حَبلُ المَوَدَّةِ
حَبلُ المَوَدَّةِ
إِلَى مَن جَفَانَا بِبُعدٍ هَوَاهُ
وَطَالَ بِبُغضٍ تَعَدَّى مَدَاهُ
وَزَادَ عَلَينَا بِكَيلِ العِنَادِ
إِلَى أَن جَلَاهُ بِصِدقٍ لَقَاهُ
فَعُذرًا إِلَيكَ بِحَقِّ الإِخَاءِ
وَصِدقًا لِمَا كَانَ مِنهُ بَدَاهُ
فَلَا زَالَ فِينَا وَفَاءٌ يُجِيرُ
يَجُودُ بِحُبٍّ يَفِيضُ رِوَاهُ
وّطَافَت بِنَا مِن خِصَامٍ تَنَامَت
وَأَلقَت عِجَاجًا بِنَحتٍ بَرَاهُ
أَيَا سَاعِيًا فِي صَلَاحٍ ٍسَيَمضِي
وَنَسمُو بِصُبحٍ تَجَلَّى بَهَاهُ
فَهَذَا المَكَانُ يَضِيقُ بِوِسعٍ
وَهَذَا الزَّمَانُ بِقِصرٍ طَوَاهُ
يَسُودُ الوِئِامُ بِطِيبِ النَّوَايَا
وَيَبقَى مَنِيعًا بِخُلقٍ رَوَاهُ
وَطالَ بِنَا مِن غِيَابٍ لِهَجرٍ
تَدَاعَى لَنَا فِي مَقَامٍ حَوَاهُ
وَصَاغَ عَلَيهِ بِحُسنِ المَقَالِ
فَطَابَت نُفُوسٌ شَفَاهَا دَوَاهُ
يَسُوق سِيَاقًا بِعَذبِ حَدِيثٍ
وَيُصغِي بِصَوتٍ دَوَاهُ صَدَاهُ
فأَينَ الصِّحَابُ بِجَمعٍ تلاقُوُا
بِلَيلٍ بِسَمرٍ وَطَابَ صَفَاهُ