آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

عقيلة الطالبيين مدرسة لنسائنا الفاضلات

جمال حسن المطوع

لقد أرست عقيلة الطالبيين السيدة زينب أروع وأرقى مراتب الصبر والإيمان والاحتساب حينما قامت بواجبها الديني والأخلاقي والإنساني، كانت عضوا فاعلا ورئيسيا في التعامل مع الأحداث التي خلفتها معركة كربلاء المصيرية من تبعات وتداعيات على البيت العلوي.

فقد قامت ليلة العاشر من محرم يوم الوغى والنزال تتقصى عن كثب ما يدور من مجريات في صراع الحق ضد الباطل، فتشرف إشرافا مباشرا في معالجة الآثار المترتبة من نتائج هذه الواقعة، والتي أدت إلى استشهاد الإمام الحسين وأصحابه ، فظلت الحوراء تتابع الوضع المأساوي مع الإمام زين العابدين فيما يجب فعله للحفاظ على البقية الباقية من حرم الحسين وأطفاله الذين عاشوا الرعب والخوف والتشتت من الجيش الأموي الذي بادر بحرق الخيام وتمزيقها والنيل من ساكنيها وترويعهم والتنكيل بهم، فجاءت الهمة الزينبية وقامت بحمايتهم ورعايتهم، وأصبحت حصنا حصينا لهم تداويهم وتداريهم، وتهدأ روعهم وتدخل عليهم الأمن والأمان؛ مما تخوفوا وفزعوا منه.

ونحن في ذكرى وفاتها نجدد العهد في السير على سيرتها العطرة وإبراز دورها الريادي والمميز، فهي كانت تكافح وتنافح عن اليتامى والأرامل من ضحايا واقعة الطف من الأعداء المتربصين من الجيش الأموي الغادر الذي يستهويه التعذيب والتعسف بأهل البيت، فحاولت ربانة الصبر بكل ما أوتيت من صلابة وصمود أن تقف عائقا وسدا منيعا أمام تحقيق طموحاتهم وغاياتهم بما تملكه من إصرار وعزيمة وشكيمة واضعة نصب عينيها حمايتهم من الذئاب البشرية التي لا تعرف معنى العفة والطهارة والكرامة، إنها حقا بطلة كربلاء والتي صنعت أنموذجا مثاليا لكل امرأة تسعى أن تعيش حياة العزة والمجد والطهر والعفاف.

فحري بنسائنا حفظهن الله في زمننا الحاضر أن يعدن حساباتهن بشكل موزون وعقلاني في فن تعاملهن مع محيطهن وخاصة بيوتهن وأزواجهن وعيالهن، حتى يعطين صورة حية وحسنة تجنبهن كل المنزلقات الأسرية، وتجعل من الطرف المقابل يعاملهن بالمثل حبا واحتراما وتقديرا، بل يبذل جهدا مضاعفا في إسعادهن عندما يلمس الحب والحنان والدفء منهن، وأن يبتعدن عن كل المنغصات التي تفسد حياتهن ومن حولهن، وأن يترفعن عن صغائر الأمور والإثارة غير المعقولة، وأن يأخذن في حسبانهن التنازل الإيجابي الذي يجمع الشمل ولا يفرقه وأن يضحين بما يقدرن عليه من تضحية حتى يتم السلام والوئام بين كل الأطراف.

فبهذا نكون حققنا جميعا هدفا ساميا ونبيلا في أن نجعل من سيرة الحوراء زينب نعم القدوة والأسوة الحسنة في مسيرة دربنا وروح حياتنا.