المدير المستعجل
- في يوم ما.. وفي الطريق إلى مطار الملك فهد الدولي، وبينما كان ماجد المهندس يشدو بصوته العذب كنت أردد عبارة، الطريق الخالي لي وكل هذه المسارات لي مع الاعتذار لدرويش، كنت اسير بأقصي سرعه مسموحا بها في ذلك الطريق، وإذا بسيارة تعبر بسرعة جنونية حتى ظننت أنني وصلت لمهبط الطائرات لا قدر الله!
- لم يكن هناك إلا تفسير وحيد أن يكون هذا الشخص لديه حالة طارئة أو أن يكون شخص رفيع المستوى
أو انه شخصية مهمة وكبيرًا جدًا وهناك من ينتظره لبدأ الاجتماع الطارئ ولأجل ذلك كل هذه العجلة.
- دعونا نتساءل هنا.. كم صدفة جمعتكم بهولاء المستعجلين؟ مرة في الخروج من طريق جانبي واخرى في الدخول إلى منعطف ومرحة عند انتظار الإشارة الضوئية!
- وفي ذات السياق كانت ابنتي الجميلة تختلق الاعتذار لمثل هؤلاء المستعجلين بقولها «يبدو انه لديه امراً ضرورياً «وكنت في كل مرة اجيبها بابتسامة لنفرض جدلاً؟ فهل يجب عليه مخالفة كل القوانين لكي يصل إلى اجتماعه!!
لا يتوقف الامر عند هذا الحد، فحين يحضر في العيادة فيستأنف المرضى أنا مريض ومستعجل ويطلب تقديمه على المرضى الآخرين، فيجيبه مريض آخر بكل استنكار.. هل تعتقد اننا اتينا لمشاهدة مباراة كرة قدم؟ جميعنا.. مرضى هنا! وهذا الحدث يمتد ويمتد إلى كثير من الامور الحياتية اليومية.
- يقول الاديب جورج برناردشو إن ماهية الإنسان تعتمد على شخصيته لكن ما يفعله يعتمد على ظرفه وذلك ليؤكد من خلالها صحة مفهومه للشر كسلوك، ويستهدف الاذى بالاخرين بانه يخضع لسياق سلوكي وليس لجوهر ذاتي.
- اذن نستدرك من السابق أن سلوك الانسان في جميع مستوياته والحكم عليه بصلاحه أو فساده يخضع للسياق الظرفي الذي يمارس فيه هذا السلوك.
- أخيرا:
يقول الفيلسوف الفرنسي موتيسكو:
- ليست الحرية القيام بكل ما يريده الإنسان بل القيام بما تسمح به القوانين، القانون لا يعارض الحرية بل ينظمها.
ومضة:
السرعة تقتل روعة الحياة واجمل اللقطات هي تلك التي تُعاد ببطء كهدف كريستيانو رونالدو في مرمى ارسنال.