أثبتت التجارب
التجارب أما تخاض شخصيا أو تقرأ بعين البصيرة لأحداث وقعت على أشخاص / أقوام / دول / اقتصاديات الغير، وتستنطق منها العبر وتبنى على ضوئها قرارات.
في مجموعة أقوال وردت على لسان الإمام علي بن أبي طالب ودونت في كتاب رأس الحكمة:
”حفظ التجارب رأس العقل“ - التجربة والعقل - الإمام علي : العقل غريزة تزيد بالعلم والتجارب.
- عنه : العقل حفظ التجارب.
- عنه : حفظ التجارب رأس العقل.
- عنه : لولا التجارب عميت
المذاهب، وفي التجارب علم مستأنف
- عنه : العاقل من وعظته التجارب
- عنه : التجارب لا تنقضي، والعاقل منها في زيادة.
ولأن التجارب علم والتجارب رأس العقل والتجارب علم مستأنف والتجارب لا تنقضي. إلا أن استنطاق العبر والاستفادة منها دروس ونعمة والعقلاء منها في زيادة ونهم. إلا أنه وكما ورد على لسان الإمام علي : ما أكثر العبر وأقل المعتبرين.
في كل حقل إنساني أو علمي أو اجتماعي أو اتصال بشري أو اقتصادي أو تجاري أو أدبي أو … أو…. مجموعة تجارب تستحق الوقوف عليها وتدبرها والارتواء منها وتطبيقها. أسرد بين أيديكم جملة منها مثبتة بعين الحقيقة والواقع من منظوري الشخصي ولكل شخص حق التمحيص:
- لا يمكنك أن تنتصر لوحدك في عالم مليء بالوحوش البشرية أو مليء بأهل الغدر والجشع أو عصابات المافيا والإقطاعيين أو مليء بأهل الغدر والتنطع، فالعاقل يكون مع الصالحين الصادقين الأوفياء وأهل الشهامة في هذه الأرض وإن قل عددهم، وبعدت أوطانهم وتعددت مللهم ونحلهم. فرب صديق صدوق صادق الوفاء وموفي بالعهود يحل منزلة الأخ وهو ليس بقريب لك. فالله الله في التكاتف والتعاضد.
- لا تصغي إلى أهل الشعارات الفضفاضة والمدغدغة لأحلامك الوردية ولا تتولاهم. فشعارات مطاطة وبراقة مثل الحرية والإنسانية والدفاع عن الحقوق والمساواة، قد يرفعها الشخص الفاجر كما يرفعها الشخص الطاهر. البعض ممن أيديهم ملطخة بالدماء على مر عقود متتالية إعطاء ثقتك له إهانة لوجدانك وعقلك. أثبتت التجارب أن بعض الأحزاب في بعض دول العالم الأول يقصدون بتلكم الشعارات الرنانة من حرية تعبير وصيانة حقوق، يقصدون أنفسهم وذوي الحظوة من رعاياهم، ومن يقوم بخدمتهم، وليس كل إنسان هو المقصود بها. فالعاقل المحترم لنفسه لا يجعل من نفسه أضحوكة بيد غيره. والسذج من الناس ينخدعون بالكلام المنمق والرخيص، وأهل البصيرة يستنطقون العبر ويستقرؤون المقاصد. فكن من أهل البصيرة والتبصر.
- إن صاحب القيم يُكيف حياته طبقا لقيمه وأن منعدم القيم يكيف قيمه ويقلمها مع متطلبات أطماعه. ومن يطمع بأن يستحصل منهم بغض بقايا طعامهم فإنه يبيع آخرته بدنيا غيره.
- إن عقد المقارنات بين ما أنجز الإنسان بنفسه مع إنجاز من يتفوقون عليه قد ينكد العيش، وينقص المعيشة ويفسد الطموح ويقتل الهمة. وعقد المقارنات بين الإنجاز الذاتي مع إنجاز من هم أقل حظا منه، قد يخلق حالات من الغرور، ويبعث العُجب بالنفس. والأفضل هو عقد مقارنة بين يوم أمسك بيومك لتكون في زيادة وتلافي خسران وتعزيز نمو.
- لاحظنا مصاديق عدة خلال أيام حياتنا لمقولة منسوبة للإمام الحسين مفادها أن الدين والقيم والمبادئ العليا لعق بالسنة البعض من الناس ما دارت معايشهم، وإذا محصوا بالبلاء والفتن، تنصل أولئك عن الأقنعة وانكشفت حقيقتهم.
- إن حب الصدارة والزعامة في أي مجتمع عند البعض ممن ليس لديهم علم إدارة واحتراف دراية وشجاعة وفراسة يجلب الكوارث لمجتمعاتهم، ويشتت الشمل ويئد الجمع وينشر الظلم. فالأفضل الابتعاد عن أولئك الأنواع من البشر لأن «هم» أداءه من سيئ إلى الأسود.
- وجود كل منا في الدنيا تُسجل عبر اتخاذ مواقف شجاعة وحكيمة وفعالة يسجلها الصادقون ويقلبها آخرون وعبر الأزمان في صفحات الذاكرة والتاريخ الصحيح لتلهمهم لأعمال البر والتقوى والفلاح.
- لا يغرك كثرة الناس من حولك فإن الخطب الجلل إذا وقع تكشف لكل شخص حقائق الأمور، فتأمل بعين غير منحازة وضع النقاط على الحروف دون مجاملة.
- كل شخص مثابر واجه بعض الفشل وبعض الإخفاق قبل أن يصل لصقل مواهبه وبلوغ قمة نجاحه.
- التحديات والعراقيل جزء من الرحلة للمجد، وتزداد ضراوة التحديات بسمو الأهداف. بعض العراقيل مفتعلة وبعضها طارئة وبعضها من صنع أهل الشر وأهل الاحتكار وأهل الحقد. تدارس الأمور مبكرا وتنفيذ الحلول يمنع توغل أهل السوء في إساءاتهم.
- الاستغناء عن البعض يجعلك ندا لهم والاحتياج للبعض يجعلك أسير جميل معروفهم لك والإحسان للبعض يجعلك أميرا في نظرهم. وهذا يطابق أحد حِكم الإمام علي . إلا أن الفارق في أن أي زمان تسوده ثقافة المصالح الشخصية، وتشيع فيه ثقافة نكران الجميل وحب الشهوات تتساقط كل تلكم الأعراف. فلا ترى من أحسنت إليه ممتنا لك بمعروف وإن قرب نسبه منك، إلا ما رحم ربي. ولا ترى من تتفادى اللجوء لطلب المساعدة أو الحاجة منه ندا لك في التعامل. فالشعار لدى البعض بعد أن أمده الله برصيد عال في البنك وشبكة علاقات متنفذة هو أنه ”شيكاته سلاحه“ كما قاد الممثل المحبوب والمغفور له بإذن الله، عبد الحسين عبد الرضا، في مسرحيته الشهيرة ”باي باي لندن“.
- الأصدقاء الأوفياء الناجحون في حياتهم يتعلمون دروسا قيمة في النمو، ويشاركونها من حولهم من الأشخاص الجادين. والمخادعون ممن ينتحلون كل يوم ثوب من ثياب الزور والنفاق لا يتورعون في نصب أشراك الحيل لاستنزاف موارد من حولهم، حتى لو كانوا من ذوي القربى من أهلهم.
- المثابرة والصبر تؤدي إلى النجاح النهائي. وإن طال المسير وقل النصير فالله مع الصادقين قولا وفعلا.
- ينقطع الوصال بمن هو شخص من العالم افتراضي في عالم السوشل ميديا بانقطاع خدمة الإنترنت، ويستمر الوصال بمن هو شخص واقعي قبل وبعد وأثناء انقطاع الإنترنت. فكن موجودا مع عالم الواقع وقلل وجودك في عالم الافتراض. واعلم أنه كلما طالت فترة الانقطاع عن العالم ييبس المشاعر.
- من ينافق الجميع لن يبقى معه إلا الصعاليك. ومن يدعي صداقة كل أحد، لا يثق به أحد.
أطال الله في أعمار أهل الحق، وأعز الله أهل الجود والأخلاق المحمودة، وحفظ الله أهل الوفاء والصدق. فلكل مبادر لفعل الحسنات نصيب ولكل مفعل لتجسير الخير نصيب. فما أثبتت التجارب لك يا أيها القارئ الموقر.