آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 6:12 م

ذاكرة البداية.. الفكرة التي أصبحت لخروج كتابي المتواضع

رائد بن محمد آل شهاب

قبل أكثر من ثلاثة عقود مضت كنت أنا وأخي الأصغر سناً نتابع مباراة النصر والهلال، ونلبس الزي الرسمي لكلا الفريقين، ونراهن من سوف يفوز بالدور، ومع مضي الأيام يأتي أبي“حفظه الله”ويقول لنا”سوف تبدأ مباريات كأس العالم، دعونا نتابع المباريات”. كان ذلك في الثمانينيات، الأيام طويلة وجميلة ومليئة بالبهجة والنشاطات الرياضية.

في يوم الأربعاء من كل أسبوع، وبعد انتهاء المدرسة مباشرة، نجتمع أنا وأخي وأصحاب لنا من مملكة الأردن ودولة فلسطين، وفي بعض الأحيان من الوطن، نبدأ بتكوين فريقين، ونلعب بالشارع أمام شجرتين أو بالحديقة الخاصة بالمنزل. نلعب ونلعب حتى نتعب، وفي بعض الأحيان نعود إلى المنزل وقت صلاة المغرب. ارتبطت هذه المدينة الساحلية القريبة جداً من الحدود لدولة الكويت بكل أفراد عائلتي من ذكريات لكرة القدم وجمال مخيماتها البرية وصفاء بحرها.

نعم إنها ذكريات جميلة وذهبية مليئة بالشوق للمنافسة والتحدي، كنا في الإجازات المدرسية نذهب مع عمي «الأخ الأصغر للوالد» ونتابع تمارينه الرياضية لكرة اليد في نادي الخليج بالمملكة العربية السعودية، ونقوم بتشجيع الفريق.

في عام 1997 عندما كنت طالباً في The University of Alabama التي تملك فريقاً قوياً في الكرة الأمريكية يلقب بـ Crimson Tide ومعروف جداً بين الولايات الأخرى، وكان هناك أستاذ جامعي لكرة القدم الأمريكية يدعى Bryant Denny Stadium والذي يتسع إلى 100,000 ألف شخص، ومساحة الجامعة ضخمة تقدر بـ 1,143 Acre أي تعادل 4,625,557 متراً مربعاً.

كان عندما يبدأ موسم الكرة الأمريكية بالحرم الجامعي الجميل، تتوافد فرق كثيرة من ولايات متعددة، بسيارات صغيرة وعائلية، وسيارات بسعة المنازل ذات مساحة محدودة، ويبدأ مهرجانات الشوي وسماع الأغاني وتزيين السيارات بأعلام المشاركين بالسباق. بينما كنت في حصص الاقتصاد بالجامعة، دار نقاش مع زميلة دراسة أمريكية من أصول أفريقية عن عالم الوظائف بالولايات المتحدة، وكيف أن البعض منهم يواجه صعوبة بالتوظيف، رغم حصولهم على معدلات عالية جداً. فمن خلال خبرتي العملية والدراسية مع الأمريكان من أصول أفريقية، فهناك منهم مبدعون وأذكياء جداً، تجدهم في المراكز الطبية والأبحاث والسينما والكثير من المجلات الأخرى.

وخير برهان على ذلك، أنه لم تصبح كرة القدم في البرازيل برازيليّة فعلاً إلّا عندما تمكن اللاعبون ذوي البشرة الداكنة من الانضمام للفرق الكبرى، فاللاعب البرازيلي“إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو”المعروف باسمه المستعار بيليه يُعتبر أحد أعظم اللاعبين في كل العصور، وصنفه الاتحاد الدولي لكرة القدم“الأعظم”.

ولو ذهبنا إلى مجال الفن، شهدنا مؤخراً أن الاحتفال الأكبر لمونديال كأس العالم بدولة قطر 2022، تمت بواسطة الممثل الكبير عالمياً“Morgan Freeman”، وهناك غيره الكثيرون الذين ينحدرون إلى أصول أفريقية أمثال“Denzel Washington”“William Henry Gosby Jr.”“James Earl Jones”،

”Eddie Murphy”فهذه القارة الأفريقية صدرت بعض الشخصيات في غاية القمة في الإبداع.

على كل حال، بنهاية النقاش، قالت لي“رائد”لماذا لا تذهب إلى مشاهدة المبارة في معلبنا العملاق بالحرم الجامعي، وتشجع فريقنا بهتافات“Roll Tide”. بعد هذا النقاش ومشاهدة المباراة الحية هناك، أدركت أن الجميع مسرور، ويتفاعلون بطريقة عاطفية، تاركين كل مشاكل الحياة خلف ظهورهم.

مضت سنوات الدراسة الرائعة التي لا أستطيع نسيانها، ووقف العالم أمام حدث فريد، رسم ملامح الفرح والسرور، حيث أقيمت وشيدت بعض اللوحات والإعلانات في بعض مدن وشوارع دول الخليج“تبارك لدولة قطر على نجاح فعاليات كأس العالم 2022”.

سبحان الله، تكرر مشهد اهتمام عائلتي بكرة القدم. فكانت إحدى الأخوات تتابع بدقة متناهية مباراة كأس العالم 2022 وهي على مقربة من الولادة، وتقول إلى والدتي“اليوم لدينا مباراة مهمة، فالرجاء التركيز معي وعدم النوم”. فالجميع يتابع ويترقب المباراة والحدث الأسطوري بشوق كبير في المجمعات التجارية والشواطئ، وفي كل مكان، لدرجة أننا كنا بمجمع تجاري بإحدى الدول الخليجية، فأخدت البائعة تسأل زوجتي، وتقول لها“اليوم مباراة للمنتخب السعودي”.

ومن هنا بدأت الأبواب الخمسة من الكتاب، بحثاً عن تاريخ أشهر لعبة عالمية:

1. تاريخ وأبطال كرة القدم

2. التحديات التي واجهتها صناعة كرة القدم

3. الاقتصاد في المجال الرياضي

4. مستقبل كرة القدم

5. الطريق إلى القمة

وأخيرا، يختم الكتاب بكلمة أخيرة، وملحق لحالات للدراسة خاصة وحصرية للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. ونأمل من الله العلي القدير التوفيق لطرح هذه المادة المتواضعة ورسم البهجة للجميع، واللهم صلى على محمد وآل محمد.