، إنما في حياتنا اليومية. يحصل أحياناً أن نتعرض في الطريق لأحوال جوية سيئة أو طرق وعرة، أو أن نرى أنفسنا عالقين في زحمة مرورية تبدو أنها أبدية أو نحتاج للقيادة مسافات طويلة، مما يحتاج للكثير من الهدوء والصبر والتحمل.
- كما هي الحياة أيضاً، فالإنسان يحتاج لاكتساب تلك الصفات المهمة التي تنعكس فوائدها على الحياة الشخصية والمهنية. من الأمور التي دائماً ما تسبب حوادث مرورية هو قرار السائق بتحويل المسار في الوقت الضيق، لذلك من المهم في القيادة التخطيط المسبق للمشوار والتنظيم، ثم الالتزام والانضباط، كما هو الحال في الحياة، يجب على الإنسان التخطيط المسبق، وضع الأهداف، وتنظيم حياته وتصرفاته، ثم الالتزام والانضباط لتحقيق تلك الأهداف.
- من الضروري الحذر والوعي في القيادة ومراقبة البيئة المحيطة بنا وتوقع المخاطر المفاجئة كمطب أو حفرة تواجهنا أو طفل يقطع الشارع فجأة مما يستدعي اتخاذ القرار وتنفيذه في ثوان. أيضاً يحدث في مشوار حياتنا أن نصادف مواقف مفاجئة لم نحسب لها حساباً تحيد بنا عن خططنا مما يتطلب سرعة اتخاذ القرار وتنفيذه. ولذلك يتحتم علينا مراقبة التغيرات الطارئة للظروف المحيطة بنا باستمرار. لتفادي العواقب الوخيمة، يجب على السائق الامتثال لقوانين المرور وأنظمته واحترامها. وللحياة شرائع إلهية وأنظمة وقوانين اجتماعية وأخلاقية أيضاً والتي من الضروري الالتزام بها واحترامها والتمسك بها، حتى لو حاول البعض إيهامنا بأن الصح هو مخالفة تلك الشرائع أو القوانين.
- على الرغم من وجود أنظمة وقوانين، نصادف حالات لا تكون الأولوية فيها حاسمة، كتقاطع طريقين رئيسين بدون إشارة ضوئية، وفي مثل تلك الحالات يتحتم على السائقين التعاون والتنازل لبعضهم بعضاً حتى لا يزدحم الشارع ويتعطل الجميع. - كما هو الحال في الحياة، فالتعاون والتنازل بين زملاء العمل أو الأزواج أو أفراد الأسرة يكون ضرورة حتمية جدّاً لتستمر الحياة.
كما هو الحال في الحياة، يجب على الإنسان التخطيط المسبق، وضع الأهداف، وتنظيم حياته وتصرفاته، ثم الالتزام والانضباط لتحقيق تلك الأهداف